طرابلس اليوم

الأربعاء، 26 أبريل 2017

تقارب موسكو مع حكومة الوفاق..أسباب ودوافع

,

تستغرب الأطراف الدولية والمحلية على السواء التقارب بين حكومة الوفاق وروسيا الذي تمثل في زيارات متبادلة بين ممثلين عن المجلس الرئاسي  وعملية البنيان المرصوص من جهة، ومسؤولين روس من جهة أخرى؛ للعلاقة الوثيقة بين موسكو وقائد عملية الكرامة خليفة حفتر المناوئ لسلطات غرب ليبيا.

بداية التقارب

التقارب بين طرابلس وموسكو دشنته، زيارة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إلى موسكو مطلع مارس/آذار الماضي، والتي أكد خلالها السراج لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على أن روسيا قادرة أن تلعب دورا إيجابيا في الأزمة الليبية قبل أن يزور موسكو وفد من قادة عملية البنيان المرصوص بدعوة من الدولة الروسية في 18 من أبريل/نيسان.

وتُوج التقارب، في 25 من أبريل /نيسان، بزيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى طرابلس، وهي أول زيارة رسمية لمسؤول روسي رفيع المستوى إلى العاصمة الليبية  منذ عام 2011 إبان حكم نظام القذافي، والتي أكد خلالها المسؤول الروسي أن شركات بلاده ستعود قريبًا للعمل في ليبيا وأن الاستعدادات جارية لتحقيق ذلك.

وتحتلف الآراء حيال أسباب ودوافع تغير موقف موسكو- حليفة اللواء المتقاعد خليفة حفترفي شرق البلاد- تجاه سلطات غرب البلاد.

مصالح روسية

أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بنغازي أحمد نجم يرى أن التقارب في هذه الفترة خطوة من روسيا لحماية مصالحها الاقتصادية ممثلة في عقود الاستثمارات في مجالات النفط والغاز والمقاولات في ليبيا.

ويضيف نجم لموقع ليبيا الخبر أن روسيا أيضا تحاول أن تلعب دورا سياسيا جديدا في ليبيا إلا أن المصلحة الاقتصادية هي المحرك الأساسي.

ويشير نجم إلى أن الموقف السياسي الروسي تجاه قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في شرق البلاد لم يتغير وأنها تحاول بناء علاقات وطيدة مع جميع الفرقاء في ليبيا.

ويتفق معه المحلل السياسي وليد رتيمة ، إذ أنه يعزو  التقارب الروسي إلى عدة دوافع أولها المخاوف التي تعتري روسيا على مصالحها الاقتصادية ممثلة في عقود استثمار تقدر قيمتها بنحو 10 ملايين يورو في مجالات التسلح والبنية التحتية  وقعت في فترة مابين عامي 2008 إلى 2010.

ويوضح رتيمة : “أن روسيا  تريد أن تحمي مصالحها في ليبيا خصوصا وغرب ليبيا الآن داخل في منطقة الشرعية الدولية ومعترف به دولياً وليس من مصلحته التعامل معه كخصم”.

رسالة دولية

ويعتقد رتيمة في حديثه لموقع ليبيا الخبر، أن دوافع التقارب الأخرى لروسيا ايصال رسالة للمجتمع الدولي بأنها تتواصل مع كافة الفرقاء ومحاولة لعب دورسياسي  لتستثمره في استغلال ليبيا كورقة في مفاوضاتها مع الدول الغربية.

تحالف أقوى.

ويختلف معه في ذلك الخبير العسكري عادل عبدالكافي، إذ يرجع التقارب  إلى الصراع بين سلطات غرب ليبيا وحفتر قائلا : ” إن موسكو تعلم أنه ليس في إمكان حفتر ولا من يدعمه سياسيا أن ينفردوا بقيادة ليبيا نظرا لضعفهم من الناحيتين العسكرية والسياسية.

ويتوقع عبدالكافي في تصريحات صحفية ، إمكانية تغيير روسيا موقفها تجاه حفتر، متوقعا أنها لن تمضي معه أبعد من ذلك، “كون موسكو والدول الغربية تبحث عمن يستطيع تحقيق مصالحهم”.

ويقترب مع عبدالكافي في قوله، ما ذهب إليه الصحفي عصام الزبير في أن روسيا تريد تحقيق مصالحها مع الطرف الأقوى في ليبيا تماشيا مع التأييد الدولي لحكومة الوفاق إلا أنها في نفس الوقت تحاول أن تقترب من الطرفين لتحقيق مصالحها.

ويضيف الزبير لموقع ليبيا الخبر : ” طوال الفترة الماضية كانت روسيا رافد للواء المتقاعد خليفة حفتر بذريعة محاربته للإرهاب في ليبيا إلا أنها تعلم جيدا أن من حسم المعركة مع الإرهاب كانت قوات البنيان المرصوص في سرت فبتالي هي تتحرك وفق المصالح” يقول عصام.

أصداء محلية

وفي حديثة لموقع ليبيا الخبر يتفق الصحفي أحمد إسماعيل مع المتحدثين في أن للتقارب دلالات  إلا أنه يرى “أن الأمر يبدو محاولة من الأطراف الليبية المحلية للبحث عن داعمين دوليين، والزيارة في حد ذاتها ليس من الضرورة أن تكون دعما لحكومة الوفاق، على الرغم من أن أصداءها المحلية ستكون كبيرة على أية حال” يقول إسماعيل.

التدوينة تقارب موسكو مع حكومة الوفاق..أسباب ودوافع ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “تقارب موسكو مع حكومة الوفاق..أسباب ودوافع”

إرسال تعليق