طرابلس اليوم

الاثنين، 28 أغسطس 2017

ليبيا … قراءة لسيناريوهات قادمة

,

احميد اعويدات/ كاتب ليبي

من السيناريوهات المحتملة وهوتقريبا أسوءها أن يُحكم الشرق بتحالف (عشائري-عسكري) وأن يقابله في الغرب حُكم (إسلامي-جهوي)، حيث يكون الاقتتال في ذلك الحين على الهلال النفطي وهذا كله مجرد تخمينات مستقبلية لما قد يحصل حسب الأوضاع الراهنة .

حتى ذاك الحين، ما نعيشه حاليا من ما يمكن أن يصفه البعض بالهدوء النسبي، نستطيع اختصار معالمه بأنها مجرد فترة لإعادة التعبئة لا غير، يتخللها جمع للسلاح والمال ومن سَيَحمله من الأغرار في سبيل محاولة العساكر والكهّان لتَقلّد عرش الدولة .

المُخْرجْ الرئيسي في المشهد الليبي والذي يمكن تحديده في شخص الأمم المتحدة، وضع السيناريو القادم بأدوار محدودة، ممّا سيجعل قائمة التعساء أكبر من السعداء، ولن يسمح هؤلاء  بإقصائهم خارج المشهد.

يمكن اعتبار أهم العوامل التي تشجع سيناريو الأمم المتحدة، هي عودة صادرات النفط إلى مستويات عالية نسبيا وإعادة ضخ العملات الصعبة والتي لم تغير في معيشة المواطن شيء، تبعها إقرار الميزانيات من الطرفين، والتي بدورها ستتحول إلى ذخائر، يعتمد عليها سذّج جدد يقوم الطرفان بتخريجهم شرقاً وغرباً، يحاربون بالنيابة عنهم؛ هذا في ظل عدم تجاهل الوفود التي تخرج هنا وهناك مُحَاولةً رَفْعَ حَظْر التسلّح المفروض، وتهديد بعض متصدري المشهد بأنهم سيطهرون الجهة المقابلة لهم من ليبيا.

وبين هذا وذاك سيناريوهات عديدة يمكن حصولها، أكثرها تفاؤلاً هوالدعوة العامة  لانتخابات جديدة يمكن من خلالها تجنيب البلاد كافة الويلات التي يُتوقَعُ حدوثها فعلياً، وهذا بإبعاد كافة الوجوه المتسبّبة في الأزمة الحالية.

يستمر التعنّت والمماطلة الراهنة من بعض الأطراف في شخص مجلس النواب في الشرق، ومحاصرة مقر الهيئة من قبل بعض العسكريين؛ بعد خروج مسودة الدستور والبيانات والدعوات الرافضة لها بحجّة صيغتها التي لم ترق لتطلعات الكثير من متصدري المشهد، من حيث طابعها السياسي، الذي سيدق نعش كل أوهامهم ومحاولات تحقيق حلمهم في الحكم .

يمكن أن تعتبر هذه الأحداث بداية  للسيناريو الذي ذكرته في البداية، ومن الطبيعي أن يقوم من في الجهة المقابلة كذلك بعقد تحالفات جديدة داخلياً وخارجياً، هذا تحضيراً لإحدى أسوء أنواع النزاعات المسلّحة  التي قد تمر على البلاد في شكل  حرب أهلية، لن يُعترف بطرف مُسالم أو حيادي فيها، فإن لم تكن معي فأنت ضدي .

يمكن وصف المَخْرج الوحيد حينها من هذا السيناريو الذي تسير إليه البلاد في ذلك الحين هو( فيتو دولي) يتبعه تدخل عسكري شامل، وهوما قد يصبح حلماً للشعب كسبيل وحيد للنجاة، ثم إعادة ترتيب أوضاع البيت الليبي تيمّناً بما حصل في بداية الأزمة الليبية إبّان الثورة، يتبعها وضع البلاد تحت الوصاية الأممية تنفيذا للبند السابع بصلاحيات أوسع تشمل المصرف المركزي ومؤسسة النفط  لإيقاف تمويل أمراء الحرب.

سنتوقع الأسوء غالباً، فيما يمكن اعتباره إحدى مراحل التقسيم التي ستُنتج بأيادي ليبية متكالبة ترتدي قناع الوطنية، فهذا ما اعتدنا أن نشاهده طيلة السنوات العجاف الماضية.

يبقى الحل الوحيد دائما هنا هو العودة إلى نقطة البداية، فلا يوجد أي شيء يمكن البناء عليه حالياً، ونقطة الصفر  تتمثل في صيغة توافقية، بعيدا عن المغالبة، نسعى بها لتجميع شتات أنفسنا كما فعل الأباء المُؤَسّسون، فالحل ليس بأيدينا حالياً، ومن أجل بعث الحياة في حلم الدولة، لا أرى غير الحلول الأتية من المُخْرج الرئيسي خياراً، حيث يمكن وصفها بالأقرب للصيغة المحايدة والتي تشمل كل الأطراف .

يمكن للمناضلين من كلا الطرفين الذين يدافعون عن فكر سادتهم، وأن يتهم بالعمالة أو حتى الخيانة غيرهم،من خلال أكذوبتهم الوطنية، والتي أكاد أجزم أن الزمن ولّى عليها، لكن هل بإمكان متّبعي هذه المشاعر النبيلة أن يقدموا حلولاً أخرى تنقذ البلاد والعباد،على أن تكون واقعية بعيداً عن التفكير الضيق المصحوب بثنائيّات التطرّف العاطفي لطرف دون الأخر، تكون في شكل حيادي شامل لا يرى  فيه طرف أنه وحده الحل، متقبلين فيها فكرة أن الجميع جزء من المشكلة.

التدوينة ليبيا … قراءة لسيناريوهات قادمة ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “ليبيا … قراءة لسيناريوهات قادمة”

إرسال تعليق