طرابلس اليوم

الأحد، 18 مارس 2018

ماذا بعد انتهاء مهلة اللواء المتقاعد خليفة حفتر للأفارقة في جنوب غرب ليبيا؟

,

انقضت السبت المهلة التي منحتها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر للمقاتلين الأجانب المشاركين في الصراع القبلي بين أولاد سليمان والتبو في مدينة سبها جنوب غرب ليبيا في غضون عشرة أيام.

وعلى الرغم من وصول قوات وتعزيزات لعملية الكرامة إلى الجنوب وعلى رأسها آمر غرفة العمليات الجوية التابع للعملية محمد المنفور، وإعلانه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سبها بالتفاهم مع قادة القبائل إلا أن المواجهات لم تتوقف حتى الآن.

ويرى مراقبون أن حفتر يحاول استعطاف القبائل في الجنوب كما أنه يسعى لتحقيق مكسب سياسي قبل الانتخابات المزمع إقامتها في ليبيا خلال العام الجاري بحسب الخارطة الأممية، ولكن هل ينجح حفتر فعلا في إنهاء الصراع في سبها وإحكام سيطرته على الجنوب؟

وقال مصدر مطلع في عملية الكرامة إن خليفة حفتر يريد الاستفادة من إجماع القبائل في جنوب غرب ليبيا على مقاتلة المرتزقة الأجانب وذلك لكسب المزيد من التأييد الشعبي.

ويرى عضو مجلس أعيان التبو محمد صندو أن فرض السيطرة على مناطق الجنوب أمر بالغ الصعوبة نظرا لامتداد الحدود وكبر المساحة الجغرافية التي من الممكن أن يتحرك فيها أطراف الصراع والمحسوبون على المرتزقة، وعلى الرغم من أنه أعلن في أكثر من مرة دعم التبو لقوات عملية الكرامة إلا أنه يعتقد أن آلية فرض السيطرة على الجنوب من خلال القوات الجوية بعد إعلان حفتر الأخير غير واضحة ويصعب تحقيقها على الأرض.

وقال صندو لموقع ليبيا الخبر إن الصراع في الجنوب معقد جدا وإن أعيان التبو يرغبون في تحقيق المصالحة من جديد، مؤكدا أن التبو الذين يقاتلون في سبها ليبيون ولا علاقة لهم بالمرتزقة الذين أكد وجودهم في جنوب ليبيا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن جميع الأطراف الليبية تستغل هؤلاء المرتزقة من أفراد المعارضة السودانية والتشادية لتحقيق مآربهم الشخصية مقابل المال، حسب تعبيره.

وعلى الجانب الآخر قال عضو مجلس أعيان أولاد سليمان حسين الرقيق لموقع ليبيا الخبر إن عملية الكرامة تستطيع أن تفرض سيطرتها على الجنوب، باستعمال سلاح الجو الذي يصعب من حركة المقاتلين الأفارقة الأجانب في جنوب ليبيا، مشيرا إلى أن حل الأزمة لن يكون إلا عسكريا.

وأكد حسين الرقيق أن التبو منقسمون ومنهم من يقاتل مع عملية الكرامة أو حكومة الوفاق ومنهم من يقاتل ضد عملية الكرامة وأضاف أن التبو متحالفون مع أبناء عمومتهم الذين يقاتلون ضمن مجموعات المرتزقة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن اللواء السادس يعتبر أحد مكونات عملية الكرامة، وأن تكونه من أغلبية ترجع أصولها لأولاد سليمان لا يعني أنه مجموعة قبلية.

من جانب آخر قال المحلل السياسي فتحي الفاضلي في تصريحات صحفية إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر لم يتمكن من فرض القانون في شرق ليبيا الذي يتميز بتحالفات قبلية داعمة له، وإنه من الصعب أن يتمكن من فرض القانون في جنوب غرب ليبيا التي تعاني من اضطرابات وصراعات قبلية وغير قبلية.

وأشار إلى أن الصراع الذي يدور في الجنوب قبلي وله أبعاد أخرى حيث جرى توظيفه لخدمة مصالح أطراف مختلفة كالتي ترغب في تحقيق الانفصال إضافة إلى رغبة فرنسا في السيطرة عليه.

وكان الناطق الرسمي باسم عملية الكرامة أحمد المسماري قد قال خلال مؤتمر صحفي في 12 من الشهر الجاري إن عملية الكرامة تهدف إلى تحقيق الأمن وتطبيق القانون في منطقة فزان، جنوب غرب ليبيا مشيرا إلى أنه وبعد انتهاء المهلة الممنوحة للعصابات المسلحة في سبها في السابع عشر من شهر مارس آذار ستبدأ عملية الكرامة في تطبيق القانون على كل المخالفين، داعيا أهالي المدينة إلى التعاون مع عملية الكرامة التي تنوي إعادة الأمن للمدينة.

