طرابلس اليوم

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

أنصار القذافي بعد 6 سنوات من الثورة.. مستقبلهم وآمالهم في العودة

,

قد يتفق الجميع أن ثورة 17 فبراير في عام 2011، قد نجحت بالإطاحة بنظام معمر القذافي وهزيمة أنصاره وإبعادهم عن الساحة السياسية في ليبيا لعدة سنوات، ولكنها لم تنجح في منعهم من العودة إلى ممارسة الحياة الدبلوماسية مجددا والرجوع إلى موطنهم.

ويملك أنصار النظام القذافي الكثير من الفرص الثمينة في الوقت الحالي للعودة إلى لعب دورا رئيسيا في ليبيا والرجوع إلى حكم مجددا بسبب الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد، وخاصة عقب إخفاق مؤيدي الثورة ومناصريها في المحافظة على ثورتهم وحمايتها من الثورات المضادة.

عودة أنصار القذافي

وقد شهدت ثورة فبراير في خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة تغييرات كبيرة ومنعرجا غير متوقع، في ظل ما تمر به البلاد من أزمات متعددة، فسحت المجال أمام رموز نظام القذافي إلى النشاط مرة أخرى داخل البلاد بعد غياب لسنوات.

ولم تعد ليبيا الدولة الموحدة بعد ستة أعوام من ثورة 17 فبراير، ويتيح التدهور أحوال البلاد فرصة للطامحين إلى إعادة دولة “الجماهيرية الليبية العظمى” كما كان يحلو لمعمر القذافي أن يسميها، لتحقيق مرادهم وأهدافهم.

ولاحظ مهتمون بالشأن الليبي في التحركات السياسية الأخيرة في ملف الأزمة الليبية عودة عدد من رموز النظام السابق إلى النشاط في هذا الملف ومشاركتهم في العديد من الاجتماعات والمبادرات حول عدة قضايا في البلاد.

وما يؤكد ذلك تصريحات بشير صالح مدير مكتب معمر القذافي في الشهر الماضي لقناة فرانس 24، الذي أكد خلالها أنه يعمل مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا.

ووصف بشير صالح الذي تحدث من منفاه في جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا نفسه أنه “رجل وطني خدم البلاد وعمل مع القذافي، وأنه غير نادم على عمله مع نظام القذافي، وأنه مستعد للعمل مع غيره لأنه يخدم بلاده، حسب تعبيره.

وأشار صالح، إلى أن عودة الأمن تحتاج عودة قادة الأجهزة الأمنية في نظام القذافي من جديد إلى ليبيا والعمل في مناصبهم، لأنهم يملكون الخبرة، وليبيا في حاجة لكل من لديه الخبرة والمواطن الليبي سوف يتقبل عودتهم لأنه يبحث عن الأمن والاستقرار، حسب رأيه.

ويقول أحد مؤيدي نظام القذافي المقيم خارج البلاد، إن عدد أنصار القذافي في ليبيا يبلغ نحو 20 ألف شخص تقريبا، ويوجد العدد نفسه في الخارج، ولكنه أكد أن نفوذهم ولا يزال محدودا.

استغلال الأوضاع

واستغل أنصار القذافي الصراع السياسي وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية وانقسام مؤسسات الدولة في ليبيا، للرجوع إلى الساحة السياسية وتقلد مناصب عليا في سلطات التشريعية والتنفيذية للدولة.

ولعب تدني الأوضاع المعيشية للمواطنين الذين أصبحوا يجدون صعوبة في الحصول على احتياجاتهم الأساسية، دورا بارزا لعودة أنصار القذافي إلى البلاد، وهيأ لهم هذا الوضع الأرض الخصبة لوضع موطئ قدم لهم في سلطات الدولة، بحسب ما رأى مهتمين بالشأن الليبي.

