طرابلس اليوم

الأربعاء، 26 أبريل 2017

واشنطن و موسكو “سياسية متشابهة في التعاطي مع الأزمة الليبية ” فهل تنجح وساطة الجزائر

,

محمد عبد السيمع / كاتب ليبي

تشهد ليبيا صراع سياسي يقابله آخر عسكري منذ عام 2014 ، اختلف شكل الصراع و اختلفت معه الوجوه ولكن مضمونه واحد ألا وهو الإنقسام دون تقديم تنازلات والإنخراط في الحوار السياسي  ، بالرغم من توقيع الاتفاق السياسي منذ عام وأكثر  برعاية الأمم المتحدة ودعم دولي له في 24 ديسمبر 2015 ، تمخضت عنه أجسام سياسية جديدة ولكنها لم تكون بالقدر الكافي من القوة والدهاء والخبرة لتفرض على الأطراف الموقعة على الاتفاق أن تلتزم به أو أن تستقطب الجهات الفاعلة تحت مظلتها.

رغم كل المحاولات والمساعي التي بذلت سواء على الصعيد المحلي أو الأقليمي أو الدولي لا زال مجلس النواب و القيادة العسكرية التابعة لها بقيادة خليفة حفتر يرفضون اتخاذ خطوات إلى الأمام لسبب  يجهله الكثير من الليبيين والفاعلين الدوليين، وهو أن القيادة العسكرية في الشرق تبدي رفضها أن تكون تحت مظلة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بدوافع قالت عنها، إنها لدواعي الحفاظ على المؤسسة العسكرية واستقلاليتها الكاملة.

بات هنا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق يسعى أن يثبت جدارته، وأن يكون الحليف الأفضل للوحدات الدولية الفاعلة في المنطقة، وذلك من خلال زيارات عديدة لا زالت مستمرة يجريها رئيس المجلس فائز السراج بهدف توحيد العمل الدولي المشترك للضغط على الأطراف السياسية والعسكرية الرافضة له.

في المقابل كان لهذه الأطراف مساعي للحصول على دعم من إحدى الدولتين الأقوى في العالم “الولايات المتحدة الأمريكية ، روسيا ” ولكن كلتا الدولتين كانت واضحة الموقف اتجاه الأزمة الليبية وهذ ما أكده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جينتيلوني عقب اللقاء بينهما في البيت الأبيض في 20 أبريل حيث قال : “لا أرى أي دور لنا في ليبيا، أعتقد أن الولايات المتحدة تقوم حاليا بالعديد من الأدوار، بما فيه الكفاية، في أماكن مختلفة من العالم”.

موسكو التي استقبلت منتصف أبريل الجاري القادة العسكريين التابعين لغرفة عمليات البنيان المرصوص لم يختلف موقفها من الأزمة الليبية عن واشنطن ، فبحسب مصدر خاص للكاتب فإن مجلس الشيوخ الاتحادي الروسي أكد على الحل السياسي باعتباره الأمثل مضيفاً، أنه لن يكون له موقف لدعم طرف على آخر مشددا على ضرورة إيجاد الحلول من الليبيين أنفسهم.

 

تأتي تلك المعطيات في وقتا لا زالت فيه دول جوار ليبيا تسعى إلى استقرار الوضع في جارتها الأخيرة، خاصة الجزائر والتي استمرت في سياستها اتجاه دعم الإستقرار وتعزيز جهود المصالحة بين الأطراف الليبية ، الأمر الذي شدد عليه وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبدالقادر مساهل في زيارة استمرت 4 أيام انتقل فيها بين الشرق والغرب للقاء الأطراف الفاعلة وحثها الجلوس على طاولة الحوار، كما أكد مساهل التماسه الرغبة الصادقة في كل من التقاهم بالمناطق التي قام بزيارتها لإيجاد حل للأزمة عن طريق الحوار البناء الهادف إلى لم الشمل. مجددا أن الجزائر لن تترك ليبيا، وستكون سنداً لها في محنتها مثلما كانت ليبيا سنداً وعونا للجزائر أثناء حربها ضد الاستعمار الفرنسي بحسب تصريحات صحفية أدلى بها في العاصمة الليبية طرابلس في 21 أبريل 2017.

فيما يرى مراقبون أن الجزائر لا تستطيع تغيير مسار الأمور ما لم تكن هناك إرادة من الأطراف الليبية لحل أزمتهم ، والابتعاد عن تمسكهم بالحل العسكري والقضاء على الخصوم السياسيين، الأمر الذي يشير بدوره إلى تصعيد الأعمال العسكرية الموجودة أصلا جنوب ليبيا بين قوات موالية للقيادة العسكرية في الشرق وأخرى تابعة لحكومة الوفاق الليبية ، وتبقى السيناريوهات المتوقعة هي استمرار تدهور الوضع أكثر في البلد الإفريقي في ظل عدم تحقيق نتيجة ملموسة تعود بليبيا من منزلق الإنهيار.

التدوينة واشنطن و موسكو “سياسية متشابهة في التعاطي مع الأزمة الليبية ” فهل تنجح وساطة الجزائر ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “واشنطن و موسكو “سياسية متشابهة في التعاطي مع الأزمة الليبية ” فهل تنجح وساطة الجزائر”

إرسال تعليق