وأوضح المسماري أن بعض فصائل المعارضة التشادية دخلت إلى المنطقة في 2012 بعد مطاردتها من الجيش التشادي إضافة إلى مجموعات أخرى تابعة لعصابات تهريب البضائع والمهاجرين والأسلحة، كما أن بعض المجموعات تقول إن هذه الأراضي تابعة لتركيبة معينة بحسب وصف المسماري.

وقال المسماري إن عملية الكرامة أمهلت المقاتلين الأجانب عشرة أيام للخروج من مدينة سبها.

وطالب المسماري دول الجوار في السودان ومالي والتشاد ونيجر بسحب رعاياها من ليبيا، مؤكدا أن ليبيا لن تكون إلا لليبيين بتركيباتها المعروفة من التبو والطوارق والقبائل العربية الأخرى المعروفة في منطقة سبها.

وخلفت المواجهات المسلحة في مدينة سبها منذ اندلاعها في نهاية الشهر الماضي أكثر من 15 قتيلا بينهم مدنيون.

وبحسب شهود عيان من سكان مدينة سبها تندلع مواجهات عنيفة متقطعة في أكثر من منطقة في مدينة سبها بين فترة وأخرى.

وقال مصدر محلي مطلع لموقع ليبيا الخبر إن الاشتباكات الأخيرة اندلعت بين مسلحي قبيلتي التبو وأولاد سليمان بسبب خلافات بين القبيلتين حول اللواء السادس مشاة، الذي يعتبره مسلحو أولاد سليمان أحد الأذرع العسكرية للدولة، بينما يقول مسلحو التبو إن اللواء السادس مجموعة مسلحة قبلية تأتمر بأمر قبيلة أولاد سليمان، وذلك عقب اتهام بعض الأفراد المنضمين للواء السادس بالمسؤولية عن مقتل عدد من أفراد قبيلة التبو خلال الشهرين الماضيين.

وأوضح المصدر أن قوات اللواء السادس متمركزة في قلعة سبها التي تقع على منطقة مرتفعة، مشيرا إلى أن مسلحي التبو موجودون في المنطقة المجاورة للقلعة، وهو ما يمنح مقاتلي اللواء السادس قدرة على حماية موقعهم الأساسي، ويمنعهم من الخروج من تمركزاتهم بسبب انتشار مسلحي التبو في المنطقة المحيطة بالقلعة.

واعتبر المصدر أن طرفي النزاع لن يستطيعا حسم المعركة لصالح أي منهما، مبينا أن بعض قيادات القبيلتين ستلجأ للمصالحة بعد حين حسب توقعاته.

من جانب آخر أكد ممثلون عن قبيلتي التبو وأولاد سليمان منذ ثلاثة أيام استمرارهم في تنفيذ بنود اتفاق المصالحة الذي تم في العاصمة الإيطالية روما برعاية نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عبدالسلام كاجمان والذي ينص على الصلح الشامل والدائم بين الطرفين وجبر الضرر.

وأصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية قرارا بتشكيل لجنة لحل النزاع في الجنوب على أن تتولى اللجنة التواصل مع أطراف النزاع بمنطقة الجنوب، للعمل على وقف إطلاق النار والتهدئة، بالإضافة إلى تشكيل فريق تفاوضي من الطرفين لتعزيز الاستقرار والتهدئة، ومناقشة القضايا العالقة بين الطرفين والعمل على إيجاد المعالجات بشأنها.

وكان ممثلون عن قبيلة أولاد سليمان وقبيلة التبو قد وقعوا في مارس آذار 2017 اتفاق مصالحة في العاصمة الإيطالية روما بحضور نائب رئيس المجلس الرئاسي عبدالسلام كاجمان وممثلين عن قبيلة الطوارق .

ويتركز انتشار قبيلة أولاد سليمان في بلدة هراوة شرق مدينة سرت إلا أن القبيلة موجودة في مدينة سبها التي تتقاسم فيها النفوذ مع قبائل المقارحة والقذاذفة وبعض القبائل الأخرى.

ويتوزع وجود قبائل التبو- وهي مكون عرقي ممتد في ليبيا وشمال تشاد- في مدن الكفرة وربيانة على الحدود مع تشاد جنوب شرق ليبيا وأوباري والقطرون وأم الأرانب ومرزق في جنوب ليبيا الغربي.

التدوينة ماذا بعد انتهاء مهلة اللواء المتقاعد خليفة حفتر للأفارقة في جنوب غرب ليبيا؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “ماذا بعد انتهاء مهلة اللواء المتقاعد خليفة حفتر للأفارقة في جنوب غرب ليبيا؟”

إرسال تعليق