اختُتم أمس الجمعة اجتماع منتدى الخبراء الليبيين للتعاون الإنمائي في تونس، والذي ضم أكاديميين ليبيين وصناع سياسات وخبراء بارزين ورجال أعمال من جميع أقطاب البلاد، إضافة إلى أعضاء من مجلس النواب والمجتمع الدولي.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على موقعها الإلكتروني أمس، أن الاجتماع الذي افتتحته نائبة المبعوث الأممي إلى ليبيا، ومنسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا ماريا فال ريبيرو، إلى جانب رئيس الجمعية العمومية للمنتدى مصطفى التير، قد ركّز إلى حد كبير على دراسة خيارات السياسة العامة لبرنامج استراتيجي وطني خاص بالحماية الاجتماعية.
ويعمل المنتدى كمنبر مستقل ومحايد ذو ملكية وطنية من أجل إقامة حوار بنّاء وإجراء مناقشات فاعلة مع المؤسسات في ليبيا، ويستطيع المنتدى بوصفه هيئة استشارية، ترجمة نتائج البحوث الأساسية إلى خيارات للسياسات العامة وتمكين السياسيين من رؤية آثار القرارات التي يتخذونها، بحسب ما نشر على موقع البعثة.
وأعلن مصطفى التير خلال الجلسة الافتتاحية نيابة عن أعضاء المنتدى، عن افتتاح مكتبين في مدينتي بنغازي وسبها، بالإضافة إلى مكتب العاصمة طرابلس، معربا عن فخره بذلك.
وأكد مصطفى التير، أن مساهمة المنتدى ستكون نحو وضع سياسة متكاملة ومنسقة للحماية الاجتماعية، الذي من شأنه قد يساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاندماج في ليبيا، بشرط معالجة الأسباب الجذرية لانعدام المساواة، حسب قوله.
وناقش أعضاء المنتدى وضع إطار وطني للحماية الاجتماعية للتصدي لمشكلة الفقر والحد من حالات الضعف في البلاد، مع تقديم الدعم الفوري للفقراء والفئات المستضعفة، والتذكير بالتجارب الدولية بهدف استخلاص الدروس المستفادة، من بينها دراسة حالة مثيرة للاهتمام حول دولة تونس، وقد ساهم خبراء من اليونيسيف والبنك الدولي في المناقشة وقدموا المشورة المنهجية والخبرة الفنية.
وناقش المشاركون أيضا على مدى سبع جلسات التكاليف الاجتماعية لإعادة هيكلة محتملة للاقتصاد الليبي وما يترتب على ذلك من تدابير تخفيفية من خلال برنامج وطني لسياقات ما بعد النزاع والأوضاع الهشة، وجرى لفت انتباه الحضور إلى التجارب الدولية المتعلقة بإصلاحات دعم الوقود وذلك بهدف تقييم إمكانية تطبيقها في ليبيا.
وقال أحد أعضاء المنتدى طاهر الجهيمي، “إن السلطات الليبية تواجه تحديات إنمائية شديدة التعقيد في البلاد ما بعد الصراع ولهذا السبب حاول المنتدى تحديد اللبنات الأساسية لاستراتيجية وطنية مقترحة للحماية الاجتماعية وتحديد الخطوات المقترحة لمبادرة من هذا القبيل بغية المضي قدماً إذ لا بد لإطار الحماية الاجتماعية أن ينظر إلى الفقر من منظور متعدد الأبعاد”.
من جهة أخرى، أكد عضو مجلس النواب يوسف كمود، أن كل الورقات المقدمة تهدف لتقديم رؤية واستراتيجية بناء مؤسسات دولة مهنية والمميز بهذا المنتدى الحضور الواسع لكل ذوى الاختصاص من المسؤولين الليبيين و المسؤولين الدوليين.
وأعد المنتدى خطته متوسطة الأمد وبرنامج عمله للفترة بين عامي 2017-2019، بالتشاور مع الشركاء الدوليين والجهات المانحة، ويشمل برنامج المنتدى مجالات التدخل ذات الأولوية التالية: الأمن ومكافحة الجريمة والهجرة غير النظامية، وإعادة الهيكلة الاقتصادية والمصالحة الاجتماعية وبناء المؤسسات، بما في ذلك اللامركزية والحكم المحلي والرعاية الاجتماعية والتشريعات.
وقد تولت الأمم المتحدة في ليبيا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي تنظيم الاجتماع الخامس لمنتدى الخبراء الليبيين الإنمائي بدعم من سويسرا.
يذكر أن منتدى الخبراء الليبيين للتعاون الإنمائي الخامس قد أقيم على مدى يومي الخميس والجمعة الماضيين في تونس،وكان الاجتماع الرابع للمنتدى قد أقيم في نهاية شهر سبتمبر الماضي والذي تميز بإضفاء الطابع المؤسسي عليه، بحسب البعثة الاممية لدى ليبيا.
التدوينة منتدى الخبراء الليبيين لمناقشة مقترح إطار وطني للحماية الاجتماعية يختتم اجتماعه الخامس ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.
