طرابلس اليوم

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

حفتر ومستقبله في ليبيا.. أحداث تثير مخاوفه وملفات تعيق مسيرته وتحديات تقف أمامه

,

منذ إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن إطلاق عملية الكرامة العسكرية في عام 2014، واجهته العديد من العوائق والعقبات وبرزت أمامه تحديات عدة، منها ما نجح في اجتيازها ومنها لازالت تشكل خطرا على مشروعه العسكري.

ولم يحظى حفتر بدعم وتأييد عامة الشعب، واعتبره الكثيرين أنه السبب الرئيس في الأزمة الليبية، بل حتى أن البعض من أهالي بنغازي قد رحبوا بعملية الكرامة ليس حباً فيها، ولكن كرها في المجموعات المسلحة التي لم تنجح في بسط الأمن بالمدينة على مدى ثلاث سنوات، وفق ما ذكر ناشط سياسي رفض الكشف عن اسمه.

أعداء حفتر

وظهرت العديد من الأطراف المعادية لحفتر، والرافضة لعملية الكرامة العسكرية التي أطلقها في منتصف مايو 2014، وتطورت العملية إلى مواجهات مسلحة وواجهها الرافضين بالسلاح، واشتد الصراع في منتصف أكتوبر من العام ذاته.

ومن بين هذه الأطراف التي خرجت ضد خليفة حفتر ومناصريه، هي: كتائب الثوار بمختلف مسمياتها في العديد من المدن في غرب البلاد وجنوبها، والجماعة الليبية المقاتلة، وجماعة الإخوان المسلمين، وغيرها من الجماعات الإسلامية المعتدلة، إضافة إلى بعض الأطراف الدولية والعربية.

ويسعى اللواء المتقاعد إلى السيطرة على البلاد بقوة السلاح، ويطمح إلى حسم الأمور عسكريا بدعم من دولتي الإمارات ومصر، ولكن سرعان ما رفضت عدد من الدول الكبرى من بينها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا الحل العسكري للأزمة الليبية.

وشددت هذه الدول في مناسبات عدة على أطراف الصراع في ليبيا ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في البلاد، مما تسبب ذلك قلقا لقائد عملية الكرامة خليفة حفتر للاستمرار في مشروعه العسكري، وحسم المعركة بالسلاح.

وطالبت إيطاليا على لسان وزيرة دفاعها روبرتا بينوتي، ووزير داخليتها ماركو مينيتي، حفتر في اجتماع بروما في 26 سبتمبر الماضي باختيار المسار السياسي والتخلي عن الخيار العسكري إذا كان ينوي التقدم لقيادة البلاد، ودعا المسؤولين الإيطاليين حفتر لمواجهة خصومه في ليبيا سياسيا والتخلي عن التحركات العسكرية ضد حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج التي تحظى بدعم الأمم المتحدة.

عقبة السراج

بدأ اللواء المتقاعد خليفة حفتر يخسر نفوذه في المنطقة الشرقية التي يبسط سيطرته عليها شيئا فشيئا، وبدأ يفقد جزاء من الدعم الإقليمي له من قبل دولتي الإمارات ومصر، وخاصة بعد أن حقق رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج المدعوم دوليا مكاسب سياسية على الأرض باتخاذه لقرارات جريئة وحاسمة مؤخرا.

وشكل قرار تكليف فرج أقعيم الذي ينتمي إلى قبيلة العواقير وكيلا لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، خطرا على حفتر وخاصة بعد أن باركت القبيلة إحدى أكبر القبائل في الشرق والأكثر دعما وتأييدا لحفتر في السابق، قرار تكليف ابنهم وكيلا لوزارة الداخلية، يكون حفتر قد خسر جزاء هاما من مؤيديه في المنطقة الشرقية.

وقبل تكليف أقعيم، كسب السراج تأييد أحد قادة عملية الكرامة العقيد المهدي البرغثي الذي لعب دورا بارزا في المعارك المسلحة التي دارت في بنغازي، وكلفه بحقيبة وزارة الدفاع بحكومة الوفاق، والذي تحصل هو آخر على مباركة من بعض أعيان وشباب قبيلة البراغثة وتأييدهم.

وبعد تعقد الأمور الخدمية والمالية في شرق البلاد، سرعان ما لجأ عدد من عمداء البلديات ورؤساء بعض الأندية بمدن المنطقة الشرقية إلى فائز السراج، الذي لم يحظى باعتراف مجلس النواب بطبرق به، وبدأ عمداء بلديات ورؤساء الأندية وأعيان وحكماء إقليم برقة يصلون إلى العاصمة طرابلس تبعا ويجتمعون مع السراج، من أجل الحصول على مساعدات مالية.