ولكن بعض المهتمين يروا أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية السيئة التي يمر بها المواطن داخل البلاد، أمر مفتعل من قبل أنصار القذافي للعودة إلى ممارسة حياتهم السياسية في ليبيا مجددا بعد سنوات من هزيمتهم.

الانتخابات الفرصة السانحة

ويرى محللون محليون، أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي يدعو إليها العديد من أطراف الصراع في ليبيا، ستكون فرصة سانحة وثمينة لرجوع رموز النظام السابق إلى ترأس الدولة وتقلد مناصب مهمة في البلاد.

وفي هذا الصدد، قال منسق العلاقات الليبية – المصرية في عهد القذافي أحمد قذاف الدم: “إنه في حال قيام انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا فإننا سنتمكن من المشاركة فيها وعلى أسس قانونية”.

وأكد قذاف الدم، أن مناصري الجماهيرية (نظام القذافي) يستطيعون العودة لممارسة السياسة في ليبيا، موضحا أن الأولوية في الوقت الراهن هي إيقاف الحرب الأهلية في البلاد، بحسب تصريحاته السابقة لوكالة “نوفوستي” الروسية.

في حين، علق بشير صالح مدير مكتب معمر القذافي خلال حديثه لقناة فرانس 24، عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية في ليبيا، قائلا: “لا أقول ذلك ولكن عندما يحين وقت الانتخابات لكل حادث حديث”، في إشارة منه إلى إمكانية ترشيح نفسه للانتخابات.

سيف الإسلام الأمل

بعد عدة سنوات قضاها في السجن، استعاد سيف الإسلام القذافي حريته من جديد، وعادت معها آمال أنصار نظام والده معمر القذافي بالعودة من مجددا إلى واجهة المشهد السياسي في ليبيا عقب سنوات من التهميش تعرضوا لها بعد الثورة.

فلا يزال الابن الثاني لمعمر القذافي والأقرب له، يحظى بإعجاب فئة كبيرة من الليبيين منذ أن شارك في السنوات الأخيرة من حكم والده في إدارة البلاد برؤية جديدة ومغايرة اعتبرها العديد خطوة إيجابية لإحداث التغيير والإصلاح في البلاد الذي أنهكته الدكتاتورية، بحسب مراقبون.

ويرى مناصرو نظام القذافي، في ظهور سيف الإسلام وحريته بارقة أمل لاستمرار نظام “الجماهيرية”، وفرصة لتعيد مؤيدي هذا النظام إلى الصف الأول ولعب دور رئيسي في مستقبل ليبيا، خاصة بعد فشل الحكومة المتعاقبة في تسيير البلاد عقب ثورة فبراير، ووصول المفاوضات إلى طريق مسدود.

وأكد بشير صالح مدير مكتب معمر القذافي خلال حديثه لقناة فرانس 24، أن سيف الإسلام نجل معمر القذافي قادر على جمع الليبيين حوله من جديد، وفق قوله.

وقبل أشهر قامت القبائل وعدد من الشخصيات البارزة المؤيدة لهذا النظام بالإعداد لعودة ابن القذافي عبر تشكيل حزب سياسي أطلقوا عليه اسم “الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا”، ورشحوا سيف الإسلام لتولي قيادته.

مواقفهم من السراج والكرامة

وعن موقف بعض أنصار القذافي من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، شن مسؤول في مجلس القبائل والمدن الليبية الموالي لنظام القذافي، على السراج الذي يبسط سيطرته على طرابلس، قائلا: “إن السراج لا يملك موارد كافية للسيطرة على كل الأراضي الليبية، وأن الشعب لا يعتبره رئيسا شرعيا.

ومنحت عملية الكرامة بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يسيطر على معظم مدن المنطقة الشرقية، الفرصة لمؤيدي القذافي للعودة إلى ممارسة نشاطهم السياسي، وقد احتضنت العملية عدد من رموز القذافي في غرب البلاد وشرقها وجنوبها.

