هاني شنيب/ طبيب ليبي
إذاً تكتظ العاصمة الأمريكية هذا الأسبوع بزيارات ممن يدًّعون تمثيل المصالح المتصارعة في ليبيا.
ومن منطلق حيادي الشخصي وابتعادي عن أي انحياز لأي الأطراف الليبية أحببت أن أشارك الليبين ما رأيته من مشاهد اللوبيات الليبية المختلفة في واشنطن؛
اللوبي الأول البارز في واشنطن وبحكم تواجد سفارة ليبية تعمل بمؤسسة وموظفين وميزانية مخصصة من وزارة الخارجية الليبية، هولوبي رئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق، فائز السراج، حيث يدور فريق يرأسه طاهر السني المستشار الشخصي للسراج، والقائمة بالأعمالفي السفارة الليبية بواشنطن، السيدة وفاء بوقعيقيص على مكاتب وأطراف ومطاعم العاصمة لطرح رؤية المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وللحصول على دعم الإدارة الأمريكية القادمة لاستمرار دورهم المدعوم من الأمم المتحدة، بالرغم من الصعوبات الواقعية التي يواجهونها على الأرض الليبية. وقد نجحوا كحد أدنى في التشكيك في جدية الفريق خليفة حفتر، بتقديم حجة رفضه للجلوس للحوار مع السراج في العاصمة المصرية القاهرة، يومي الإثنين واثلاثاء الماضيين.
اللوبي الثاني هو فريق سيف الاسلام القذافي، والذي بدأ في اتصالات مباشرة، من خلال قنوات خاصة مع الإدارة الأمريكية القادمة، وكذلك من خلال ممثلين عنه في واشنطن لتقديم استعداده لأخذ دور، وللمشاركة في حوار مستقبلي عن المصالحة، ومشاركة الفئة الخضراء المهمشة في رسم خريطة سلمية لليبيا.
اللوبي الثالث والأقل خبر،ة هومن قدم إلى العاصمة الأمريكية واشنطن منتدبا لتمثيل الفريق خليفة حفتر، والمتكون من مجموعة يرأسها قريب له، والذي أبدى عنجهية وقلة خبره في التفاوض، مما قلل من شهية الأمريكيين في التعامل بإيجابية معه، ومما ينقص من أهمية مكتسباته على أرض الواقع الليبي.
أما من يمثلون الإسلام السياسي في ليبيا فيبدوا أنهم غائبون، أو مترددون، ولربما يكون ذلك تخوفا أو ترددا من أسلوب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب وعدائه الواضح لتيارات الإسلام السياسي فيالعالم العربي.
أكتب هذه الملاحظات كمشاهد دون إبداء تعليق خاص أو ولاء لأي الأطراف. فقط ليتعرف الليبيون على ما يحدث في إحدى أهم العواصم العالمية.
وليعرفوا اليوم وغدا بوضوح أكثر من يمثلهم وسيمثلهم مستقبلا فيها. الملف الليبي في واشنطن بدأ في السخونة ولربما في ذلك إسراع في تقديمه كأولوية للإدارة الأمريكية وللبحث عن بدائل عملية إيجابية لواقع ليبي أليم.
التدوينة مشاهدات من واشنطن بخصوص الملف الليبي ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.
