قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن ما اسمته بـ”الجيش الوطني” التابع لعملية الكرامة قد ارتكب جرائم حرب في بنغازي، تشمل قتل وضرب المدنيين والإعدام الميداني والتمثيل بجثث مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي مطلع هذا الأسبوع.
وذكرت المنظمة في تقريرها الصادر اليوم الأربعاء بشأن أحداث منطقة قنفودة غرب بنغازي، أن القوات المؤيدة لعملية الكرامة أوقفت مدنيين حاولوا الفرار من المنطقة المُحاصَرة، وكان بعضهم برفقة مقاتلين من المعارضة، وما زال مكان ومصير بعض المدنيين مجهولين.
وطالبت المنظمة، قائد قوات عملية الكرامة في شرق ليبيا خليفة حفتر، بفتح تحقيق كامل وشفاف في الجرائم التي يُزعم ارتكابها مؤخرا على يد قوات يقودها، ومنها الاعتداءات على مدنيين، مزاعم بإعدامات ميدانية، وتشويه القتلى والتمثيل بجثثهم، وضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال.
وأكد نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش جو ستورك: أنه يجب على قيادة “الجيش الليبي” التعامل بشكل عاجل مع هذه الادعاءات المخيفة من خلال التحقيق مع المشتبه بارتكابها، ومنهم قيادات عسكرية عليا ربما تتحمل مسؤولية شخصية، وفق قوله.
وقال ستورك: “إن القوات الخاضعة للجيش الوطني بدأت منذ فترة ترتكب انتهاكات خطيرة دون رقابة وفي ظل الإفلات من العقاب، وأنه على القيادات العسكرية العليا أن تعرف أنها ستخضع للمساءلة إذا لم تفعل شيئا لوقف هذه الانتهاكات”.
وأفاد أهالي ونشطاء وصحفيون محليون لـ هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف، أن عشرات المدنيين فروا بشكل مفاجئ من حي قنفودة المُحاصر ببنغازي السبت الماضي، بعد قرابة عامين من مواجهة بين قوات “الجيش” ومقاتلي “مجلس شورى ثوار بنغازي”. وفر نصف المدنيين تقريبا، وبعضهم برفقة مقاتلين من مجلس الشورى، إلى حييّ الصابري وسوق الحوت وسط المدينة، اللذين ما يزالان يخضعان لسيطرة مجلس الشورى، وأوقف مقاتلو عملية الكرامة نحو سبع عائلات بعد تعطل إحدى سياراتها وهاجموا وقتلوا بعض أفرادها واعتقلوا البعض، على حد قول أقاربهم.
وقد اطلعت هيومن رايتس ووتش على مقاطع فيديو وصور شاركها أقارب الضحايا وصحفيون ونشطاء محليون يُزعم أنها تُظهر جثث لمقاتلي مجلس الشورى في بنغازي، ويُزعم أن مقاتلي “الجيش” الموالي لعملية الكرامة شوهوا الجثث ومثلوا بها أثناء إجلاء سكان قنفودة السبت الماضي.
وكانت المنظمة هيومن رايتس ووتش، قد أرسلت في في الثامن من الشهر الجاري رسالة إلى حفتر، معربة فيها عن قلقها على سلامة سكان قنفودة المحاصرين جراء القتال، مطالبة إياه ضمان المرور الآمن للمدنيين وتسليم المساعدات دون إعاقة.
وذكرت المنظمة الدولية المختصة بحقوق الإنسان، في رسالتها إلى حفتر أنها قد طالبته بتقديم معلومات تفصيلية عن إجراءات الفحص الأمني للمدنيين والمقاتلين الذين يغادرون منطقة قنفودة المُحاصَرة، ومعلومات عن اعتقال بعضهم، ولكن لا يوجد رد من حفتر إلى الآن، بحسب التقرير.
وأضاف التقرير، أن قوات عملية الكرامة بقيادة خليفة حفتر، قد أجلت سبع عائلات من العمارات رقم 12 في منطقة قنفودة، آخر نقطة قتال في غرب بنغازي بين قوات عملية الكرامة ومجلس الشورى، ولكنها لم تقدم معلومات عن مصير أو أماكن المدنيين، أو قد جرى فحصهم أمنيا، أو إن كان أي مدنيين قد اعتقلوا أو اتهموا بجرائم.
وفي يوم 20 مارس الجاري، أصدرت قيادة عملية الكرامة بيانا يندد بوقائع سُجلت بالفيديو والصور لارتكاب عناصرها انتهاكات جسيمة، بينها التمثيل بالجثث وإحراقها وتشويهها، وأكد البيان أنه سيعتقل المشتبه بارتكابهم الانتهاكات وسيحيلهم إلى لجنة تحقيق، وفي اليوم التالي أصدر الناطق باسم “الصاعقة” التابعة لعملية الكرامة، بيانا يدافع عن بعض الانتهاكات، ولكن في ساعة لاحقة من اليوم نفسه أصدر قائد القوات الخاصة ونيس بوخمادة تعهدا بمحاسبة المسؤولين عن التمثيل بجثث مقاتلي مجلس الشورى، وفق ما ذكر تقرير المنظمة.
وأوضحت المنظمة هيومن رايتس ووتش، أن التمثيل بجثث المقاتلين محظور بموجب القانونين الليبي والدولي، وتحظر المادتين (292) و(293) من قانون العقوبات الليبي التمثيل بالجثث، ويُلزم القانون الإنساني الدولي جميع أطراف النزاع باتخاذ كافة الاحتياطات الممكنة لتفادي التمثيل بالقتلى.
وطالبت المنظمة، قيادة ما اسمته بـ”لجيش الوطني” بقيادة خليفة حفتر، بإصدارها بيانات تبرر فيها هذه الأعمال التي وصفتها المنظمة بـ”الهمجية”، وتصبح هي نفسها ضالعة في ما يبدو أنها جرائم حرب.
يشار إلى أن مدينة بنغازي قد شهدت بداية هذا الأسبوع قيام بعض العناصر التابعين لعملية الكرامة بنبش القبور وتنكيل جثث للقياديين في مجلس شورى ثوار بنغازي، وتتجولهم بها في الشوارع ، وقيامهم البعض منهم أيضا بعمليات إعدام في الشوارع، أثناء عقب سيطرتهم على منطقة قتفودة بالكامل غرب بنغازي، مما لاقت هذه الأفعال تنديدا محليا ودوليا واسعا.
منطقة المرفقات
التدوينة رايتس ووتش: “الجيش الوطني” ارتكب جرائم حرب في بنغازي ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.
