طرابلس اليوم

الخميس، 28 يونيو 2018

صراع فرنسي إيطالي على الكعكة الليبية

,

شكلت ملفات -أهمها الهجرة والإرهاب والاقتصاد- أبرز دوائر الصراع والنفوذ الفرنسي الإيطالي على ليبيا، خاصة بعد صعود اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الإيطالية في مارس/آذار الماضي.

وتعالت وتيرة التصريحات والأخرى المضادة بين البلدين بعد رفض إيطاليا استقبال سفن مهاجرين غير نظاميين عالقين في البحر المتوسط، مما دعا الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون إلى وصف موقف روما بأنه “معيب وغير مسؤول”.

وهذا ما دعا ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الإيطالي إلى القول إن بلاده ترفض “تلقي الدروس المنافقة من بلد مثل فرنسا” التي غضت الطرف عن أزمة المهاجرين.

صراع تاريخي

يرى المحلل السياسي الليبي صلاح الشلوي أن للصراع الفرنسي الإيطالي جذورا تاريخية عندما كانت روما ضمن دول المحور التي احتلت فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية لينتقل بعد ذلك التنافس بينهما على ليبيا بعدما احتلت فرنسا الجنوب الليبي، وإيطاليا شمالي البلاد.

وقال الشلوي للجزيرة نت إن بروز الاتحاد الأوروبي والهيمنة الأميركية على الصناعة النفطية في ليبيا خففا حدة الصراع بين البلدين، حيث لم تسمح واشنطن بتنامي أطماع مصلحية بين البلدين.

وأكد المحلل السياسي أنه بعد سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 تحولت ليبيا إلى بلد رخو، وهو ما سمح لقوى دولية مثل فرنسا وإيطاليا وأخرى إقليمية بالصراع والتنافس على ليبيا.

وأرجع الشلوي تنامي هذا الصراع بين هذه الدول إلى عدم اهتمام الإدارة الأميركية بالملف الليبي، مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى توسع دائرة الصراع بمنطقة الشرق الأوسط.

دوائر الخلاف

من جانبه، يعتقد الباحث القانوني والسياسي محمود إسماعيل أن إيطاليا ترى في نفسها الأقرب لإدارة الملف الليبي بحكم قربها من السواحل الليبية، وماضيها الاستعماري، إضافة إلى الهجرة غير النظامية التي أضحت تثقل كاهل روما.

ويحلل إسماعيل للجزيرة نت الموقف الفرنسي بأنه ينطلق من اعتبار العلاقات التاريخية مع بعض الأطراف الليبية، خاصة في جنوب البلاد الذي يعد بوابة الهجرة غير النظامية القادمة من جنوب الصحراء الأفريقية.

وشرح الباحث الليبي أن فرنسا تندفع لإرضاء بعض الدول التي لديها مصالح اقتصادية كبيرة معها -وعلى رأسها الإمارات ومصر- إلى الحد الذي جعل الرئيس ماكرون يتخذ مواقف شبه متطابقة مع سياسات القاهرة وأبو ظبي الداعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا.

ارتباك إيطالي

من جهته، اعتبر الصحفي الليبي ياسين خطاب أن باريس تحاول استغلال ارتباك إيطاليا في شأنها الداخلي والاستفادة من فترة الفراغ والفوضى السياسية في ظل عجزها عن تشكيل حكومة من أجل منافسة روما بشكل محموم في ليبيا والتي بدأت ملامحها منذ سقوط نظام القذافي، وفق ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في مذكراتها.

واعتبر خطاب أن روما تعتبر أن باريس لا يجوز لها تجاوز مساحاتها ولعب دور ريادي في بلد يعد منطقة نفوذ جغرافي وتاريخي لإيطاليا، وهو ما يجعل إيطاليا ترفض أي تقدم لفرنسا في ليبيا، وآخرها إعلان باريس في نهاية مايو/أيار الماضي.

وأضاف الصحفي أن التردد في سلوك الدبلوماسية الفرنسية يربك أي تقدم لها في ليبيا، فهي في الوقت الذي تلعب دور وسيط من جهة تدعم اللواء حفتر وقواته من جهة أخرى، وهو ما كشفه موقع “أفريكا إنتليجنس” عقب لقاء باريس بأيام من تقديم باريس طائرة استطلاع تعمل لصالح حفتر في ليبيا.

المصدر : الجزيرة

التدوينة صراع فرنسي إيطالي على الكعكة الليبية ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “صراع فرنسي إيطالي على الكعكة الليبية”

إرسال تعليق