طرابلس اليوم

الجمعة، 13 أكتوبر 2017

مهرب مهاجرين ليبي: أوروبا ليست قادرة على إيقاف تدفق اللاجئين عبر البحر المتوسط

,

قال مهرب ليبي لمهاجرين غير شرعيين، إن أوروبا ليس باستطاعتها فعل شيء لوقف تدفق اللاجئين عبر البحر المتوسط، مؤكدًا أنه ساعد آلاف المهاجرين على الوصول إلى أوروبا انطلاقًا من السواحل الليبية.

وكشف مهرب المهاجرين، في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز” البريطانية أمس الخميس، أنه يربح عشرات الآلاف من الجنيهات باستغلال ضعف الأمن في ليبيا لإيصال المهاجرين إلى إيطاليا، رغم إشادة الدول الأوروبية بما في ذلك بريطانيا، بالجهود الأخيرة لخفر السواحل وقوات الأمن الليبية للقضاء على المعابر غير القانونية.

وذكرت “سكاي نيوز”، أنها أجرت الحوار مع مهرب البشر الليبي خارج مدينة طرابلس في منقطة تفتقر للتواجد الأمني، وهو عبارة عن حي تديره عصابة تهريب ليبية، موضحة أن الترتيب للمقابلة استغرق أيامًا من المفاوضات، مبينةً أن المقابلة أُجريت شريطة عدم كشف هوية مهرب البشر، الذي استخدم اسم “ديبور”.

العائد المالي

وقال ديبور، إنه ساعد أكثر من ثلاثة آلاف أفريقي على الوصول إلى إيطاليا الشهر الماضي، وجنى نحو 40 ألف جنيه استرليني، مضيفًا أن حجم الأموال التي يجري تداولها هائل.

وأوضح ديبور، أن وظيفته هي اصطحاب الأفارقة عبر مناطق مثل بني وليد وصبراتة، ثم وضعهم على متن قارب وننقلهم من هذه المناطق إلى البحر، وفق ما نشرت بوابة الوسط.

وأضاف مهرب البشر الليبي قائلا: “في ما يتعلق بدخلي، فإنه يختلف من مرة لأخرى، فأحيانًا أحصل على ألف دينار (أي 870 استرلينيًّا)، وأحيانًا أحصل على ألفين دينار (أي 1740 استرلينيًّا)”، موضحا أن العائد يعتمد على جنسية المهاجرين.

المهرب يستهين بقدرات أوروبا

وذكر المهرب، أن أوروبا لن تكون قادرة أبدًا على وقف المشكلة، بينما لا تزال ليبيا في حالة حرب أهلية، مؤكدا الوضع الأمني هنا ضعيف، وأن المهاجرين الأفارقة الذين يريدون الذهاب إلى أوروبا يمكنهم التحرك بسهولة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تحديد عدد الأشخاص الذين يغادرون شواطئ ليبيا، إلا أنه قد يزيد على ألفي شخص في الأسبوع، وهذا يعتمد على الوضع في البحر.

وأوضحت “سكاي نيوز”، أن المقابلة مع مهرب البشر توقفت فجأة، حيث قال المهرب: “إن هناك خطرًا كبيرًا في الاستمرار”، قبل أن يغادر المكان، على حد قولها.

وقد أشار طاقم القناة الذي أجرى المقابلة إلى أنه سمع دوي إطلاق نار على مسافة قريبة، مبينا أنه لم يتضح بعد مَن كان يطلق النار، إلا أن مهرب البشر كان خائفًا؛ لأن أعمال التهريب خطيرة، حيث تندلع في كثير من الأحيان المعارك بين العصابات المتنافسة، ويسود نهج المافيا.

ونقلت القناة البريطانية عن مصادر متنوعة، قولها: إن إيطاليا تدفع في الوقت الراهن أموالاً لليبيا لوقف تهريب البشر، إلا أن ذلك أدى إلى نشوب صراع مسلح بين الميليشيات، ولفت فريق القناة إلى أنه كانت هناك اشتباكات مستعرة تدور في صبراتة، وهي مركز التهريب، أثناء تواجده هناك.

غياب الدولة

واعتبرت القناة، أن المشكلة الأساسية التي تعانيها ليبيا هي غياب سيادة القانون لأن الدولة شبه معدومة، مشيرة إلى عدم وجود حكومة مناسبة لتولي المسؤولية منذ إطاحة معمر القذافي في 2011، وأنه لذلك السبب ليس من المثير للدهشة أن تقدر إسهامات أعمال التهريب في بعض المناطق الساحلية بنحو 50% من الاقتصاد المحلي.

ونقلت القناة عن آمر الفرقة الأولى بخفر السواحل الليبي العقيد أبوعجيلة عبدالباري، قوله: إن العبور تباطأ لأن المهربين في حالة حرب، موضحا أن قرار المنظمات غير الحكومية البقاء على بعد 12 ميلاً بحريًّا خارج المياه الإقليمية الليبية يجعل المشكلة أسوأ، حيث يشجع عددًا أكبر من الأشخاص على عبور البحر.

ورأى عبدالباري، أن الرحلة إلى لامبيدوسا كانت تستغرق 35 ساعة، أما الآن فيستغرق الأمر أربع ساعات للوصول إلى المنظمات الخيرية التي تعمل في البحر كسيارات أجرة، وفق قوله.

وتعاني ليبيا منذ سنوات من ظاهرة تدفق المهاجرين من جنسيات أجنبية مختلفة إليها، للعبور عبر المياه الإقليمية الليبية إلى أوروبا، رغم الجهود الدولية والمحلية المبذولة للحد من هذه الظاهرة منذ فترة إلا أن أنها لم تنجح في ذلك حتى الآن.

التدوينة مهرب مهاجرين ليبي: أوروبا ليست قادرة على إيقاف تدفق اللاجئين عبر البحر المتوسط ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “مهرب مهاجرين ليبي: أوروبا ليست قادرة على إيقاف تدفق اللاجئين عبر البحر المتوسط”

إرسال تعليق