طرابلس اليوم

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

زالت المنازعة حول قدحة فبراير

,

عبد الفتاح الشلوي/ عضو المؤتمر الوطني العام السابق

واضح أن الثالث والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر هذا العام مر ببرود ملحوظ، والذي تم فيه تم الإعلان عن تحرير ليبيا من سلطة القذافي عام 2011.

ثمة مسببات لهذا البرود وعدم التفاعل مع هذا التاريخ، قياسأ بالأعوام الماضية،  اللهم من خلال المناكفات الحوارية على شاشات التلفاز، وكل قناة تقدمه من خلال رؤيتها الخاصة للحدث بصفة عامة .

لا أظن أننا نسينا الخصام بين مدن الثورة في ملكية شرارتها وانطلاقها، وتحديدًا بين مدينتي بنغازي والبيضاء، والخلاف بينهما على أقل من 24 ساعة لكل منهما وهو يدعي بأن مدينته هى صاحبة هذا الشرف، كنا نتابع هذا على صفحات الفيس بوك، وعلى شاشات الفضائيات، وبالصحف والخطابات، وكل يفتخر وينسب له ولمدينته ساعة الانفجار الثوري الفبرايري، فهل تمت تسوية المسألة بين المدينتين ؟ أم أن صاحب الصرخة الأولى شهد له القاصي والداني فأقر له الثاني بذلك؟ حقيقة لا هذه ولا تلك وإنما طرأت على الساحة متغيرات جعلت من الطرفين يتواريان عن تبني الفعل، ويؤثر كل علي الآخر .

ليس هذا فحسب بل طال الشقاق قادة فبراير السياسيين من أعضاء المجلس الانتقالي السابق، فمنذ أيام معدودات طالعنا عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الإنتقالي بمقال يرمِ فيه أحد أبرز أعضاء المجلس بالتلاعب بخطاب التحرير والحيلولة دون إلقائه والإكتفاء بالخطاب الارتجالي الهزيل الذي ألقاه مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي في ذلك الوقت، وبدوره فند عبد الرزاق العرادي مزاعم غوقه ووصفه بأنه كان مكروهًا وغير مرغوب فيه وتم طرده من قبل طلاب جامعة قاريونس، وخرج الأول بقناة “تلفزيونية” يؤكد فيه تلاعب الثاني ومحاولة سيطرة الإخوان المسلمين على المشهد بشكل مبكر وممنهج .

حقيقة ليست هذه محور حديثي فمن ذكرت كانوا حينها يتباهون بفبرارير ويتشرفون بقيادتها، وكانت أكتافهم تتدافع وهم من خلف رئيس مجلسهم يوم إعلان التحرير، واليوم لبدت غيوم المتغيرات سماء فبراير، وإن كان البعض منهم مازال يتبني فبراير ويتمسك بها حتى اللحظة .

لعل سبتمبر استفادت من فبراير من خلال سوء بعض الممارسات لمن هم محسوبون علي صف الثورة، من خلال جرائم كثيرة ومتنوعة، بداية من عمليات القتل خارج القانون وإن كان ذلك معتادًا بسبتمبر، والإستيلاء على ممتلكات الناس ومصادرتها، وهو أيضًا سلوكً لسبتمبر، وقفل حقول النفط، وحرق المطار، وعمليات التهجير،  والحروب هنا وهناك، وتردي الحالة المعيشية للمواطن الليبي بشكل واضح مقارنة مع زمت سلطة سبتمبر، كل هذه الممارسات وغيرها جاءت لتمسح شيئًا من سواد وجه سبتمبر مقارنة بين الإثنين .

صحيح أن هناك مبررات لهذا التغير، وصحيح أن عوامل داخلية وخارجية قد طرأت على الحدث، لكن ذلك لا يعفي مرتكبيها من المسؤولية الأخلاقية على أقل تقدير، لا نختلف على أن حركة التاريخ لها ضريبتها وقد تكون مكلفة، وصحيح أن ليبيا لها خصوصية عن باقي دول العالم من حيث وضعية مؤسسات الدولة عند قيام ثورة فبراير فقد كانت السلطة السياسية مخالفة لبقية النظم السياسية في العالم وهو ما كان يعرف بسلطة الشعب، قد يكون ذلك متكأً لبعض المبررين، لكنه ليس السبب الأول والأخير في ذلك .

ولا شك اليوم أن المواطن الليبي وصل لمرحلة من الإحباط جعلته يطالب بأفول جميع الأجسام السياسية في ليبيا،  علّ الله أن يقيض لهم من يعتصرون ألمًا لأجل ليبيا والليبيين، وإن كان هذا المطلب جاء على حساب روح فبراير وإلصاق كل التداعيات بها، فهل ما نشهده اليوم تنصل من ثورة فبراير أم من ممارسات فبراير وعدم الخلط بينهما، وإن كان إختفاء منازعة القدحة الأولى بين مدينتى الثورة الكبيرتين ( بنغازي والبيضاء ) لا يشير لذلك من بعيد ولا من قريب.

التدوينة زالت المنازعة حول قدحة فبراير ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “زالت المنازعة حول قدحة فبراير”

إرسال تعليق