طرابلس اليوم

الأحد، 30 يوليو 2017

الأزمة الليبية بين مبادرات إقليمية ودولية  

,

الجزيرة نت- وديان عبد الوهاب

في اجتماع قبلي بمدينة القبة شرق ليبيا، أعلن أحد المؤيدين للواء المتقاعد خليفة حفتر أن الأخير سيتولى رئاسة الدولة بنهاية العامغرد النص عبر تويتر، وهي مدة انتهاء عمل اتفاق الصخيرات السياسي، كما سبق للجنة الوطنية المصرية المعنية بالملف الليبي أن طالبت الأطراف بالتوصل لاتفاق قبل انتهاء العمل بذلك الاتفاق.

وبدأت وسائل إعلام مؤيدة لحفتر تدندن على نفس الموجة، وفي لقاء لحفتر مع أعيان قبائل هدد السياسيين الليبيين بأنه في حالة عدم التوصل لحل لأزمات البلاد فإن جيشه سيتدخل.

وفي الـ 25 من الشهر الجاري، قبل كل من رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج وحفتر دعوة فرنسية للحوار، وصدر عن اللقاء بيان مشترك تضمن خارطة طريق تهدف للحل، وقال مراقبون إن التزام الطرفين به سيقطع الطريق أمام أي مبادرة لدول إقليمية.

ضغط قبلي

ويرى الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية عبد الله الرفادي أن أي قبيلة -سواء من المنطقة الشرقية أو الغربية- ليست لها القدرة على فرض ما تريده على الشعب الليبي، فصناديق الاقتراع وحدها ستقرر من سيكون رئيس ليبيا رغم أن الحديث عن ذلك لا يزال مبكرا، معتبرا هذه المطالبات بمثابة تعبير لمناصري حفتر عن رأيهم لا أكثر.

ويتهم الرفادي مصر والإمارات بحشد الإمكانات العسكرية والمادية والسياسية لدعم حفتر الذي يسعى إلى إفشال الاتفاق السياسي، مشيرا إلى أن هاتين الدولتين تريدان قطع الطريق على أي اتفاق حتى لو كان من مخرجات لقاء فرنسا الذي جاء نتيجة ضغوط على حفتر.

وحول مآلات الاتفاق السياسي، يقول الرفادي إن الاتفاق يظل الوعاء الوحيد الذي يمكن أن يلتف حوله الليبيون ولن يسمحوا بأي حل عسكري، فمزاعم نجاح حفتر في حربه بالمنطقة الشرقية لا تعني أنه قادر على ذلك في غرب البلاد رغم التهديدات المصرية والإماراتية.

 

صراع إقليمي

ويقول عضو مجلس النواب جلال الشويهدي إن الصراع في ليبيا أصبح إقليميا وإنه لا يخفى على أحد دعم دول خليجية لأطراف الأزمة، فحتى الصراع الخليجي ألقى بظلاله على لقاء باريس، على حد قوله.

ويعتبر أن لقاء فرنسا بمثابة “رمي حجر في مياه راكدة” فالسراج أحد مخرجات الاتفاق السياسي وحفتر يتبع السلطة المتمثلة في مجلس النواب، والشخصيتان لا تملكان شيئا في الواقع ولا تمثلان أطراف الحوار الذي يجب أن يكون بين مجلس النواب والمجلس الأعلى.

ويضيف الشويهدي أن ضعف أداء مجلس النواب وعدم وجود مواقف “صلبة وحكيمة” تجاه الاتفاق السياسي جعلا حفتر يتجاوز حدوده بحضور اللقاءات وإعلان الحروب.

ويعتقد أن حفتر لن يقبل بالاتفاق السياسي ولن يلتزم ببيان باريس، فهو لا يزال يتحدث للقنوات الفرنسية عقب اللقاء عن تبعيته لمجلس النواب، في وقت يرى السراج أن المؤسسة العسكرية يجب أن تكون تحت السلطة المدنية.

من جهته، يرى المحلل السياسي أشرف الشح أن حفتر يناقض نفسه وأنه سجّل اختراقا سياسيا بقبوله بيان باريس بعد أسبوع من التهديد بتوليه الحكم خلال ستة شهور.

ويضيف أن حفتر كان لا يعترف بالعملية السياسية ويسعى إلى السلطة بالسلاح، لكنه اليوم يسعى إلى الاعتراف الدولي به كشخصية متحكمة في المنطقة الشرقية بعد حصوله على دعم إقليمي.

ويعتقد الشح أن حفتر سينقلب على بيان باريس ولن يلتزم بما جاء فيه، ويرى أن ذلك سينهي أي حلم لحفتر بحكم ليبيا بالطريقة التي يتمناها، وسيدرك الليبيون من يقف وراء الأزمة ومن يتحمل المسؤولية في استمرار معاناة المواطنين، وفق قوله.

 

التدوينة الأزمة الليبية بين مبادرات إقليمية ودولية   ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “الأزمة الليبية بين مبادرات إقليمية ودولية  ”

إرسال تعليق