طرابلس اليوم

الجمعة، 21 سبتمبر 2018

من وحي يوم عاشوراء

,

السنوسي إسماعيل/ كاتب ليبي

في يوم عاشوراء من شهر المحرم 1440 هجرية أستذكر نعمة الله على المؤمنين إذ نجى الله موسى وقومه المستضعفين من فرعون وجنوده الخاطئين فجعل الله تلك الحادثة العظيمة في تاريخ البشرية مثلا وعبرة للعالمين ؛ وفي ذات الوقت أشعر بعميق الحزن على مقتل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم  الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه وعن أمه الزهراء وعن أبيه أمير المؤمنين أبي الحسن الإمام علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين وعن أخيه الإمام الحسن بن علي خامس الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله عنهم وعن الصحابة وآل بيت النبوة أجمعين ؛ لقد كان مقتل الإمام الحسين بلا شك فاجعة أصابت الأمة الإسلامية وتسببت في إنقسامها وإستغلها من أراد بالمسلمين سوءا ليفرق كلمتهم ويضرب في مقتل وحدتهم ؛ لتضيع فرصة ريادة الأمة الإسلامية للأمم البشرية في حل المشاكل السياسية بالوسائل السلمية ؛ ولتصبح السلطة في الأمة الإسلامية لمن تكون له الشوكة والغلبة ؛ وليستمر العنف والقهر والحال هكذا سبيلاً وحيداً للوصول إلى الحكم ؛ فلا تكاد تجد في التاريخ حاكماً مسلماً حكم مسلمين إلا بالسيف والنطع إلا قليلاً من المصلحين ؛ وهكذا صار التاريخ السياسي لأمتنا بسبب ذلك وغيره من الأسباب تاريخ الملوك القاهرين وبقيت بذلك مبادئ الإسلام في الحكم والسياسة أجنة لم يكتب لها حتى الآن النمو الطبيعي في واقع الحياة العامة عند المسلمين ؛ فسبقتنا بذلك أمم أخرى سادت الأرض وعمرتها بحضاراتها و مدنيتها ؛ فأستحقت الريادة والسيادة وأستحقينا البقاء في ذيل الأمم فقراء أذلاء ضعفاء متفرقين ؛ تتداعى علينا الأمم تنهش أجسادنا وتتقاسم ثرواتنا ونحن نتقاتل ونتصارع على ما هو أتفه من داحس والغبراء وناقة البسوس الجرباء !!!!!

ومع ذلك كله وغيره مما لم يتسع المقام لذكره أقول :

تتوافر حالياً فرصاً ذهبية للعرب والمسلمين لينفضوا غبار السنين وليقفوا على أقدامهم ويعودوا لكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ليستلهموا منهما القيم ويقتدوا بالمثالية الواقعية التي عاش بها الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان ؛ ويستفيدوا من تجارب الأمم في الحكم والسياسة والعلم والحضارة والمدنية ؛ ولعل الله أن يجعل لنا يوماً كيوم عاشوراء ننتصر فيه على أنفسنا وأهوائنا ولايكون للشيطان نصيب في ما نحزم فيه من أمورنا ؛ والله  لطيف لما يشاء والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .

التدوينة من وحي يوم عاشوراء ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “من وحي يوم عاشوراء”

إرسال تعليق