أبوبكر بلال/ شاعر وكاتب ليبي
سَيُطِلُّ مِنْ تَحْتِ الرُّكَامِ حَبِيبُ*
يَرْوِي حِكَايَةَ مَا جَنَاهُ الذِّيبُ
وَيُحدِّثُ الأْجْيَالَ عَنْ فَاتُورَةٍ
حَمْرَاءَ كَمْ قَدْ زَانَهَا التَّشْبِيبُ
وَيُخَبِّرُ الْأَفْوَاجَ عَنْ سَكرَاتِهَا
وَيُبِينُ كَيْفَ أَضَلَّهَا التَّغْيِيبُ
كَيْفَ الْكَهَانَةُ تَسْتَوِي غَايَاتُهَا
وَالسِّحْرُ يَرْمِي سَهْمَهُ فَيُصِيبُ
الْقَتْلُ كَيْفَ تَزَعَّمَتْهُ حَنَاجِرٌ
وَالْجُورُ كَيْفَ أَنَاخَهُ التَّرْغِيبُ
كَمْ مَشْهَدٍ يَوْمَ الْحِكَايَةِ مُسْكِرٍ
وَطَلَاسِمٍ قَدْ فَكَّهَا التَّنْقِيبُ
نَحْوَ السَّرَابِ تَرَى تَدَافُعَ فِتْيَةٍ
يَتَسَاقَطُونَ لِكَيْ يَطِيبَ الشِّيبُ
لِلنَّاسِ حِينَ تُسَاقُ فِيهِ مَشَاهِدٌ
وَمَشَاهِدُ الْأَلْبَابِ حِينَ تَغِيبُ
الْقَصُّ يَرْوِي لِلدِّمَاءِ حِكَايَةً
فِي كُلِّ فَصْلٍ مُسْدَلٍ مَسْكُوبُ
يَحْكِي الْعَسَاكِرَ وَهْيَ تَنْسُجُ خُطَّةً
عَنْهَا أَمَاطَ لِثَامَهَا التَّسْرِيبُ
خَلْفَ الْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ جَمَاعَةٌ
لِلدَّوْلَةِ الشَّمَّاءِ لَيْسَ تَؤُوبُ
الْمَوْتُ سَوْفَ يَحُلُّ عَنْ أَيْمَانِنَا
وَعَنِ الشَّمَائِلِ يَنْتَشِي التَّعْذِيبُ
وَتُشَمُّ مِنْ هَذَا الصَّعِيدِ كَرَاهَةٌ
فِيمَا مَضَى كَمْ ضَاعَ مِنْهُ الطِّيبُ
يَرْوِي الْجَمَاعَةَ وَهْيَ تَفْرِضُ جِزْيَةً
وَتَقَدَّمَتْ أَفْعَالَهَا التَّرْهِيبُ
يَرْوِي حَبِيبًا وَهْوَ يَقْطِفُ زَهْرَةً
وَيُحَرِّقُ الْبُسْتَانَ وَهْوَ خَصِيبُ
عُثْمَانُ فِي الْمِحْرَابِ يَتْلُو آيَهُ
وَالسَّيْفُ فَوْقَ جَبِينِهِ مَنْصُوبُ
لَمْ تَرْتَدِعْهُ نَوَائِلٌ عَنْ سَلِّهِ
وَأَنَامِلٌ مَا رَاعَهَا التَّصْلِيبُ
وَيَخُصُّ لِلسِّرْدِ الطَّوِيلِ نِهَايَةً
تَشْكُو الدُّرُوبَ كَأَنَّهَا يَعْقُوبُ
مُبْيَضَّةَ الْعَيْنَيْنِ فِي أَحْشَائِهَا
بَثٌّ وَشَكْوَى تَنْجَلِي وَتَغِيبُ
زُرْتُ الأَفَاعِيَ كَيْ تَقِرَّ مَمَالِكٌ
وَيَعِيشَ أَنَّاتِ الْبَهِيمِ حَبِيبُ
______________________
* حبيب سويديه ضابط في الجيش الجزائري؛ شارك في حرب العشرية السوداء قبل أن يكتشف مؤامرة الجنرالات على الديمقراطية مرتكبة المذابح المروعة في حق أبناء الجزائر مما دعاه إلى الانشقاق واختيار العيش في المنفى، وهناك ألف كتابه الشهير: الحرب القذرة.
التدوينة ( حبيبٌ المنتظر ) ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.
