طرابلس اليوم

الاثنين، 29 مايو 2017

تقرير بريطاني: ليبيا لا تزال ملاذًا آمنًا للمتشددين بسبب الأزماتها المتفاقمة

,

قالت جريدة “ذا غارديان” البريطانية، إن ليبيا لا تزال ملاذًا آمنًا رئيسيًّا للمجموعات المتشددة مثل تنظيمي الدولة والقاعدة، وذلك بسبب الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية المتفاقمة داخلها.

وأوضحت الجريدة في تقريرها الذي نشرته السبت الماضي، أن الفوضى السياسية والاقتصادية التي سببها سقوط معمر القذافي العام 2011 خلقت بيئة مثالية للمجموعات “الجهادية” للعمل وكسب الزخم.

ونقل التقرير عن الباحثة في شؤون ليبيا ماري فيتزجيرالد قولها: إن تنظيم الدولة مجرد نتيجة لما يحدث في ليبيا وليس السبب الرئيسي، وأن الخطر الأكبر هو أن استمرار الفراغ السياسي والأمني يعيد خلق البيئة التي استغلها التنظيم بالأساس للظهور وإنشاء موطئ قدم له.

وفي ظل هجوم مانشستر الأخير الذي نفذه الليبي سلمان العبيدي، حذر خبراء ومتابعون للشأن الليبي من أن الوضع في ليبيا أكثر تعقيدًا من مجرد وجود تنظيم الدولة، لافتين إلى أن عشرات الجماعات المسلحة المتشددة الأخرى المسلحة تسليحًا جيدًا، التي تعمل بحرية داخل البلاد، وفق “ذا غارديان”.

وتحدثت الجريدة البريطانية عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها ليبيا، باعتبارها إحدى الأزمات التي يستغلها تنظيم الدولة وغيره من التنظيمات المتشددة للانتشار وجذب مزيد من المتابعين.

وذكر التقرير، أن معدلات البطالة ارتفعت بين الشباب الليبي بشكل حاد لتصل إلى 40%، وارتفعت معدلات التضخم إلى أكثر من 30%، إضافة إلى جانب أزمة السيولة، وانقطاع الكهرباء في معظم المدن، وتأثير الاضطربات والمعارك المسلحة على الإنتاج النفطي.

ورأى تقرير “ذا غارديان”، أن فرص تعافي الاقتصاد الليبي ضعيفة، في ظل الحرب الأهلية المستمرة والمنافسة الشديدة بين الفصائل السياسية الرئيسية.

وتطرق التقرير أيضًا إلى الأزمة السياسية الراهنة، موضحا أن الجهود المتتالية للتوصل إلى اتفاق سياسي بين المجموعات الليبية المتنافسة فشلت جميعها، ولم يستطع الاتفاق السياسي توحيد البلاد تحت سلطة حكومة وفاق وطني.

وأشارت إلى شبكة التحالفات المعقدة بين القبائل الليبية، التي تعد الوحدة السياسية الأقوى في ليبيا، وهي تحالفات قوية تتغير باستمرار بتغير التحالفات والولاءات، بحسب جريدة “ذا غارديان” البريطانية.

ونقل التقرير قول الباحث في معهد “تشاتام هاوس” الملكي البريطاني تيم إيتون: “الأمر ينتهي عند التوصل إلى تسوية سياسية دائمة، لكننا لا نرى الاهتمام الدولي المطلوب”.

ورأت “ذا غارديان”، أنه رغم طرد تنظيم الدولة من معقله الرئيسي في مدينة سرت الساحلية، إلا أنه لا يزال يحتفظ التنظيم بوجود له في العاصمة طرابلس ومدن أخرى مثل بني وليد، وانتقلت عناصره إلى معسكرات بالصحراء.

وإلى جانب تنظيم الدولة، أشارت الجريدة إلى أن تنظيم “القاعدة” ما زال يحتفظ بوجود له في مناطق جنوب ليبيا الشاسعة، ويستخدمها “كمركز خلفي” للتخطيط والدعم اللوجستي، لكنه مع ذلك لا يسيطر على مساحات محددة من الأراضي، ويبدو أنه لا يسعى حاليًّا للتوسع داخل ليبيا.

ونشر التقرير المخاوف الأوروبية التي تزداد من محاولة المجموعات المتشددة في ليبيا شن هجمات إرهابية داخل أوروبا، وتعتقد المخابرات الألمانية أن أنيس عمري، الذي دهس مواطنين في مدينة برلين العام الماضي، لديه صلات بمجموعات داخل ليبيا.

وفي هذا الشأن قال الباحث في معهد “واشطن للشرق الأدنى” آرون زيلن: إن ليبيا مركز مهم في ما يخض نشاط المجموعات المتشددة في المنطقة، لكنها ليست الواجهة، حسب رأيه.

وأصبحت ليبيا مركز التحقيقات الخاصة بهجوم مانشستر، فمنفذ الهجوم هو الليبي سلمان العبيدي، وتعتقد الشرطة البريطانية أنه تم تجنيده وتدريبه في ليبيا، ثم إرساله إلى بريطانيا من قبل مجموعة متشددة ينتمي لها، وقد زار ليبيا عدة مرات خلال السنوات الماضية، وزار العاصمة طرابلس أسابيع قليلة قبل الهجوم، واعتقل والده وشقيقه الأصغر في طرابلس، الأربعاء الماضي، إذ أقرَّ الأخير بانضمامه وأخيه لتنظيم، وأنه كان على دراية بكافة تفاصيل هجوم مانشستر.

وتعد ليبيا من أكبر البلدان المصدرة للمقاتلين في المنطقة، إذ سافر مئات الشباب الليبي مؤخرًا لمناطق النزاع في العراق وسورية، وانضموا إلى تنظيمات مثل تنظيم الدولة و”أنصار الشريعة”، هذا إلى جانب مئات سافروا للانضمام للقتال في أفغانستان، وكانت ليبيا مركزًا لتدريب مجموعات نفذت عمليات إرهابية في تونس، آخرها هجوم سوسة الذي أسفر عن مقتل 38 سائحًا، وفق ما ذكر تقرير “ذا غارديان”.

 

التدوينة تقرير بريطاني: ليبيا لا تزال ملاذًا آمنًا للمتشددين بسبب الأزماتها المتفاقمة ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “تقرير بريطاني: ليبيا لا تزال ملاذًا آمنًا للمتشددين بسبب الأزماتها المتفاقمة”

إرسال تعليق