طرابلس اليوم

الأحد، 13 أغسطس 2017

كيف نجهو للاستفتاء على الدستور الليبي؟

,

خالد زيو/ محامي

ترجع معظم مشاكلنا الحإلىة في جانب كثير منها إلى ثقافة مترسخة لدى كل أصحاب القرار منذ نصف قرن وحتي إلىوم إلا وهي انتظار وقوع البلاء أولا ثم نبدأ في البحث عن الحلول.

منذ أيام خرجت مسودة دستور دائم للبلاد..حدث يعتبر عادة لدى الأمم المتطلعة إلى القفز خطوة إلى الأمام حدثا كبيرا فائق الأهمية. فما بالك لدى الأمم والبلدان التي تستعر فيها النيران.

وبصرف النظر عن تقييم مشروع الدستور سلبا أو إيجابا فإنه من الواضح أن هناك من يرفضه ويعترض عليه أو علي بعض أحكامه على الأقل. وهذا بحد ذاته أمر طبيعي وليس مشكلة في حد ذاته.

لكن المشكلة ألا يكون لدينا رؤية مسبقة لما نحتاج إلىه إن لم يحظ المشروع بالقبول المطلوب في الاستفتاء. وهنا يبدو الأمر كارثيا إذا سيكون مصطلح الانسداد السياسي الكامل هو الوصف الصحيح حينها مع ما يعنيه ذلك من فاتورة باهظة لم نبق للوطن أصلا حولا ولا قوة لتحملها.. ولن يسعف حينها القول بأن الاستفتاء سيعاد مرة ثانية خلال 30 يوما إذا لم يمر في الجولة الأولي لأننا بالسبات الحالي والنوم في العسل الذي نعيشه لن نعرف أصلا المواد المرفوضة لأن التصويت سيتم علي المشروع جملة واحدة ..وإذا عرفناها فلن نتفق علي التعديل الذي سيرضي الرافضين للنص السابق .

لذلك ينبغي ومنذ الآن اتخاذ خطوات استباقية ضرورية كالتإلى :-

1/ الإعداد لجلسات حوار مجتمعي موزعة جغرافيا لرصد الأصداء ومحاولة التنبؤ والاستقصاء عن مدي القبول بالمشروع بالنسبة المطلوبة.

2/ سماع وجهات النظر المتباينة وخاصة تلك المعترضة علي بعض نصوص المشروع.

3/ التحديد المسبق والواضح والمسبب للنصوص الخلافية.

4/ محاولة اقتراح صيغة توافقية لهذه النصوص الخلافية لتكون جاهزة في حالة عدم حصول المشروع على القبول في الاستفتاء الأول ويمكن إدراجها خلال الثلاثين يوما المحددة دستوريا.

4/ ضرورة تكليف جهات محايدة لم ينل منها الانقسام السياسي بهذه الجلسات الحوارية وأعني بها تحديدا الجامعات..أكاديمية الدراسات العليا..والإدارة العامة للقانون ونقابات المحامين الفرعية .

أخيرا أذكر بأن المسألة حيوية وحاسمة وينبغي الإعداد لها بتجهيز سيناريوهات مختلفة تحسبا لكل الاحتمالات الواردة حتي لا نكتشف حينها- وكالعادة – أننا انتبهنا بعد فوات الأوان

حان الوقت لنثبت أننا لسنا ( بلاد سائبة) حتي وإن ابتلينا بحكومات متعاقبة لا تتقن شيئا كما تتقن التسيب.

التدوينة كيف نجهو للاستفتاء على الدستور الليبي؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “كيف نجهو للاستفتاء على الدستور الليبي؟”

إرسال تعليق