عطية الأوجلي/ مثقف ليبي
كثيرا ما نسمع هذه الكلمة تقال احتجاجا وتفسيرا لسلوك سيء بدر من شخص ما. وكأن العقل الباطن لقائلها يؤمن بأن الدافع لهذا السلوك المخجل هو كون هذا الشخص عربي الأصل ..!! .. وأن هذه التصرفات لا تثدر سوى من “العرب” …وان الله لو من عليه بأصل غير ذلك لما قام بها ..؟ … ولا يخفى على عاقل ما في هذا القول من مغالطات رهيبة …
أولا …
العروبة ليست أصل وإنما ثقافة ولغة …. فمعظم الناطقين بالعربية ترجع جذورهم وأصولهم إلى شعوب وقبائل عير عربية ..
ثانياً …
لا توجد على الأرض ولا بالتاريخ جماعة بشرية تتصرف بشكل مماثل او متطابق فكل الجماعات البشرية بها تنوعات لا تحصي من البشر والسلوكيات وإلا لما قامت بيها وبينها اختلافات وصراعات ..ولإنحصرت السلوكيات السيئة بها دون غيرها …وبالتالي فهذا التعميم مجحف وظالم بحق العرب أو أي جماعة أخرى يتم اطلاق التعميمات عليها…
ثالثا”…
السلوك الفردي هو نتاج منظومة تربوية وثقافية ويخضع لمتغيرات لا حصر لها ابتداء من وعي الفرد وفهمه لمصالحه وحقوقه وواجباته .. وانتهاء بالمرحلة العمرية والحالة النفسية التي يمر بها .. فسلوكك وانت غاضب غير سلوكك وأنت سعيد .. وسلوكك بمفردك غير سلوكك وانت محصن بجماعتك ..وسلوكك وانت مراهق يختلف عن ذاك وانت في أرذل العمر .. وسلوكك وانت مضطرب وخائف يختلف اختلافا جذريا عن سلوكك وانت آمن وواثق .. وبالتالي .. فإن ارجاع سلوك الفرد السيء إلى أمر واحد .. هو كونه “عربي” أو “مسلم” أو يهودي” أو ” افريقي ” … هو مغالطة تجافي المنطق والعدل والتاريخ … والحياة.
رابعاَ…
إن هذه التعميمات هي وليدة الصراعات التي مرت بها المنطقة حيث تنتشر وقت الأزمات
تصنيف الجماعات وشيطنتها ونزع الانسانية عنها حتى يسهل انزال اكبر الأذى بها.. ولكن هذه التصنيفات تخضع للمصالح وتتبدل بتبدلها … فالألماني على سبيل المثال كان بمثل مصدر الشر في المخيلة الأمريكية لعقود .. والأن هو مثال للإنضباط والكفاءة العالية … وبالتالي ستزول هذه التعميمات بزوال الدوافع وراءها فهي ليست حقائق مطلفة أو أزلية.
أخيراً…. ثمة أمر جدير بالأهتمام … في الكثير من الأحيان يكون فائل عبارة ” عربي .. !!” .. يُعرف نفسه ويقدم نفسه للأخرين كعربي …. فما الذي يود ان يقوله لنفسه عن نفسه ..؟ ..وما الصورة التي يحملها في داخله عن قومه وأهله… وكيف يريد من الأخرين ان يروه .. ويعاملوه ..؟؟؟
التدوينة عربي …!! ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.