ورأى محللون محليون، أن هذه المجريات آثارت مخاوف حفتر، وشكلت خطرا على مستقبله في المنطقة، وستكون مردودها إيجابي رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الذي بدأ يحظى بثقة العديد من الدول التي تلعب دورا هاما في ليبيا.

أبرز التحديات

ويعد الملف الأمني والخدمي من أهم وأبرز التحديات التي تواجه حفتر في المناطق التي تخضع تحت سيطرته، حيث تعاني معظم القطاعات العامة في المنطقة الشرقية والجنوبية عامة ومدينة بنغازي خاصة، من تدني الخدمات والأزمات مالية بسبب ضعف السلطات التي تسيطر على المنطقة وقلة إمكانياتها، بحسب ما رأى ناشطون في الشرق.

ويعد الجانب الأمني الذي يراه الكثيرين الأهم في حياتهم اليومية أكثر المشاكل التي تواجه المواطنين في المنطقتين الشرقية والجنوبية، إذ تعاني المدينة من ترديا في وضعها الأمني في ظل انتشار السلاح واستمرار الاشتباكات والأضرار الجسيمة التي خلفتها المعارك المسلحة ببنغازي.

ناهيك عن عمليات الاغتيال التي نفذت ضد شخصيات أمنية وسياسية وشيوخ القبائل في الأشهر الماضية، إضافة إلى الجثث التي يُعثر عليها من حين لآخر في نفيات للقمامة في مناطق مختلفة بالمدينة وضواحيها، كل ذلك قد يؤثر على نفوذ حفتر في شرق البلاد.

وإضافة إلى ذلك، فإن المواطن في شرق ليبيا يعاني كغيره من أزمة نقص السيولة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطبية والسلع الأساسية، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار الليبي، رغم جهود حفتر والسلطات في الشرق لحل هذه المشاكل التي لم تجدي نفعا.

ويرى مراقبون، أنه يجب على خليفة حفتر بذل كل جهوده لبسط الأمن بشكل كامل في المنطقة الشرقية، وإيجاد حلول للأزمات الخدمية والاقتصادية التي يعاني منها المواطنين في المنطقة ليحافظ حفتر على شعبيته التي قد يفتقدها في الفترة المقبلة.

خلافات وانشقاقات

انكشف في الآونة الأخيرة نشوب عدة خلافات سياسية بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، مما آثار هذا الخلاف جدلا وانقساما واسعا في إقليم برقة، رغم الجهود القبلية والمصرية للإصلاح بين الطرفين، إلا أن العلاقات الحميمية بينهما لن تعود عما كانت عليه سابقا.

وشهدت عملية الكرامة بقيادة خليفة حفتر تصدعا حادا في قيادته، بعد أن أقال حفتر في يناير 2015، أحد قادة عملية الكرامة فرج البرعصي؛ بسبب نشوب خلافات كبيرة ناتجة عن عدم الثقة، وتبادل الاتهامات بين الطرفين.

وفي يناير 2016، تلقى حفتر ضربة موجعة عندما أعلن الناطق باسم عملية الكرامة محمد الحجازي انشقاقه عنه، وشن هجوما حادا عليه، وأكد في مؤتمر صحفي “البدء في تصحيح مسار عملية الكرامة، بعد أن انحرفت عن أهدافها وساهمت في شرخ النسيج الاجتماعي وانقسام الأسر في المنطقة الشرقية”، حسب قوله.

وكشف الحجازي، عن ما وصفه بطمع حفتر وأبنائه وبعض من أبناء عمومته في الوصول إلى السلطة، وقيامه باختلاس الأموال المخصصة لدعم الجيش الليبي واستخدامها لمصالح شخصية، مؤكدا أن حفتر أسس كتائب موازية للجيش ولاؤها له، ونفذت هذه الكتائب عمليات خاصة بها، منها الخطف والإخفاء القسري لبعض الشخصيات.

وربما ستكون الفترة القادمة الأكثر صعوبة على حفتر، وقد نشاهد المزيد من التراجع للواء المتقاعد، في ظل الدعم الدولي والإقليمي المتزايد للمجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني، وخاصة إذا ما استمر حفتر على إصراره لعدم الرضوخ للدعوات الدولية التي تطالبه بضرورة الالتحاق بركب الاتفاق السياسي والجلوس للحوار.

ويبقى السؤال كيف سيواجه خليفة حفتر هؤلاء الأشخاص الذين يشكلون خطرا على مستقبله، وهذه الأحداث التي تثير مخاوفه؟..، وكيف سيعالج هذه ملفات التي تعيق مسيرته، وتحديات التي تواجهه؟.

 

التدوينة حفتر ومستقبله في ليبيا.. أحداث تثير مخاوفه وملفات تعيق مسيرته وتحديات تقف أمامه ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “حفتر ومستقبله في ليبيا.. أحداث تثير مخاوفه وملفات تعيق مسيرته وتحديات تقف أمامه”

إرسال تعليق