طرابلس اليوم

الأربعاء، 26 يوليو 2017

لقاءات السراج وحفتر.. من المرج إلى القاهرة ثم أبوظبي وأخيرا باريس

,

تسعى العديد من الدول العربية والغربية بالتعاون مع الأمم المتحدة، إلى إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية الراهنة وللانقسام السياسي الحاصل في المؤسسات التشريعية والتنفيذية والعسكرية في البلاد منذ نحو ثلاث سنوات.

ورأت بعض هذه الدول أن الحل للأزمة الليبية يكمن في جمع أبرز طرفي الصراع في ليبيا، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، وقائد عملية الكرامة خليفة حفتر، على طاولة واحدة.

وحاولت بعض الدول الجمع بين السراج وحفتر لتقريب وجهات النظر بينهما للخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة، ولكن مساع بعض الدول فشلت ولازالت تواصل دول أخرى محاولاتها.

البداية من المرج

وكانت بداية لقاءات حفتر والسراج من مدينة المرج شرق ليبيا في 30 يناير 2016، عندما توجه الأخير إلى مدينة المرج للقاء حفتر، لمناقشة تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وذلك بعد قرابة الشهر والنصف من توقيع مسودة الاتفاق السياسي بمدينة الصخيرات المغربية.

وجرى لقاء المرج بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني قائد عملية الكرامة، بحضور نائبي رئيس المجلس الرئاسي علي القطراني وفتحي المجبري، ورئيس أركان الجيش في شرق البلاد عبد الرازق الناظوري، ورئيس أركان سلاح الجو صقر الجروشي.

فشل اجتماع القاهرة

وفي منتصف شهر فبراير الماضي وصل السراج وحفتر إلى العاصمة المصرية القاهرة، لعقد اجتماع برعاية اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا برئاسة محمود حجازي رئيس أركان الجيش المصري، وحضور رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، لبحث سبل الدفع بتسوية الأزمة الليبية في إطار توافقي مبني على الاتفاق السياسي.

وأعلنت القاهرة عقب هذه المساعي نجاح الاجتماع الذي أسفر عن توافق حول عدد من الثوابت الوطنية، ولكن سرعان ما تبين غير ذلك، وتأكد فشل مساعي جمع الشخصيتين، بعد أكثر من 24 ساعة من وجودهما في القاهرة، لرفض حفتر لقاء السراج، بسبب طارحه شروطا تتعلق بتعديلات واسعة في الاتفاق السياسي.

وتعد دولتا مصر والإمارات أبرز وأكبر الدول الداعمة لخليفة حفتر في مشروعه سياسيا وعسكريا، وقد سبق للدولتين استضافت حفتر على أراضيها لمرات عدة، واعترافهما علنا بدعمه عسكريا.

أبوظبي المحطة الثالثة

واستمرت مساعي الوسطاء لجمع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، وقائد عملية الكرامة خليفة حفتر للجلوس على طاولة واحدة بهدف تقريب وجهات النظر بينهما.

وكانت العاصمة الإمارتية أبوظبي المحطة الثالثة للقاءات السراج وحفتر، وذلك في محاولة من الإمارات لتحقيق النجاح في ما فشلت في مصر، وتوصل طرفي النزاع الأبرز في ليبيا إلى اتفاق يخرج البلاد من أزمتها الراهنة المستمرة منذ سنوات.

وبدعوة من محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات، اجتمع الطرفين وتوصلا إلى اتفاق على الدعوة إلى الحوار الشامل وتوحيد مؤسسات الدولة، وإنهاء القتال في البلاد، إضافة إلى إعادة تشكيل المؤسسة العسكرية وخضوعها للسلطة المدنية

وشمل اتفاق لقاء أبوظبي أيضا السعي وراء تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وتوحيد الجهود والإمكانيات لتجاوز المعوقات التي حالت دون تنفيذ الاتفاق السياسي وإجراء التعديلات عليه، وإنهاء القتال، وإيجاد حلول للوضع الاقتصادي والمالي للدولة، وفق ما ورد في بيان السراج.

وقد لقى لقاء العاصمة أبوظبي جدلا واسعا لدى الأوساط الليبية، حيث رحب البعض بانعقاد مثل هذه اللقاءات ورفضه البعض الآخر، بحسب ما رصده موقع ليبيا الخبر من آراء من مختلف الأطراف المحلية.

ورأى محللون محليون، أن هذا اتفاق لقاء أبوظبي لم يحقق فعليا تقدما ملموس وكان مجرد حبر على ورق، رغم الآمال التي عقدها الليبيون على نجاحها للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد والتخفيف من معاناتهم.

باريس الأمل الرابع

واحتضنت العاصمة الفرنسية باريس أمس الثلاثاء اللقاء الرابع بين رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج المدعوم دوليا، وقائد الجيش المعين من قبل مجلس النواب بطبرق خليفة حفتر، وإجراء محادثات واسعة قادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأعلن الطرفان الليبيان، التزامهما بوقف إطلاق النار وتفادي اللجوء إلى القوة المسلحة في جميع المسائل الخارجة عن نطاق مكافحة الإرهاب، والعمل على إجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن تحت إشراف الأمم المتحدة.

لكن المبادرة الفرنسية أغضبت المسؤولين في إيطاليا التي سبق أن تولت قيادة الجهود الرامية إلى إحلال السلام في مستعمرتها السابقة وتحملت عبء الموجات المتعاقبة من المهاجرين الأفارقة الذين يعبرون البحر المتوسط من ليبيا.

ويبقى السؤال هل تنجح باريس في الاستمرار بدعم مبادرتها الأخيرة، وتطبيق ما اتفق عليه السراج وحفتر أمس الثلاثاء؟.. أم أننا سنرى مساع أخرى ومبادرات متوالية لجمع الطرفين الليبيان؟.

التدوينة لقاءات السراج وحفتر.. من المرج إلى القاهرة ثم أبوظبي وأخيرا باريس ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “لقاءات السراج وحفتر.. من المرج إلى القاهرة ثم أبوظبي وأخيرا باريس”

إرسال تعليق