طرابلس اليوم

الثلاثاء، 25 أبريل 2017

الإعلام الليبي و خطاب الكراهية..

,

عبد السلام الراجحي/ كاتب ليبي

 

مند أيام صدر أول تقرير محلي يرصد خطاب الكراهية في القنوات الفضائية الليبية، والذي صدر عن المركز الليبي لحرية الصحافة، والمركز يعد أحد مؤسسات المجتمع المدني، وتأسس نهاية شهر ديسمبر، عام 2013 .

وكان أول  بيان صحفي للمركز بداية شهر مايو، عام 2014، ولا ينكر أحد أن المركز اصبح له دور مهم مند ذلك الوقت، فقد رصد الأغلبية العظمى من الانتهاكات بحق الصحفيين الليبيين، ومن جميع التوجهات السياسية. ويمكن اعتباره البديل الأفضل عن نقابة الصحفيين التي لا دور لها يذكر على صعيد حماية الصحفيين.

كما لا ينكر أحد أن القائمين على المركز تعرضوا للكثير من التحديات والصعوبات، وصل الأمر إلى إقلاء القبض على بعضهم. ومن أخطر المواقف التي تعرض لها، أن تم إرسال أسماء القائمين على المركز للقيادات عملية الكرامة بدعوى أنهم يحرضون على قاداتها.

ودليل ذلك أن قامت ممثلة ليبيا في لجنة حقوق الإنسان في جنيف “سلوى الدغيلي” بعد اجتماع شارك عدد من أعضاء المركز الليبي لحرية الصحافة، في اجتماع تناول حقوق الانسان بجنيف تناول تقرير المركز بعض الانتهاكات التي تقوم بها عناصر قوات الكرامة. مما تسبب في تعرض بعض المشاركين في المؤتمر إلى خطر، عند رجعوهم لمدنهم التي تسيطر عليها قوات الكرامة مما جعل بعضهم يدخل تحت طائلة المهجرين.

رغم أن عمر المركز لم يتجاوز ثلاثة سنوات، إلا أنه له دور ريادي وفعال، وكان أخر ما أصدر المركز هو تقرير  لرصد خطاب الكراهية في القنوات الليبية. وقد عمل فريق العمل على رصد أكثر من تسع قنوات مشاهدة.

وبعد نشر التقرير أثارت ما توصل إليه من نتائج حالة من عدم القبول. التقرير أشار إلى أن أكثر من ثلاث قنوات، خطابها الإعلامي يحتوي مواد تدعو إلى الكراهية هي ” النبأ و 218 و ليبيا 24 “.

والمفارقة في الأمر أن كل قناة لها توجه سياسي متناقض مع الأخرى، فقناة النبأ تمثل تيار ثورة 17 فبراير المناهضة لعملية الكرامة وقائدها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بينما قناة 218  قناة داعمة لعملية الكرامة، أما قناة ليبيا 24  فهي أحد الأصوات الداعية إلى عودة نظام العقيد الراحل معمر القذافي .

أستطيع القول إن التقرير من حيت التنفيذ كان بشكل جيد، لكن لدي بعض الملاحظات،  فالفترة  التى تم فيها رصد خطاب الكراهية، كانت أيام الاحتفالات بالذكري السابعة للثورة فبراير. وأعتقد أنها فترة استثنائية لا يمكن البناء عليها، فقد صاحبتها تقارير وصور و برامج تكشف على جرائم النظام السابق، وأيضا كانت فترة بث فيها خصوم ثورة فبراير، خطاب كراهيتهم، فقد كان اسم رئيس المجلس الانتقالي مصطفي عبدالجليل من ضمن الشخصيات التي استهدفها خطاب الكراهية، وأيضا في تلك الفترة ارتكبت قوات عملية الكرامة جرائم بحق الأطفال و النساء المحاصرين في منطقة قنفودة شمال غرب بنغازي.

وهنا لا نشكك في كيفية تنفيذ التقرير بل نعتقد أن المسطرة التى وضعها فريق الرصد غير منطقية وينتج عنها عدم رضا الكثير، وقد يسبب في عدم مصداقية المركز الليبي لحرية الصحافة مستقبلا، يضاف إلى ذلك أن أحد المشرفين على التقرير متهم بأن له توجه سياسي ويمثل جزء من الصراع القائم، والذي كان ايضا أحد المحرضين، إبان فترة عمله في أحد القنوات الإعلامية، التي تمثل جزءا من الصراع السياسي في ليبيا.

إن النجاحات الكبيرة  للمركز خلال فترة قياسية يجب عدم إسقاطها في لحظة اصطفاف سياسي، ففي النهاية التقرير هو نتاج عمل بشري،  يوجد به أخطاء.

وهذه دعوة لدعم المركز بالنصيحة، فقد كان المركز خير مدافع عن الصحفيين وحرية التعبير مند انطلاقة في غياب تام لأي مؤسسة نقابية أو حكومية تدافع عن حقوق أبناء مهنة المتاعب.

 

 

 

التدوينة الإعلام الليبي و خطاب الكراهية.. ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “الإعلام الليبي و خطاب الكراهية..”

إرسال تعليق