طرابلس اليوم

الأحد، 26 مارس 2017

روسيا وعلاقاتها السياسية والعسكرية بليبيا

,

تلعب جمهورية روسيا دورا بارزا في ليبيا منذ منتصف القرن الماضي، حيث أقيمت علاقات دبلوماسية بين موسكو وطرابلس في الرابع من سبتمبر عام 1955.

وفي ديسمبر عام 1991، أعلن معمر القذافي بعد أن تولى السلطة في عام 1969 عن طريق انقلاب على ملك إدريس السنوسي، عن اعترافه الرسمي بروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وبدأت العلاقات الثنائية تتطور شيئا فشيئا بعد أن أجرى زيارات رسمية عدة إلى موسكو خلال أعوام 1976، و1981، و1985، و2008.

وارتبطت روسيا مع نظام القذافي بعقود تسليح ومشروع بناء سكة حديد يربط شرق البلاد بغربها، بمليارات الدولارات، واستخدم القذافي تحالفه مع روسيا في محاولة لتخفيف الضغط الأمريكي والغربي عليه، بعد أزمة إسقاط طائرة فوق لوكربي عام 1988.

روسيا وثورة فبراير

وعن الموقف الروسي من ثورة فبراير، دعت وزارة الخارجية الروسية في 21 فبراير عام 2011، كافة الأطراف الليبية إلى إيجاد حل سلمي عبر الحوار الوطني لوضع حد لاحتمال وقوع أعمال عنف في البلاد، وفق قولها.

وعارض رئيس الوزراء السابق والرئيس  الحالي لروسيا فلاديمير بوتين، قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الصادر في 17 مارس عام 2011، والقاضي بتوقيع عقوبات على نظام القذافي، وأهمها فرض حظر طيران فوق ليبيا، بعد ثورة فبراير، على الرغم من أنه لم يستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع قرارته ضد القذافي.

واعتبرت موسكو أن ضرب نظام القذافي من حلف شمال الأطلسي، هو في الحقيقة ضرب لمنظومات الدفاع الروسية والأسلحة، التي طالما استوردها القذافي منها.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في الأول من شهر سبتمبر عام 2011، أن موسكو اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي برئاسة مصطفى عبدالجليل ممثلا شرعيا للسلطة في البلاد.

شخصيات بارزة تزور موسكو

وبدأت روسيا تلفت أنظارها نحو ليبيا، بعد تدخلها العسكري والجوي في سوريا، في نهاية سبتمبر من عام 2015، في محاولة للضغط على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذين تدخلا بشكل مزعج لموسكو في أزمة القرم عقب الثورة الأوكرانية عام 2014 التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته، الموالي لموسكو.

وفي منتصف يونيو عام 2016، زار اللواء المتقاعد خليفة حفتر العاصمة موسكو، في أول زيارة رسمية له، والتقى خلالها مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، وذلك لطلب تزويده بالسلاح رغم قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في نهاية فبراير 2011 والقاضي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا.

وبعد زيارة حفتر الأولى إلى روسيا بيومين وصل نائب رئيس مجلس حكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق إلى موسكو، لإجراء مباحثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية، وفق تصريح السفير الروسي لدى ليبيا إيفان مولوتكوف، الذي أكد أن موسكو لا ترفض التعاون مع طرابلس.

وتواصلت زيارات الشخصية الليبية البارزة في المشهد السياسي، حيث قام رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح بزيارته الأولى إلى موسكو في الـ14 من ديسمبر من العام الماضي، لتجديد طلب اللواء المتقاعد خليفة حفتر بتزويد قواته بالسلاح.

وفي محاولة تقديم عروض لإغراء روسيا للدخول أكثر في الملف الليبي، من بوابة التسليح والنفط، اصطحب عقيلة صالح معه خلال هذه الزيارة وزراء الاقتصاد والعدل ووكيل ووزارة الدفاع ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط.

علاقة روسيا مع حفتر

وقام اللواء المتقاعد خليفة حفتر في نهاية نوفمبر عام 2016، بزيارته الثانية إلى موسكو في غضون نحو ستة أشهر، للبحث مع وزيري الدفاع والخارجية ومجلس الأمن القومي، باحثا عن مزيد من الدعم الروسي، ومستغلا الانشغالات الغربية بملفات داخلية وخارجية أكثر إلحاحا من ملف بلاده.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في 11 يناير الماضي، أن قائد عملية الكرامة خليفة حفتر بزيارة حاملة الطائرات الروسية “الأميرال كوزنيتسوف”، بعد عودتها من سورية، وتواصل مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، واستلم شحنة أدوية كمساعدات لقواته.

اتهامات بتدخل روسيا عسكريا

وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت عن مصادر أمريكية، أن روسيا نشرت مجموعة من الخبراء العسكريين والطائرات المسيّرة بدون طيار في قاعدة عسكرية مصرية قرب الحدود المصرية الليبية.

في حين، نفت وزارة الدفاع الروسية وجود قوات خاصة لها في منطقة براني المصرية القريبة من الحدود مع ليبيا، فيما يرى مختصين ومحللين في الشأن الليبي أن روسيا تلعب دورا مهما في دعم خليفة حفتر إلى جانب مصر والإمارات.

وفي العشرين فبراير من العام الجاري، طلب رئيس مجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج من روسيا التوسط بينه وبين اللواء المتقاعد خليفة حفتر، عقب فشل لقائه بحفتر في القاهرة.

وعقب هذا الطلب، زار رئيس مجلس الرئاسي فائز السراج في الثاني من مارس الجاري، العاصمة موسكو، والتقى فيها وزير الخارجية سيرغي لافروف، وملوحا هو الآخر بملف النفط والسلاح لإغراء روسيا.

قلق أمريكي

وفي ردود فعل دولية، كشف قائد القوات الأمريكية في إفريقيا توماس فالدهاوسر عن وجود صلات بين قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر وروسيا “لا يمكن إنكارها”، حسب قوله.

وتوقع فالدهاوسر في مؤتمر صحفي، أن تلك الصلات ستزيد من القلق الأمريكي بشأن دور موسكو المتزايد في ليبيا، مؤكدا وجود الروس على الأراضي الليبية، مشيرا إلى أن المحاولات الروسية للتأثير في ليبيا مثيرة للقلق، وفق تعبيره.

يشار إلى أن جمهورية روسيا لها عقود استثمارية ونفطية عديدة في ليبيا، كانت قد وقعت في نظام معمر القذافي، تقدر بالمليارات.

 

 

التدوينة روسيا وعلاقاتها السياسية والعسكرية بليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “روسيا وعلاقاتها السياسية والعسكرية بليبيا”

إرسال تعليق