طرابلس اليوم

الجمعة، 31 مارس 2017

بنغازي بعد مرور عام من دخول المجلس الرئاسي إلى طرابلس

,

مرّ عام كامل على دخول المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، إلى العاصمة طرابلس، بعد جدل واسع من المعارضين له الذين راهنوا بعدم استطاعته ممارسة عمله من العاصمة.

ولكن رغم كل ذلك نجح المجلس الرئاسي من ممارسة عمله من داخل طرابلس في الـ30 من مارس/آذار من العام الماضي، وقبل حتى حصوله على ثقة مجلس النواب، حيث أعلن قبلها بيومين انتهاء الترتيبات الأمنية لمباشرة عمله من العاصمة والانتقال إليها.

ومنذ وصول رئيس المجلس وأعضاء إلى طرابلس على متن زورق تابع للبحرية الليبية حسب ما أعلن، تسائل البعض ماذا سيقدم الرئاسي للمدن التي تعاني من ويلات الحروب وأزمات أمنية واقتصادية، وخاصة مدينة بنغازي التي تشهد اشتباكات مسلحة منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول عام 2014، بين قوات عملية الكرامة بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر من جهة، وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي.

دخول مجلس الرئاسي إلى طرابلس لما يغير شيء من موقف معظم أهالي بنغازي الذين خروج في مظاهرات عدة معبرين عن رفضهم لحكومة الوفاق الوطني والاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية، ومؤكدين تمسكهم بقائد عملية الكرامة خليفة حفتر.

أول بيان

وفي العشرين من شهر أبريل/نيسان من العام المنصرم، أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بيانه الأول حول بنغازي والأوضاع التي تمر بها المدينة، مشيدا فيه ما وصفها بـ”التضحيات التي قدمتها المؤسسة العسكرية في بنغازي لمحاربة الإرهاب”، على حد تعبيره.

ودعا الرئاسي في هذا البيان إلى الوحدة وتناسي الخلافات، متعاهدا بتقديم الدعم اللازم لمدينة بنغازي والالتزام بالمهام الموكلة إليهم حسب الاتفاق السياسي وبدعم المؤسسة العسكرية ومنتسبيها في جميع أنحاء البلاد، وفق قوله.

الرئاسي والأوضاع في بنغازي

وعن ما يحدث وحدث في مدينة بنغازي من تفجيرات ومحاولات الاغتيال والتصفية التي تقع من حين لآخر طوال العام المنصرم، فقد أكتفى المجلس الرئاسي ببيانات الاستنكار والإدانة، مجددا من بيان لآخر عزمه القضاء على “التنظيمات الإرهابية” التي نص عليها الاتفاق السياسي.

شحنة مساعدات إيطالية

وما زالت مدينة بنغازي تعاني كغيرها من المدن الليبية من أزمة اقتصادية ومعيشية منذ دخول المجلس الرئاسي إلى طرابلس، رغم الآمال التي رسمها البعض من احتمالية تحسن الوضع الاقتصادي بعد ممارسة الحكومة عملها من العاصمة.

إلا أن عقب دخوله طرابلس لم يقدم المجلس الرئاسي أي مساعدات تذكر لبنغازي، باستثناء شحنة مساعدات طبية أرسلتها حكومة الإيطالية في الواحد والعشرين من شهر مايو/أيار الماضي إلى الرئاسي، وأرسلها الأخير للمجلس البلدي للمدينة الذي بدوره وزعها على مستشفيات بنغازي.

المجبري في البيضاء

وفي يوم السابع عشر من أبريل/ نيسان الماضي، التقى عضو المجلس الرئاسي فتحي المجبري في مدينة البيضاء بعدد من النشطاء وقادة الرأي العام في مدن المنطقة الشرقية من بينها بنغازي.

و تناول الاجتماع عدد من القضايا التي تمر بها ليبيا ومناقشة الرؤية التي سيتبناها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، كما تطرق المجتمعون إلى العدالة الاجتماعية في توزيع الحقوق بين أقاليم ليبيا الثلاث، وعدم تركز مؤسسات الدولة في رقعة جغرافية واحدة.

وتحدث المجبري خلال هذه الزيارة عن استراتيجية تفكيك المليشيات المسلحة والقضاء عليها وبناء جيش موحد وتأسيس شرطة تحت قيادة دولة المؤسسات المدنية كخيار ضروري لاستقرار البلاد، مؤكدا أن دعم الجيش الليبي في الحرب على الإرهاب غير قابلة للنقاش، على حد قوله.

وطُرحت عديد التساؤلات من النشطاء خلال لقائهم بعضو المجلس الرئاسي فتحي المجبري، حول صندوق إعمار بنغازي وعودة المؤسسة الوطنية للنفط إلى مقر إنشائها بالمدينة وتوطين المؤسسات الخدمية في مناطق ليبيا بالتساوي.

