بحث رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج صباح السبت الأوضاع السياسية في ليبيا مع وفد من مركز الحوار الإنساني بجنيف يضم مدير مكتب شمال إفريقيا روماني قرانجا والمستشارين بالمركز باتريك هامزادا ووليد أبوظهر.
وقال المكتب الإعلامي للحكومة إن السراج رحب بوفد مركز الحوار الإنساني في العاصمة طرابلس وعبر عن تقديره للرسالة الإنسانية التي يضطلع بها المركز، وما يبذله من جهد في إطارها.
وأعطى السراج لمحة عن تطورات الوضع السياسي للوفد وأوضح أن المجلس الرئاسي هو أحد مخرجات الاتفاق السياسي الذي قال إنه الأرضية والمرجعية الوحيدة للانطلاق نحو وضع أكثر استقرارا، وإن هذا الاتفاق يحمل في طياته آليات لإجراء التعديلات عليه إذا ما اتفق مجلسا النواب والدولة على ذلك وهو ما لم يحدث.
وبحسب مصدر مطلع قام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة في وقت سابق بتسليم أوراق تنظيم المؤتمر الوطني الجامع لمركز الحوار الإنساني ، حيث من المنتظر أن يشارك المركز في أعمال الإعداد لانطلاق المؤتمر.
ويعرف المركز أيضا باسم مركز جان هنري دونانت للحوار الإنساني، وهو منظمة غير حكومية مستقلة تأسست في 1999، وتساعد في الوساطة بين الأطراف المتنازعة لمنع أو إنهاء الصراعات المسلحة.ويهدف إلى تشجيع وتيسير الحوار بين قيادة الأطراف المتحاربة الرئيسية إضافة إلى بحث وتحليل الوساطة وصنع السلام في دعم المشاريع التشغيلية لتحسين الجهود الدولية لتأمين واستدامة السلام.
وأكد فائز السراج انفتاحه للعمل مع مختلف أطراف المشهد السياسي ولقاءه بمعظمهم بهدف تقريب وجهات النظر وتحدث عن المبادرة التي طرحها في يونيو الماضي والتي تضم قواسم مشتركة مع مبادرة المبعوث الأممي غسان سلامة والتي تفضي إلى انتخابات قبل نهاية العام الجاري.
وقال السراج إن بعض الأطراف لا تريد للأزمة أن تحل فهي تقتات من استمرارها، مشيرا إلى ضرورة التفكير خارج الصندوق لخلق ديناميكية جديدة لأن الوضع القائم لم يعد يحتمل المزيد من المناورات السياسية.
وأكد السراج أن الانقسام السياسي ألقى بظلاله سلبا على مؤسسات الدولة، وهو ما أثر بشكل سلبي على جميع مناحي الحياة.
من جانبهم عبر أعضاء الوفد عن موافقتهم وتأييدهم لما قاله رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، مؤكدين أن الاتفاق السياسي يبقى الأساس والمرجعية وبدونه ستدخل البلاد في فراغ سياسي يفتح الباب أمام احتمالات سيئة.
واتفق أعضاء الوفد على ان الانتخابات هي الحل مع ضرورة أن يكون لها قاعدة دستورية وقانون للانتخابات.
وأشاد أعضاء الوفد بما تحقق ولمسوه من أمن في العاصمة الليبية طرابلس ومناطق أخرى قاموا بزيارتها.
وتحدث مدير مكتب شمال افريقيا روماني قرانجا عن نشاطات المركز الذي يقع مقره الرئيسي في جنيف بسويسرا والذي هو مقر برنامجه للشرق الوسط وشمال أفريقيا ولديه مكاتب إقليمية في أفريقيا واسيا، والمهتم بتشجيع وتيسير الحوار وتقديم الدعم للوساطة وبناء السلام في أماكن التوتر حول العالم.
وقال قرانجا إن المركز يبذل جهودا لبناء حوار بين أطراف ليبية بعقده ثلاث اجتماعات ضمت شخصيات من مختلف التوجهات، وساهم أيضا في عقد مصالحات في كل من مدينتي الكفرة وسبها.
وأضاف مدير مكتب شمال أفريقيا إلى أن المركز ضرب امثلة بمساهماته الإيجابية لخلق حوار بناء في تونس وغيرها من الدول، مشيرا إلى أن المركز يقوم بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للإعداد للمؤتمر الوطني الجامع الذي اقترحه المبعوث الأممي غسان سلامة كمرحلة من مراحل المبادرة التي أطلقها لحل الأزمة الليبية.
وتوجد في ليبيا حكومتان، حيث تدير حكومة الوفاق الوطني الليبية غرب ليبيا بينما تسيطر حكومة الثني المؤقتة الموازية على شرق ليبيا بالتحالف مع عملية الكرامة وقائدها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وترفض هذه الحكومة تسليم السلطة إلى حكومة الوفاق.
وتعمل بعثة الأمم المتحدة على تطبيق خطة العمل الخاصة بليبيا والمدعومة من المجتمع الدولي والتي جرى الإعلان عنها في أيلول سبتمبر الماضي، وتهدف الخطة إلى تعديل الاتفاق السياسي وإجراء انتخابات عامة واعتماد دستور لليبيا لإنهاء المرحلة الانتقالية والانقسام السياسي والإداري ووضع حد للأزمة في البلاد والمستمرة منذ عام 2014.
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة قد أعلن منذ ثلاثة أيام في إحاطته أمام مجلس الأمن أنه ينوي البدء في جولة أخيرة لمحاولة تعديل الاتفاق السياسي الليبي قبل البدء في تنفيذ باقي عناصر خطة العمل.
يذكر أن الاتفاق السياسي الموقع بين الأطراف الليبية في الصخيرات المغربية نهاية 2015 أدى إلى إنشاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا.
التدوينة السراج يبحث الأوضاع السياسية في ليبيا مع مسؤولي مركز الحوار الإنساني ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.
