طرابلس اليوم

الاثنين، 27 مارس 2017

ماذا لو اقتحمت قوات حفتر مدينة درنة شرق ليبيا؟

,

يطرح متابعون للشأن المحلى الليبي، خاصة في مدينة درنة شرق ليبيا، تساؤلات عما قد يقدم عليه مسلحو عملية الكرامة إذا ما نجحوا في السيطرة على مدينة درنة، والقضاء على مجلس شورى مجاهدى المدينة، وهي المدينة الوحيدة الخارجة فى الشرق الليبي عن قبضة اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ إعلانه عن عملية الكرامة، بدعوى محاربة الإرهاب، في السادس عشر من مايو/أيار عام 2014.

 

ورغم المبادرات التى أطلقها مجلس شورى مجاهدى درنة وضواحيها، عقب إخراجه لتنظيم الدولة الاسلامية من مدينة درنة فى يونيو/حزيران عام 2015، والتى دعا من خلالها أهالى المدن والقرى المجاروة إلى الجنوح للسلم، إلا أن تلك الدعوات لم تلق قبولا.

لماذا العدائية

وتتخذ المناطق المجاورة لمدينة درنة موقفا عدائياً بسبب ما تعرضت له من عمليات عسكرية مختلفة أودت بحياة العشرات ما بين مدنيين وعسكريين،  نفذها مقاتلوا الدولة الإسلامية إبان سيطرتهم على المدينة. كان من أبرزها تفجير انتحارى في شهر فبراير/شباط سنة 2015 استهدف منطقة القبة غرب مدينة درن، أوقع أكثر من خمسين قتيلا، الأمر الذى وصفه مجلس شورى مجاهدى درنة في بيان له وقتها بالعمل الإجرامى الذى لا يقر به شرع أو عقل بثه المجلس عبر مواقع التواصل الاجتماعى. إلا أن ذلك البيان وتلك البراءة من التنظيم لم تكن كافية في نظر قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

شرط التبعية

ويؤكد قادة مجلس شورى مجاهدى درنة أن الحجج والدعاوى والمواقف تتخذه وتتبانها غرفة عمليات عمر المختار التابعة لعملية الكرامة، ما هي محض إلا منطلقات لتبرير اجتياح المدينة عسكريا والسيطرة عليها. وأن عملية الكرامة تبحث عن ولاء مطلق لها واعتراف كامل، لتجنيب مدينة درنة الاقتتال، حيث سبق وأن خاض مجلس الشورى مفاوضات مع أعيان قبائل مؤيدين لحفتر، اشترطوا، تسليم المدينة أو الإعلان عن جناح عسكر موالي وتابع لعملية الكرامة.

 

وإبان سيطرة وقات مجلس الشورى على منطقة كرسة، غرب مدينة درنة، أقدم على تسليمها لأبناء المنطقة، و تزويدهم بالسلاح والعتاد، وأبرم اتفاق بعدم اقتتال الطرفين، إلا أن أهالي منطقة كرسة، لم يلتزم بالاتفاق الذي أبرم.  مما دفع قوات عملية الكرامة إلى الدخول من منطقة رأس الهلال شمال مدينة البيضاء، إلي كرسة وعززت صفوفها هناك.

 

 

وأقدما عناصر قوات عملية الكرامة بعد دخولهم لمنطقة رأس الهلال على حرق منازل العناصر التابعين لمجلس الشورى، ومصادرة ممتلكاتهم بالمنطقة. كما حدث ذات الأمر فى منطقة كرسة إذ صادرت قوات عملية الكرامة عدة منازل من بينها للقيادى الراحل سالم دربي.

توعد

ويتوعد قادة قوات عملية الكرامة أهالى درنة بمصير يصفونه بـ “القاسي” في حالة رفضهم الإعلان عن ولائهم للجيش الذي يتزعمه حفتر،بحسب زعمهم. وأن استمرار مجلس الشورى حتى اللحظة فى مدينة درنة، مرده لانسجام الأهالى ومساندتهم له فى قتاله مع تنظيم الدولة.

 

وسبق أن بثت مواقع التواصل الاجتماعى على الفيسبوك والتويتر، مكالمات مسربة هدد فيها مقاتلوا عملية الكرامة بارتكاب أبشع الجرائم فى حق أهالي درنة، ومصادرة الممتلكات خصوصا لمن تعود أصول قبائلهم إلى مدن غرب ليبيا مثل مصراتة وتاجوراء وزليطن.

 

وفي حديث سابق لآمر القوات الخاصة التابعة لعملية الكرامة في مدينة بنغازي، شرق ليبيا، العقيد إدريس بوخمادة ، جمعه مع أعيان قبائل الجبل الأخضر، أكد في بأن قوات تابعة لعملية الكرامة من بنغازي، وأخرى من مدن شرق ليبيا ستشارك فى عملية تحرير مدينة درنة، مؤكدا فى الوقت ذاته بأنهم لن يسمحوا للقوات المتواجدة بمحيط درنة بالمشاركة فى العمليات القتالية.

انتهاكات متوقعة

يعتقد أهالي مدينة درنة أن قوات عملية الكرامة التابعة لحفتر، ستنفذ وعودها بحق المدينة إذا دخلتها بقوة السلاح، وأنها سترتكب انتهاكات وجرائم، كالقتل والتعذيب والخطف، ونبش القبور.

فكتيبة أولياء الدم التي يقودها سليمان بواللهطى، الموالية لعملية الكرامة، هي المسؤولة عن منع دخول الوقود وغاو الطهي والمساعدات الإنسانية إلى مدينة درنة، كما كان لها دور أساسي فى إقالة عدد من مسؤولى غرفة عمليات المختار، كان أخرهم العقيد يوسف المنصورى بسبب وقفه للغارات الجوية التي تستهدف المدنيين بالمدينة.

 

ويخشى مراقبون تكرار سيناريو مدينة بنغازي في مدينة درنة، خاصة وأن قوات الكرامة تحاصر المدينة منذ قرابة العام، في محاولة ببضغط على الأهالي للانتفاض على مجلس شورى مجاهدي درنة ومن ثم اقتحام المدينة.

هذا واتهمت منظمات دولية حقوقية ومحلية ليبية القوات التابعة لعملية الكرامة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بعد نبشها لقبور موتى من مجلس شورى ثوار بنغازي والتمثيل بها، وقنل أسرى عزل ميدانيا.

التدوينة ماذا لو اقتحمت قوات حفتر مدينة درنة شرق ليبيا؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “ماذا لو اقتحمت قوات حفتر مدينة درنة شرق ليبيا؟”

إرسال تعليق