المهدي يصل طرابلس

ربما يكون انشقاق المهدي البرغثي أحد قادة عملية الكرامة وآمر كتيبة 204 دبابات، وانضمامه لحكومة الوفاق الوطني كوزيرا للدفاع، أبرز الأحداث التي شهدتها مدينة بنغازي عقب دخول المجلس الرئاسي إلى طرابلس.

ففي الثالث عشر من أبريل/نيسان وقبل توجه المهدي البرغثي إلى طرابلس، التقى المهدي مع السفير الروسي ألكسندر فومينكو في تونس، رفقة نائب رئيس المجلس الرئاسي فتحي المجبري، واتفق الطرفان خلال اجتماعهم على استمرار التواصل للاستفادة من الاتفاقيات السابقة بين البلدين في المجال العسكري.

واعتبر قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بيان له، أن الاجتماعات التي عقدها المهدي البرغثي في تونس، “لا صلة لها بالجيش الليبي”، وسيحاسب عليها القانون العسكري.

وفي التاسع عشر من مايو/أيار الماضي، وصل المهدي البرغثي إلى العاصمة طرابلس بعد تفويضه وزيرا للدفاع في حكومة الوفاق الوطني من قبل المجلس الرئاسي، ليقرر حفتر في السادس من أغسطس/آب، إعادة تسمية الكتيبة 204 دبابات إلى الكتيبة 298 دبابات، وتعيين آمر جديد لها لتنتهي علاقة الكتيبة رسميًا بالآمر السابق المهدي البرغثي.

مواقف بعض الأطراف

وحذا المجلس البلدي لمدينة بنغازي حذوا مجلس النواب وحكومته برئاسة عبدالله الثني، وذلك برفض الاعتراف بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني رغم نجاحه دخول طرابلس وممارسة عملها من العاصمة.

أما المجلس البلدي لبنغازي الموجود في طرابلس، فكانت مواقفه من المجلس الرئاسي متذبذبة رغم دعمه وترحيبه بالاتفاق السياسي الموقع بالصخيرات.

وفي حين اتهم مجلس شورى ثوار بنغازي، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، بدعم عملية الكرامة وقائدها خليفة حفتر وتوفير الغطاء السياسي له، وجاءت هذه الاتهامات بعد إدانة المجلس الرئاسي للعملية الانتحارية التي وقعت في الثاني من أغسطس/آب االماضي واستهدفت عناصر من قوات عملية الكرامة في منطقة القوارشة غرب بنغازي.

وقال مجلس شورى ثوار بنغازي في بيانه الصادر في العاشر من أغسطس/آب الماضي: إنه يتعجب من دعم بعض الشخصيات الوطنية والإسلامية للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني التي وصفها بحكومة “العمالة”.

وفي جهود لتقارب وجهات النظر من جمهورية مصر العربية، رفض القائد العسكري اللواء المتقاعد خليفة حفتر في منتصف شهر فبراير/شباط الماضي، مقابلة فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني أثناء وجودهما في القاهرة، لبحث إيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة في ليبيا.

الرئاسي وأحداث قنفودة

وعن الأحداث التي شهدتها منطقة قنفودة شمال غرب بنغازي في الثامن عشر مارس/آذار الجاري، من عملية نبش القبور والتمثيل بالجثث وقتل النساء والأطفال، اقتحم مسلحون أحد مقرات مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني في القاعدة البحرية في منطقة أبو ستة في العاصمة طرابلس، استنكارا وغضبا على عدم إصدار مجلس رئاسة الحكومة الوفاق بيان يندد فيه بنبش مسلحين تابعين لحفتر قبور قيادات من مجلس شورى ثوار بنغازي، في منطقة قنفودة والتنكيل والتجول بجثثهم في شوارع بنغازي.

ليدين رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج عقب هذا الاقتحام في كلمة له، ما قام به بعض ممن نسبوا أنفسهم إلى قوات الجيش الليبي في بنغازي من عملية نبش للقبور وتمثيل بجثث الموتى بصورة وحشية بعيد كل البعد عن قيمنا وأخلاقنا وديننا، متعاهدا بتقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم ويكونوا عبرة لمن يعتبر، وفق قوله.

وبهذا سيستمر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بمحاولته ومفاوضاته مع قائد عملية الكرامة خليفة حفتر الذي يبسط سيطرته على معظم مناطق مدينة بنغازي، لكسب تأييده وتأييد أهالي المدينة، لإيجاد حلول للأزمة الراهنة، وتضميد جراح بنغازي ومعاناتها.

التدوينة بنغازي بعد مرور عام من دخول المجلس الرئاسي إلى طرابلس ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “بنغازي بعد مرور عام من دخول المجلس الرئاسي إلى طرابلس”

إرسال تعليق