فيما يرى مؤيدين ومناصرين أخرين لنظام القذافي، أن الليبيين يعتبرون أن حفتر المدافع الرئيسي عن المصالح الأمريكية في البلاد، كونه عاش لاجئا في الولايات المتحدة أكثر من عشرين سنة.

وفي هذا الصدد، وقال مهتمون بالشأن الليبي العام، أن أنصار نظام معمر القذافي الموجودين داخل البلاد وخارجها لم يعلنوا بشكل رسمي حتى الان تأييدهم لأي من الأطراف والحكومات الموجودة في ليبيا.

الداعمون داخليا وخارجيا

هناك بعض القبائل والمدن التي تعد الداعم الأكبر لعودة نظام القذافي داخل البلاد، وتأمل العديد من هذه المدن التي لها ثقل في ليبيا قبليا واجتماعيا وأكثرها تعددا للسكان إلى عودة نظام القذافي بأي طريقة كانت.

ولا يخفى على أحد أن هناك في ليبيا مازالت العديد من المدن والقبائل تدين حتى هذا اليوم بالولاء إلى معمر القذافي ونظامه ورايته الخضراء، وترى في ابنه سيف الإسلام الرجل المثالي والأمل الأبرز الذي يستطيع العودة بهم إلى السلطة مرة أخرى.

وتعتبر قبيلة ورشفانة التي تقطن في مدينة ورشفانة غرب طرابلس، ومدينة بني وليد جنوب شرق العاصمة موطن قبيلة الورفلة، من أكبر القبائل المؤيدة لمعمر القذافي والداعمة لأنصاره ورموزه لرجوعهم إلى الساحة الليبية مجددا، ولا يخفى على أحد ثقل هاتين القبيلتين في ليبيا.

إضافة إلى أن هناك العديد من المدن والقبائل في المنطقة الجنوبية لازالت أيضا تدين الولاء للنظام السابق، من بينها قبيلة المقارحة التي ينتمي إليها عبدالله السنوسي الذراع اليمنى للقذافي وصندوقه الأسود، والموجودة في إحدى سجون طرابلس.

ويعلق أنصار القذافي آمالهم على زعيمهم العسكري علي كنة الذي يقود قوات مسلحة في جنوب البلاد، ويملك نفوذا في المنطقة الجنوبية، ويسعى إلى إقناع قادة القبائل المحلية بضرورة الانضمام إلى مؤيدي إعادة بناء “الجماهيرية” مرة أخرى.

ونتيجة للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتردي الأوضاع الأمنية في البلاد التي ألقت بكاهلها على المواطنين الذي أصبحوا يجدون صعوبة في الحصول على احتياجاتهم الأساسية وتوفيرها، يحن الكثير من الليبيين إلى عودة النظام السابق ليس حبا أو تأييدا منهم للقذافي ولكن من أجل التخلص من هذه المعاناة.

وتعد دولة مصر المجاورة لليبيا وبعض الدول الإفريقية، من أكبر الأطراف الخارجية الداعمة لعودة أنصار القذافي للحكم مرة أخرى، وتأوي مصر العديد من رموز نظام القذافي وعلى رأسهم أحمد قذاف الدم ابن عم الرئيس الليبي الذي أطاحت بحكمه ثورة فبراير.

ويتطلع أنصار الزعيم الليبي السابق معمر القذافي إلى إعادة اللحمة الوطنية للمجتمع الليبي والمحافظة على النسيج الاجتماعي بمساعدة القبائل في مختلف المدن والمناطق وتأييدهم، ويزعمون أن القبائل هي التي تحفظ السلام الاجتماعي والأمن في ليبيا.

التدوينة أنصار القذافي بعد 6 سنوات من الثورة.. مستقبلهم وآمالهم في العودة ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “أنصار القذافي بعد 6 سنوات من الثورة.. مستقبلهم وآمالهم في العودة”

إرسال تعليق