عبد السلام الراجحي/ كاتب ليبي
أسعد أبوقيلة ذاك الشاب الأربعيني المنحدر من قرية اقار الشاطئ القرية الصغيرة الهادئة في جنوبنا الحبيب، والتي حرم أبنائها شأنهم شأن أبناء مدن الجنوب من التنمية والبنية التحتية والصحة والتعليم خلال سنوات حكم العقيد العجاف “معمر القذافي” وازداد سوءا هذه الأيام.
أبو قيلة وبعد سنوات من العمل المتواصل من نشر مقالات صحفية هي أقرب للقصص القصيرة الوافرة الخيال الأسطوري اللطيفة، حيث ترسم الابتسامة على وجهك وأنت تقرءوها. بشكل شخصي أعتقد أن الكثير يشعر بهذا. لم ألتق في حياتي بالأستاذ أبو قيلة
لكني تعرفت عليه من خلال كتاباته لأكثر من عشر سنوات مضت فقد كان يطمح لقيادة مشروع ضخم من الاستثمار في دول النمور الأسيوية، وكان دائما يناشد العقيد الراحل معمر القذافي أن يهتم ويدعم ويمول هذا المشروع.
بعد سنة 2011، أي بعد ثورة فبراير، استمر في نشاطه السابق في الكتابة، ومن أبرز قصصه الأسطورية اللطيفة هي أن القذافي على قيد الحياة وأنه متواجد في مركبة فضاء روسية على سطح القمر.
لم يتوقع أبو قيلة في يوم ما أن تنتشر أحد مقالاته القصصية في جميع وكالات الأنباء والقنوات والصحف والمواقع الإخبارية المصرية والإماراتية والسعودية.
بل إن قصته وخلال ساعات قليلة قد غزت منصات وصفحات التواصل الاجتماعي تويتر والفيس بوك، وأُسس لها هشتاق انتشر كانتشار النار في الهشيم. نستطيع القول أن قصة من قصص أبو قيلة قد نجحت على مستوى الانتشار.
لقد سرقت دولة قطر قمر صناعي ليبي لتصل الي العالمية، فقصته الأسطورية صعبة التصديق، وهكذا هو شأن الأساطير، لكنها كانت يقين لدي الكثيرين من ما يسمون أنفسهم مثقفين ونخب المجتمع الليبي. أعتقد رغم الاجتهاد والعزيمة والخيال لدى أسعد أبوقيلة، إلا أنه لم يتوقع هو والكثيرين بأن يصبح نجما. لكنه وللأسف فقد سرق مجهود سنوات من العمل لأفراد مجموعة قادة الرأي والإعلام الليبي والتي أسستها وتشرف عليها مباشرة رئاسة أركان الجيش المصري، وأشرف عليها شخصيا وبشكل علني الفريق أركان حرب محمود حجازي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية منتصف شهر ديسمبر 2016.
وكان لها بيان ختامي أعلنت عن نفسها من مقر إدارة القوات المسلحة المصرية بالقاهرة، ولها عدة أهداف من ضمنها، وضع مشروع خطاب إعلامي موحد لأعضائها وتطوير وسائل الاتصال بالرأي العام. وبعد بداية الأزمة الخليجية والتي كان الموقف الرسمي الليبي عبر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وهوالحياد، وعدم التدخل. وهنا أثمن هذا القرار من رئاسي الوفاق والذي أعتقد أنه جنب ليبيا من أن تكون أرضا للصراعات أو تصفية الحسابات الخليجية.
لكن عناصر مجموعة قادة الرأي والإعلام الليبي كان لهم رأي آخر، وحتى نكون أكثر إنصافا ودقة، كان لرئاسة القوات المسلحة المصرية رأي آخر، حيث كانت جميع عناصر هذه المجموعة وجلهم مقيمين بالقاهرة، فمنذ بداية الأزمة الخليجية أصبحوا يطلون علينا عناصر المجموعة الليبية المصرية لقيادة الرأي العام وبشكل يومي في كل برامج ونشرات الأخبار بالمحطات العربية ولأول مره ضيوف ليبين على قناة الإخبارية السعودية، التي لم تستضف شخصية ليبية واحدة طوال السنوات الماضية، رغم الأحداث التي مرت بها ليبيا من سنة 2011، ولكن ودون سابق إنذار صارت عناصر مجموعة الرأي المصرية الليبية ضيوفا تمنح لهم أوقات طويلة ودون كلل أو ملل لسرد قصص أبو قيلة وأخواتها.
أما قنوات العربية والحدث وسكاي نيوز والغد “الدحلانية” وعشرات القنوات المصرية، فقد تكونت لدي قناعة لا تقبل الشك بأنهم موظفون بغرفة الأخبار لهذه القنوات، وليسوا ضيوفا محللين لقصص أبو قيلة وأخواتها
ورغم أن الشركة المالكة للقمر الصناعي الليبي الإفريقي أصدرت بيانا نفت فيه قصة الصحفي والكاتب الليبي المستقل أسعد امبية أبوقيلة، كما يحب أن يشير لنفسه بعيد نهاية كل قصصه. وأسجل تضامني الشخصي معه لما وقع عليه من ظلم بعد أن استحوذوا على نجاحاته بكل يسر لا لشئ إلا أنه لا يتخذ من القاهرة مقرا دائما له ولا يتمتع بعضوية المجموعة المصرية الليبية لقيادة الرأي العام والإعلامي.
فهل سيستفيد أبو قيلة من هذه التجربة وينضم إلى هذه المجموعة ويهجر قريته الجنوبية الصغيرة ” اقار الشاطئ ” ويتوجه للقاهرة حاملا معه قصصه الأسطورية اللطيفة ليسلي جماهير القنوات المصرية والإمارتية ويستعيد نجاحاته التي سرقتها النخب المثقفة الليبية.
التدوينة أسعد أبوقيلة… إلى العالمية وما بعدها ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.