طرابلس اليوم

الاثنين، 26 مارس 2018

حديث في الديمقراطية والانتخابات الليبية 

,

احميد اعويدات/ كاتب من الجنوب الليبي

يمكن لفرصة نجاحها أن تكون يتيمة لكن كما يمكن لشخص واحد أن يقرّر مصيرها،هوليس عيباً خلقياً بها ولكنه كان  في أهلها،فمن وهبها لهم كانت فقط من باب حسن النيّة لديه إذا ما أمكنني قول هذا.

العملية الديمقراطية الحالية والمراد لها أن تكون خارطة الطريق المأمول منها أن تعبر بالبلاد والعباد الى بر الأمان،من وضعية  الخنادق والانبطاح والتكبير على رؤوس الضعفاء ،إلى وضعية البشر الأصحّاء الذين تجمعهم طاولات الحوار المتسامحة.

فرص فشلها ستكون حين تزيد من عدد الحكومات وعدد البرلمانات وعدد المعسكرات شرقاً وغرباً،وربّما أيضاً قادة بعض العمليات التي قد تخرج مطالبة بتجميد اتفاق الصخيرات في سبيل العرش كما حدث سابقاً.

ومابين فشل ونجاح لعملية الولادة القيصرية الثالثة  لا يمكن التنبؤ بطبيعة ما سيحصل .

فيمكن للكثير أن يحدث لواستطاعت النخب الجديدة إصلاح الوضع من خلال معالجة الأساس وليس النتاج وإعادة الاتصال بقضايا ومتطلبات شعبهم الأساسية بعيداً عن أوهام الزيف التي صمّت إذاننا طيلة سبعٍ عجاف.

وما يمكن لي سيناريوهات قديمة أن تعاد،إذا استمرت بعض تلك النخب في تجاهل الممكن والبحث عن المستحيل،واستمرت في بيع الوهم بالمجد والخلود كشهداء لمن يقبعون في خنادق الموت،عسكراً كانوا أوميليشيات لا يوجد بينهم فوارق حالياً.

ومع ذلك فإن فرص الخروج من النفق أوانهياره على رؤوس من به يعتمد على كيفية رؤية كل شخص منّا لأهمية صوته،وعلى كيفية تعامل المواطن أولاً وأخيراً مع الحدث القادم.

حيث إذا كان همّ المواطن في إنقاذ نفسه وبلاده فهي من الطبيعي ستنجح إذا ما وضعت النخب الصحيحة في مكانها.

اماّ إذا كان جلّ تفكير المواطن ذاهباً في إنقاذ معسكره في ثنائية التطرف العاطفي لكلى الفريقين يمنة أويسرة،واختيار الأقرب إليه في السلالة،أولشخص باع له صوته بثمنٍ بخس في إحدى “المرابيع”،أومن أجل برنامج التشفّي والإنتقام التعسّفي من شخص أوعائلة كانت في وقتٍ من الأوقات تجلس على هذا الكرسي.

كذلك رؤيته إلى المولود على أنه حقه الشرعي من الورثة التي تركها له “والده” من بقايا الدولة فهي فاشلة.

ستنجح فقط إذا ما أردنا لها ان تكون تهيئة للتربة من أجل الشجرة المستقبلية،لزرع البذرة التي ستحمل كل أمال هذا الشعب مستقبلاً من رفاهية وأمن،وكذلك ازدهار.

ومرحلة جديدة  كذلك لإعداد ومسح العوائق والصعوبات التي تكدست في السنين الماضية،معيقتاً لعملية بناء نسق للتعايش “دولة عصرية “، مدنية بعيداً مجدداً عن كونها نجدية ذات سيادة على نفسها فقط،تحفظ لمواطنيها كرامتهم دون شخصنتها في اسم شخص أوفرقة.

إعادة توزيع وهيكلة القوى غير الشرعية كذلك سيكون له الدور الكبير في هذه العملية،من خلال تجنيب البلاد كافّة ما يمكن تجنبه من أجل ولادة ناجحة لدولة الإستقلال الثانية أوكما يحب البعض وصفها بالثالثة.

كذلك في وضع خطوط حمراء لقيادات بدأت الآن في محاولاتها لإعادة بعثرة جميع الأوراق لشعورها بأنّ نهايتها قد حلت.

تقليد سلوك من سبق في الحكم كذلك لن يقودنا الى برّ الامان،فالطريق من هذه اللحظة بدأت في التشعّب والبعض كذلك بدأ في محاولات فرض خريطة أخرى كما قال سيادة المشير قدّس الله سره،في حق هذا الشعب بأنه ليس مستعدّاً للديمقراطية من أجل حلمٍ لطالما راود مخيّلته في الجلوس على كرسي العرش ما بعد رفيق صباه.

كل شيء لا يزال جائزاً ما بين حكم العقل ومابين صوت اثنين وعشرين مليون قطعة سلاح على هذه الأرض.

التدوينة حديث في الديمقراطية والانتخابات الليبية  ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “حديث في الديمقراطية والانتخابات الليبية ”

إرسال تعليق