تشهد ليبيا مع دخول فصل الصيف انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي وصلت إلى حد الانهيار التام في الشبكة العامة للكهرباء مؤخرا في المنطقتين الشرقية والغربية.
الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي خصوصا في شدة برد شتاء وارتفاع درجات الحرارة في الصيف؛ عجزت الحكومات المتعاقبة عن حلها وإنهاء معاناة المواطنين منها.
الأسباب
وعزا مدير مكتب الإعلام في الشركة العامة للكهرباء بالمنطقة الجنوبية آدم المبروك أسباب أزمة انقطاع التيار الكهربائي إلى عزوف الشركات الأجنبية عن إكمال مشاريع محطات التوليد المتوقفة بسبب الأوضاع الأمنية، إضافة إلى الاعتداءات على خطوط النقل ومحطات التحويل وسرقتها.
وبيّن المبروك في تصريحه لموقع ليبيا الخبر، أن عدم ترشيد استهلاك المواطن في التيار الكهربائي ساهم في نسبة العجز في الشبكة الكهربائية مبينا أن معدل استهلاك الطاقة الكهربائية يفوق 5 آلاف ميغا وات في الأوقات العادية ويفوق 7 آلاف ميغا وات في أوقات الذروة الصيفية والشتوية بسبب استخدام وسائل التبريد والتدفئة.
وأشار آدم إلى أن ماعانته الشبكة خلال الأيام الماضية كان بسبب ارتفاع درجات الحرارة الذي أدى إلى انهيار الشبكة العامة والدخول في إظلام تام أوزيادة عدد ساعات طرح الأحمال.
الحرب سبب آخر يضاف إلى عوامل تردي الشبكة العامة للكهرباء، فقد حذرت الشركة العامة للكهرباء من احتمال انهيار الشبكة في مناطق غرب وجنوب العاصمة طرابلس، نتيجة إصابة بعض أبراج الضغط العالي، وتضرر محطة توليد الخمس شرق طرابلس، ومحطة تحويل طرابلس 220 كيلو فولت، مما سيؤدي إلى هز الشبكة واحتمال خروجها بالكامل عن الخدمة. وذلك بسبب الاشتباكات المندلعة بين مؤيدين ومعارضين لاتفاق الصخيرات السياسي، شرق العاصمة طرابلس.
المنطقة الجنوبية
ويرى آدم أن أزمة الكهرباء متفاقمة في المنطقة الجنوبية ؛ بسبب عدم توفر أي محطة توليد تيار كهربائي باستثناء محطة توليد أوباري التي لم تستكمل مشيرا إلى أن أقرب محطة توليد تبعد عن المنطقة الجنوبية مسافة مايقرب عن ألف كيلو متر وأن خطوط نقل التيار الكهربائي التي تقطع كل المسافة الطويلة تتعرض بصورة متكررة للسرقة والاعتداء.
أسباب فنية
ويرى المستشار بالهيئة الليبية للبحث و العلوم و التكنولوجيا عوض إبراهيم، أن المشكلة الأساسية في الشبكة العامة للكهرباء تتمثل في أضرار مادية جسيمة لحقت بمحطات التوليد والتحويل وخطوط نقل الطاقة الرئيسة وشبكات التوزيع وغيرها من المنشآت الكهربائية.
ويضيف إبراهيم أن تلك الصعوبات أدت إلى وقوع عجز كبير في تلبية الطلب على الطاقة الكهربائية؛ وبالتالي اللجوء إلى قطع التيار الكهربائي لفترات طويلة مبينا أن مشكلة التيار الكهربائي أثرت على معظم الخدمات في ليبيا.
ويرجع إبراهيم، الأسباب الدقيقة إلى مشكلة الكهرباء إلى عدم توفر الخبراء الأجانب لإجراء عمليات الصيانة الدورية لمحطات التوليد وخطوط نقل الكهرباء؛ بسبب الأوضاع الأمنية الحالية إضافة إلى توقف العمل بالعديد من مشاريع الإنتاج نتيجة مغادرة الشركات مبينا أن إجمالي القدرة الإنتاجية لمشاريع المحطات المتوقفة تبلغ أكثر من 4000 ميغاوات.
الطاقة الشمسية
ويقترح إبراهيم في ورقة بحثية نشرتها المنظمة الليبية للسياسات والإستراتيجيات، استخدام الطاقة الشمسية في تغطية أحمال المناطق النائية و المعزولة عن الشبكة الكهربية في الجنوب الليبي.
ويشير إبراهيم إلى أن من الممكن أن تستخدم الطاقة الشمسية على مستوى المستهلك المنزلي أو التجاري لتلبية الاحتياجات اليومية من الطاقة مبينا أن اللجوء إلى الطاقة الشمسية يؤدي إلى تخفيف الضغط على الشبكة الكهربية و تقليل نسبة العجز في توليد الطاقة.
تآثير
وقال المواطن خالد محمد (33 سنة) إن أزمة الكهرباء تؤثر على حياة المواطن بشكل مباشرة في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والنفسية خصوصا بتزامنها مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وأضاف خالد لموقع ليبيا الخبر أن جميع القطاعات الخدمية كالصحة والتعليم والمياه والمصارف ومحطات الوقود والمحلات التجارية تتأثر بشكل مباشر بانقطاع الكهرباء مبينا أنه فور انقطاع التيار الكهربائي تزدحم محطات الوقود بالعاصمة طرابلس.
وكانت الشركة العامة للمياه والصرف الصحي قد قالت إن انهيار الشبكة الكامل خلال الأيام الماضية تسبب في توقف إمداد المياه للعاصمة طرابلس على خلفية توقف الكهرباء عن عن آبار المياه المغذية لمنظومة النهر الصناعي.
التدوينة انقطاع الكهرباء في ليبيا..الأسباب والحلول ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.
