طرابلس اليوم

الخميس، 23 مارس 2017

سكان الفتائح شرق ليبيا: رعب من حرب محتملة تشنها قوات حفتر

,

يظهر سكان منطقة الفتائح شرقي درنة، خوفهم مما آلت إليه الأوضاع بالمنطقة، عقب خروج تنظيم الدولة منها، وهروبه إلي مدينة سرت وسط ليبيا. فعقب خروج التنظيم واستقرار الأوضاع الأمنية بمدينة درنة، سيطرت كتائب تابعة لقوات عملية الكرامة على مقر جامعة عمر المختار، وانتشرت فى أجزاء واسعة من المنطقة، وأعلنت بدورها عن استمرار المواجهات مع مجلس شورى مجاهدى درنة وضواحيها.

ورغم البيانات المتكررة التى بثها مجلس شورى مجاهدى درنة، والتى دعا من فيها أهالى المناطق المجاورة، إلى “الجنوح للسلم وتغليب لغة العقل وتجنيب أبناء الوطن الواحد أتون الحرب والاقتتال”، إلا أن هذه الدعوات لم تلق صدا بتلك المناطق. وهددت غفة عمليات عمر المختار التابعة لعملية الكرامة كل من حاول التواصل مع مجلس شورى درنة، وألقت القبض على بعضهم.

وتعد منطقة الفتائح جزء من مدينة درنة، وهي أحد أهم مناطقها الشرقية، وهي مرتفعة مقارنة بالمدينة، وقد تمركز تنظيم الدولة الاسلامية فيها، بعد طرده من درنة، ومكث فيها قرابة عشرة أشهر.

يقول عبدالعزيز محمد، وهو أحد المواطنين القاطنين بالمنطقة، إنهم قد ضاقوا ويلات الاقتتال، إذ إنهم خرجوا من منطقة الفتائح، واضطروا لبحث عن سكن بديل مؤقت، كما أنهم قد مروا بظروف معيشية صعبة، وهو يخشى بدوره من تكرار سيناريو الحرب مجددا، إذا ما اشعلتها قوات الكرامة، بهدف اقتحام درنة من مدخلها الشرقي.

الكرامة تستطلع

هذا وأقدمت قوات عملية الكرامة على إرسال سرايا للاستطلاع داخل المنطقة، وشنت خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي هجوما عسكريا، ما دفع قوات مجلس شورى مجاهدي درنة، إلى تعزيز وجودها العسكري في المنطقة. واستمرت الاشتباكات يوما كاملا دون أن يسفر عن قتلى من الطرفين.

ومنذ ذلك الحين، تشهد منطقة الفتائح توترا أمنيا، ولم يعد باستطاعة المواطنين التجول فيها بأمان، كما كان فى السابق.

وفي شهر يناير/كانون الثاني من العام الحالى أطلق مسلحو عملية الكرامة النار بشكل عشوائي على الحي السكنى للمنطقة ما أسفر عن اشتعال النار بمنزل أحد المواطنين وإصابة طفل داخل البيت بجروح بسيطة.

يقول أحمد صالح وهو أحد صاحب مزرعة بالفتائح، إنه ما عادت له القدرة على النزوح والخروج من المنطقة، إذ ما حدثت مواجهات عسكرية، مفيدا بتعرض بيته لأضرار، إثر شظايا صاروخ أطلقته مروحية عسكرية تابعة لعملية الكرامة.

وتستهدف قوات عملية الكرامة المنطقة الصناعية بالفتائح وعدد من المرافق الأخرى، بحجة استهداف مواقع لمجلس شورى مجاهدى درنة، معلنة تمكنها من تدمير ما قالت إنها مخازن للسلاح والذخيرة.

إلا أن عبد المحسن وهو أحد موظفى شركة الواحة للنسيج والمفروشات، يؤكد أن مقر الشركة قد تعرض لأضرار جسيمة جراء القصف الذي استهدف الشركة، إضافة إلى أن أحد المصانع المحلية لانتاج الصابون قد دمر بالكامل جراء القصف.

وعقب المواجهات المتقطعة ما بين مجلس شورى درنة وقوات عملية الكرامة، لجأ المجلس إلي تعزيز وجوده داخل المنطقة، وإقامة نقاط تجمع وانطلاق لصد أي هجوم محتمل. باعتبار أن الفتائح مرتفع مطل على درنة، وهي المدخل الشرقي للمدينة.

من جانبها سمحت قوات غرفة عمر المختار الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، بدخول وتزود محطة منطقة الفتائح بالوقود،  مع استمرار منع إدخال المحروقات لمدينة درنة.

وفي شهر مارس/آذار الحالى، حاول مسلحون من كتيبة 102 مشاة التابعة لعملية الكرامة، اختطاف الطبيب وسيم العبيدي، بعد دخوله لمحطة الوقود بمنطقة الفتائح. حيث طلب منه المسلحون الصعود إلى سيارته والتوجه بها إلي منطقة مرتوبة، شرق درنة 25 كم، إلا أن الطبيب بادر وعلى الفور بالتوجه إلي درنة ما دفع المسلح الذى كان برفقته إلى إطلاق النار عليه. ونقل العبيدى للمستشفى حيث أجريت له ثلاث عمليات.

وبعد هذه الحادثة عادت قوات الكرامة إلى منع دخول الوقود إلى منطقة الفتائح. ما جعل الأهالي يعتقدون أن منطقتهم في انتظار عمل عسكري من قوات الكرامة في أي وقت. وذلك بالتزامن مع تصاعد بيانات التهديد لاقتحام مدينة درنة.

ويخشى  أبوبكر مازق أحد ساكني الفتائح، من تجدد الاشتباكات بالمنطقة. ويقول إنه لا طاقة لسكان الفتائح لمزيد من المعاناة، فالظروف المعيشية العامة للمواطن صعبة، وستكون أصعب والحياة مستحيلة لمن يخرج من منزله إلي مكان آخر.

وتتمركز قوات عملية الكرامة في مقر جامعة عمر المختار، وتنشر قناصة على أسطح الجامعة، رغم مناشدات المجلس المحلى لمدينة درنة بإخلاء مقر الجامعة من السملحين، ليتسنى عودة الطلة إلى مقاعد الدراسة، إلا أن المسلحين الموالين لحفتر، يرفضون.

التدوينة سكان الفتائح شرق ليبيا: رعب من حرب محتملة تشنها قوات حفتر ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “سكان الفتائح شرق ليبيا: رعب من حرب محتملة تشنها قوات حفتر”

إرسال تعليق