محمد تنتوش/ كاتب ليبي
في وقت اتجه فيه الكثير من المراهقين والشباب الى الانضمام للمجموعات المسلحة المختلفة في رحلة البحث عن الذات و المال و المكانة الاجتماعية ، يحاول آخرون الاستمرار في المسار التعليمي والخروج من هذا المحيط المحبط الى واقع جديد لعلهم يجدون فيه مخرجا من معاناة تعيشها دولة بأكملها منذ سنوات عديدة ، لكن يأبى المحيط أن يترك هؤلاء دون أن يضع في أنفسهم آثارا من سيف المعاناة لا يمحيها الزمان .
انتهى رمضان وعاد كل ما كان متوقفا للاستئناف بما في ذلك الامتحانات التي تأجلت بعد العيد ، كانت الخطة أن لا يعاني الطلبة من تعب الجوع والعطش في رمضان مع ما تتطلبه الامتحانات من سهر ومجهود وضغوط نفسية ولو تذكر الطلاب معاناة ما بعد رمضان من انقطاع للتيار الكهربائي و شدة حر لاختاروا الامتحانات في رمضان عن الامتحانات في مثل هذه الظروف ، ورغم ان أزمة الكهرباء ليست بجديدة فكذلك غياب المسؤولين عن ايجاد حلول للطلاب ليس بجديد أيضا ، وقد يتساءلون وأي الحلول نملك ونحن نتحدثعن أزمة بلاد ، وما زادت أزمة البلاد إلا لغياب المسؤولين عن ايجاد حلول للمشاكل الكثيرة فعلاج أزمة غرق الطرقات أثناء الشتاء هو تنظيف مجاري صرف المياه ، وعلاج انقطاع الكهرباء! انقطاع الكهرباء وعشرات الرسائل من نوع “أطفئ سخانتك ” التي لم تشعلها أساسا لمنطقية أنك لا تحتاجها في فصل الصيف .
واللوم على مسؤولي التعليم أكبر فالامتحانات بعد رمضان للجميع ومن المعاناة ما يكفي الجميع ، طلاب جامعيون ، شهادة ثانوية ، شهادة إعدادية والجميع تحت ظل ظلم المسؤولين ، كان الأجدر أن تفتح المكتبات الجامعية أبوابها وأن يتم ارشاد الطلاب للمكتبات العامة و أن تتعاون وزارة التعليم مع البلديات لتوفير أماكن لدراسة الطلاب تتوفر فيها مولدات كهربائية لكن الحديث عن الأجدر لا يتناسق و مسار العمل الحالي في البلاد ، فالكل يشتكي من الكل ولعل المسؤولين قد وجدوا في انهيار البلد في أتون الحرب و انهيار المسارة السياسي عزاء لضمائرهم ليقنعوا أنفسهم بأن عدم الفاعلية في العمل مسكوت عنها بدعوى “لا حرج على موظف تتقاتل حكوماته “.
لربما يكون اللوم علينا اذ نتخيل أن فترة الامتحانات مهمة بالنسبة لهذا البلد لأنها تتعلق بمستقبل أبنائها ومستقبلها ، واللوم أكبر أننا قد شاهدنا الشرطة وهي حريصة على وصول الطلاب الى مدارسهم وجامعاتهم في الوقت المناسب للامتحان في دولة مثل كوريا الجنوبية ثم أخذنا نقارن حالهم بحالنا ثم نلوم مسؤولينا .
يبدوا أن الطالب هنا هو أضعف حلقة في المجتمع ولا عزاء لطالب ثانوية بتعليم جامعي مناسب ولا لطالب جامعي في وظيفة مناسبة تنسيهم معاناتهم من أجل النجاح ، لكن العزاء كل العزاء أن الدراسة و النجاح في هذه الظروف أفضل من قتل نفس بريئة أو سرقة مال عام أو اغتصاب حقوق الآخرين وظلمهم كما يفعل صناع الأزمة بنا وأقران هؤلاء الطلاب من الشباب بأنفسهم وبغيرهم عند انضمامهم لتلك المجموعات المسلحة ، ثم إن الجزاء الكامل على هذا الصبر مجزي عنه في آخرة نقف فيها جميعا لنُسأل عمّا فعلناه بأنفسنا وغيرنا و ببلادنا عندما كنا في أزمة تظهر معادن الناس .
التدوينة امتحانات ومعاناة …ولا حياة لمن تنادي !! ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.