طرابلس اليوم

الاثنين، 1 يناير 2018

النفط قاطرة الاقتصاد الوطني

,

عبد القاد الاجطل/ كاتب وصحفي ليبي

اختتمت المؤسسة الوطنية للنفط عام 2016 بإنجاز كبير تمثل في فتح صمامات الرييانة، والذي يعني عمليا تشغيل حقل الشرارة الواقع على بعد حوالي 800 كلم جنوب غرب مدينة طرابلس وتبلغ قدرته الإنتاجية نحو  330000 برميل يوميا، والذي ظل مغلقا منذ شهر نوفمبر 2014 ، وكذلك تشغيل  حقل الفيل الواقع على بعد 200 كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة سبها، والذي تبلغ قدرته الإنتاجية نحو 90000 برميل يوميا، دون أن تدفع أموالا للمغلقين، وتعهدت المؤسسة في العشرين من ديسمبر 2016 بأنها ستضيف 175000 برميل يوميا إلى الإنتاج خلال شهر واحد، و 270000 برميل يوميا خلال ثلاثة أشهر.

مهد هذا العمل مع إعفاء منظمة أوبك لليبيا مع نيجيريا من التخفيضات المقررة على جميع أعضائها نهاية 2016، مهد هذان الأمران الطريق لبداية نفطية جيدة لعام 2017 ، فارتفع معدل إنتاج وتصدير النفط من الموانئ النفطية الساحلية بالحريقة والزويتينة والبريقة وراس لانوف والسدرة وميناء الزاوية، التي عادت المتوقفة منها تباعا إلى العمل خلال هذا العام،  إضافة إلى منصات الحقول النفطية البحرية، التي أضيف إليها ميناء غزة النفطي العائم بحقل البوري البحري، الذي تبلغ سعته التخزينية مليون ونصف برميل من النفط الخام، وقد شحنت منه أول ناقلة في 11 فبراير، بعد أن ضُخ إليه النفط الخام نهاية يناير 2017.

معدلات إنتاج النفط التي تصاعدت باضطراد من أول العام حيث كانت تراوح حول 700000 برميل يوميا، إلى أن انتهى العام وهي تتجاوز المليون برميل يوميا، ليست دليلا على توقف أعمال الإغلاق وإيقاف إنتاج الحقول خلال العام، فلقد تكرر ذلك مرارا في عدة مواقع، وتسبب إغلاق المجموعات المسلحة في إيقاف إنتاج حقول وعرقلة التصدير تبعا لذلك، وأثرت الأعمال العسكرية التي شهدها الهلال النفطي خلال شهر مارس من عام 2017، في إمدادات النفط وتصديره من عدة موانئ في المنطقة، وتسبب إضراب العاملين في الحقول والموانئ أيضا في ذلك الإيقاف في أوقات أخرى، مع تقلص الإنتاج من بعض الحقول نتيجة الأعطال وأعمال الصيانة المترتبة عليها في بعض الأوقات، كل ذلك تمكنت المؤسسة من تجاوزه وظل المنحنى يتصاعد معظم أوقات العام.

وقد شمل اتفاق منظمة أوبك لخفض الإنتاج لنهاية العام ليبيا، التي وافقت بعد مفاوضات مع المنظمة على وضع قيود على إنتاجها، بحسب ما كشفته شبكة بلومبرغ الاقتصادية الأمريكية في السابع من ديسمبر 2017.

غير أن تلك القيود لن تخفض إنتاج ليبيا تحت حد المليون برميل يوميا، على الأقل حتى نهاية هذا العام.

عام 2017 اختتم في 26 ديسمبر بانفجار في خط انابيب نفط الزقوط السدرة التابع لشركة الواحة، الذي يصل بين الحقول وميناء السدرة النفطي، على بعد 15 كلم شمال منطقة مرادة و 130 كيلومتر جنوب شرق السدرة، وعُزلت  المنطقة المتضررة من أقرب صمام، وقامت شركة الواحة بتحويل الإنتاج إلى خط السماح مباشرة، في الوقت الذي توقعت فيه المؤسسة الوطنية للنفط انخفاض الإنتاج بنحو 100 ألف برميل يوميا نتيجة لهذا الانفجار.

وأكدت  سرية مرادة المقاتلة التي تشارك في تأمين الخطوط والحقول النفطية في المناطق القريبة من منطقة مرادة، أن الانفجار نفذه مسلحون في سيارتين وضعوا متفجرات إلى جانب الخط ثم قاموا بتفجيرها عن بعد، وهو ما لم تؤكده المؤسسة بعد، واكتفت بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات وأسباب الحادث، وأكد مراقب حقل الواحة فيما بعد أن عمليات إصلاح الأضرار المترتبة على الانفجار والحريق الذي أعقبه قد انتهت خلال نحو أربعة أيام من العمل المتواصل، وأن التجارب الأولية لإعادة ضخ النفط الخام عبر هذا الخط قد بدأت، متوقعا عودة الإنتاج إلى معدلاته السابقة خلال الفترة القادمة.

قطاع النفط يقوم بعد كل كبوة، ويستأنف معدلاته السابقة، وينجح في جبر الضرر وتجاوز الأزمات، وهو ما يبعث الأمل في عام قادم تزيد فيه معدلات الإنتاج والتصدير، ويزيد العائد على الخزانة العامة، ليصبح النفط رافعة الاقتصاد الوطني عام 2018 كما كان منذ اكتشاف النفط مطلع ستينيات القرن الماضي.

 

 

 

 

 

التدوينة النفط قاطرة الاقتصاد الوطني ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “النفط قاطرة الاقتصاد الوطني”

إرسال تعليق