طرابلس اليوم

الثلاثاء، 26 يونيو 2018

حديث التقسيم والانفصال

,

إسماعيل القريتلي/ كاتب وصحفي ليبي

بعض الليبيين يستسهلون الحديث عن التقسيم، ويبررونه بقولهم لسنا شعبا واحدا وأن الصراع بمستوياته لن ينتهي بيننا، وأن النظام المركزي يصعب تفكيكه، أو أننا مكونات سكانية غير منسجمة، وعليه يقترحون أن نمضي إلى التقسيم والانفصال!!

 

أقترح تحييد انحيازاتنا غير الموضوعية، والاطلاع على ما يمكن من سرديات حروب أهلية ودوّل تقسمت.

 

التقسيم؛ تسبقه حروب أهلية وصراعات داخلية دامية، ثم بعد ذلك ينتج عن التقسيم دوّل فاشلة تندلع أو تتواصل بينها وفيها الصراعات كما في أغلب تلك الدول المنقسمة. وانظروا لحالة الشقيقة السودان لاتزال تعيش حروبا؛ سواء في الجنوب المنقسم بين قبائل وزعماء الدولة الجديدة، وفي الشمال سواء في دارفور والنيل الأزرق وكوردفان وحيث مناجم الذهب.

 

في حين نجحت دول أخرى لم يكن يجمع سكانها أي رابط سوى أن الأقلية كانت تستعمر الأكثرية وتسومها سوء العذاب، لكن إرادة نخبتها المسؤولة من الأقلية والأكثرية حافظت عليها، وعالجت أساس التمييز، مثل جنوب إفريقيا.

 

ما أقترحه هو بناء الخيارات على أساس منهجي غير منحاز للأحكام النمطية والكليشيهات والظنون والتعالي والخوف من الاعتراف.

 

الحل يبدأ بالاعتراف بأن هناك أزمة نتحمل جميعنا مسؤولية حلها، ثم نبدأ بالاستماع إلى بعضنا البعض بعقول متفتحة تتفهم بموضوعية كل ما يقال، ثم نبدأ رسم الحلول للمشاكل التي اتفقنا على وصفها، وأخيرا تنفيذ وتطبيق الحلول بتقديم تنازلات من الجميع، وغايتنا بسط العدل ورفع الظلم.

 

أهل الخطاب (إعلام – صحافة – منابر – كتاب وغيرهم) عليهم التزام نقل الحوارات إلى مستوى مجتمعي موضوعي يسهلون على الناس المشاركة فيه، وإشراك كل الفئات في المجتمع، والتشجيع على الاستماع لكل الأراء وتقديمها في سياقات موضوعية مع معلومات موثوقة تضعها في حجمها الموضوعي.

 

هذا مثال لعشرات المنظمات المعنية بمراقبة الحروب والصراعات يمكن من خلال متابعتها أن نصل إلى فهم مشترك لخطورة الدعوة إلى الانقسام والاحتراب. 

المصدر: صفحة الكاتب على فيسبوك

 

التدوينة حديث التقسيم والانفصال ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “حديث التقسيم والانفصال”

إرسال تعليق