طرابلس اليوم

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

فبراير بين السبتمبريين ومعارضيهم

,

إسماعيل القريتلي

بينما كانت المعارضة في الداخل على وجه الخصوص الإسلاميون داخل السجون وخارجها، والمعارضة في الخارجة بكل أطيافها تمر بحالة إنهاك وتراجع واستجاب عديدهم لمبادرات النظام قصد “تسوية” ملف المعارضة، بينما كان الوضع كذلك في تقديري اندلعت أحداث فبراير شارك فيها على مستوى القيادة شخصيات عرفت وعملت في أجهزة نظام سبتمبر بل كان بينهم سبتمبريون نشدوا الإصلاح ولا يمكن تصنيفهم معارضة لأساس النظام سواء في قاعدته الفكرية أو رأس هرمه القيادي.

سرعان ما تولى الإصلاحيون المنشقون عن نظام سبتمبر تأسيس قيادة وإدارة لفبراير تمثلت في المجلس الوطني الانتقالي والمكتب التنفيذي وكان في أعلى هرم المؤسستين شخصيات إصلاحية محسوبة على سبتمر، مع مشاركة نخب وتكنوقراط في القطاعات المالية والاقتصاطية والخدمية وقيادات اجتماعية وأعيان.

استمر الأمر كذلك في بنغازي والمناطق التي تمردت بالتوالي على نظام سبتمبر طوال ثمانية أشهر، وإلى ذلك الوقت كان يمكن عد قيادة فبراير الأبرز على سبتمبر بمن فيهم القادة العسكريين والأمنيين,

غير أن المشهد اختلف تماما بعد خروج طرابلس عن سلطة سبتبمر المؤيدة للقذافي وتلاها مقتل القذافي، إذ برز بقوة رغبة معارضة القذافي السابقة سوأ في الداخل أو الخارج وبينهم الإسلاميون والجبهة وأفراد ومجموعات يسارية باتت ليبرالية، إضافة إلى المجموعات المسلحة الوليد الجديد للحرب الأهلية في فبراير، كانت لدى هؤلاء جميعا رغبة جارفة لاستلام السلطة بدلا عن إصلاحيي سبتبمر، فكان ما يشبه الانقلاب عن سلطة فبراير السبتمبرية ومثل قانون العزل السياسي لحظة انقلاب واسعة على قادة فبراير من إصلاحيي سبتمبر ولم يكن الأمر بمعزل عن أدوار إقليمية كان لها تأثير على معارضي القذافي خاصة الإسلاميين، وربما بتدقيق أكثر المجموعات الإسلامية المسلحة.

هذه فرضية أقترح تأملها فقد نجد ما يؤيدها أو لا تقوى أمام البحث الموضوعي فتسقط لنبحث عن فرضيات جديدة عن الأسباب التي عمقت من جراح سكان الدولة التي تسمى ليبيا.

ووفق هذه الفرضية لا يمكن القبول بتوهم “الثورة المضادة” بغية صنع “شماعة” يعلق عليها الفشل الذريع الذي وصلت إليه هياكل دولة ليبيا بسبب سيطرة معارضي سبتمبر عليها، بل يجدر في حال صمدت فرضية قيادة إصلاحيي سبتمبر لفبراير ثم انتزاع القيادة لصالح معارضي سبتمبر أن نبحث عن سبب إصرار المعارضة على إقصاء السبتمبريين، وما دوافع المعارضة للهيمنة هل بينها “شره” السلطة والتعطش للنفوذ، واستجابة للتأثيرات الخارجية علييهم.

التدوينة فبراير بين السبتمبريين ومعارضيهم ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “فبراير بين السبتمبريين ومعارضيهم”

إرسال تعليق