طرابلس اليوم

الخميس، 22 يونيو 2017

نيويورك تايمز الأمريكية: زيادة إنتاج النفط الليبي أطاحت بخطط أوبك

,
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن أسعار النفط مستمرة في الانخفاض، لعدة أسباب، منها أن الشركات الأميركية تنتج كميات كبيرة من البترول، كما أن منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” الإنتاج بالقدر الكافي، ولا يقود كذلك سائقو السيارات في جميع أنحاء العالم لمسافات طويلة كفاية لتقليص المعروض من النفط الخام والبنزين بالسرعة المتوقعة.
وأضافت الجريدة، في تقرير لها الثلاثاء، أن السبب الأكبر في معادلة النفط، والذي يمكن أن يقلب أسعار المعروض من يوم إلى التالي، هو الدولة الغنية بالنفط ليبيا، وهي من أقل الدول استقرارًا في شمال أفريقيا، مشيرة إلى أنه بالتناقض مع توقعات كل الخبراء، فقد ارتفع إنتاج ليبيا من النفط في الأشهر الأخيرة ليصل الأسبوع الماضي إلى مستوى 885 ألف برميل يوميًا، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف إنتاجها قبل عام واحد فقط.
وتابعت الصحيفة: “الإنتاج غير المتوقع من ليبيا أضاف إلى الضغط الذي يدفع الأسعار إلى الانخفاض، فقد أغلق خام غرب تكساس الوسيط أمس عند أدنى مستوى له منذ العام الماضي، 43.23 $، بانخفاض قدره 2.2%”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “النجاح الذي حققته ليبيا في حقول النفط لم يكن قابلاً للاحتمال بنسبة كبيرة في الوقت الذي انقسمت فيه البلاد بين الحكومات والعديد من الميليشيات الإقليمية والقبائل المعادية المتصارعة”، حيث تعقد الصفقات من أسبوع للآخر بين مسؤولي النفط والمجموعات القبلية التي تسعى للنفوذ في الصحراء الجنوبية فقط للحفاظ على خطوط الأنابيب مفتوحة.
وأضافت الصحيفة أن التوتر المفاجئ بين قطر وجيرانها في الشرق الأوسط يلقي بظلاله بقوة أكبر على ليبيا، ويهدد الصادرات، قائلة : “لكن البلد الذي يبدو أنه لا يمكن السيطرة عليه قوض بالفعل جهود أوبك لخفض الإنتاج، ويتوقع الآن مسؤولو النفط الليبيون أن يصل إنتاجهم إلى مليون برميل يوميًا بحلول نهاية يوليو، وهو مستوى لم يُر منذ أربع سنوات”.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس العالمي لاستراتيجية السلع الأساسية في شركة “آر بي سي” لأسواق رأس المال، حليمة كروفت، قولها إن “هذا يمثل انفصالا تاما بين الوضع السياسي وعملية إنتاج النفط، أجد أن الأمر مدهش، لكني لا أعرف كم سيطول هذا التوفيق بين السيناريوهات المتباينة”.
وزادت ليبيا وإيران ونيجيريا، المعفون من قرار أوبك، من إنتاجهم، إلا أن «نيويورك تايمز» قالت إن ليبيا حتى الآن هي «أكبر مفاجأة».
وقال الباحث الاقتصادي مايكل لينش رأي كثير من الخبراء أن الأوضاع في ليبيا غير مستقرة، وإن السياسات مبهمة لدرجة أنهم لا يريدون أن توقع مزيد من الإمدادات من هناك، مضيفًا: «أوبك ما زالت مصابة، فهي تعود إلى المشكلة أن بها الكثير من الأعضاء في حاله سيئة، مما يصعب عليها مطالبة الجميع بالقيام بتضحيات متساوية، لذلك فإنهم استبعدوا تلك الدول الثلاث، والآن انقلب عليهم الأمر».
ليبيا مستمرة في تعقيد التوقعات
وتوصلت شركة فنترشال الألمانية للنفط الأسبوع الماضي إلى اتفاق موقت لتسوية نزاع مع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا لاستئناف الإنتاج في حقلين، من المحتمل أن يسهما في زيادة الإنتاج بمقدار 600 ألف برميل يوميًا. وبالفعل ارتفع الإنتاج اليومي للبلاد بمقدار 50 ألف برميل.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الشهر الماضي عن خطة تطوير من ثلاثة مراحل لرفع الإنتاج الليبي إلى 1.32 مليون برميل يوميًا بنهاية العام 2017، وإلى 1.5 مليون برميل يوميًا بنهاية 2018، وإلى 2.2 مليون برميل يوميًا بحلول العام 2023.
وقالت “نيويورك تايمز” إن هذا النوع من التطوير سيتطلب خبرات شركات النفط الغربية التي تنحت عن الاستثمار في ليبيا في السنوات الأخيرة بسبب عدم الاستقرار والأخطار التي يواجهها عمالها، مضيفة أن «عددًا قليلاً من المسؤولين التنفيذيين للنفط خارج ليبيا متفائلون بأن تلك الأهداف سيتم التوصل إليها».
ونقلت الصحيفة عن خبراء نفط قولهم إن مؤسسة النفط وشركاءها كانوا محظوظين خلال العام الماضي، وربما سينفد حظهم هذا قريبًا، بسبب التوترات المتصاعدة بين قطر وجيرانها في الخليج إلى جانب مصر. فالقطريون متحالفون مع أعضاء الحكومة المستقرة في طرابلس، المدعومة من الدول الغربية وتركيا، بينما يدعم الحكومة المنافسة المستقرة في مدينة طبرق في الشرق الإمارات والسعودية ومصر وروسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود التي تبذلها الإمارات والسعودية لعزل قطر تلقي بظلالها بالفعل على ليبيا، موضحة أن شركة «غلينكور» السويسرية العملاقة لتجارة السلع، المسوق لنسبة كبيرة من إنتاج ليبيا من النفط، والمملوكة جزئيًا لجهاز قطر للاستثمار، من المحتمل أن تكون طالتها نيران التوترات الخليجية القطرية.
وتابعت أن رئيس الفرع الشرقي لمؤسسة النفط اتهم قطر باستخدام حصتها البالغة 8.5% في «غلينكور» لتحويل مبيعات الشركة التجارية من النفط الليبي لتمويل الإرهابيين، وهي تهمة نفاها مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، ومقرها طرابلس.
ولدى صنع الله سلطة رسمية على كل صادرات النفط، لكن رئيس حكومة طبرق عبدالله الثني أمر شركة “غلينكور” بتعليق تصدير النفط من ميناء الحريقة، وهو الأمر ومن المحتمل أن يعرض نحو 200 ألف برميل يوميًا من الصادرات للخطر

التدوينة نيويورك تايمز الأمريكية: زيادة إنتاج النفط الليبي أطاحت بخطط أوبك ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “نيويورك تايمز الأمريكية: زيادة إنتاج النفط الليبي أطاحت بخطط أوبك”

إرسال تعليق