طرابلس اليوم

الاثنين، 29 مايو 2017

القصف المصري على درنة.. خسائر مادية وجراح متجددة

,

أسفرت الغارات جوية الثمانية التي شنها سلاح الجو المصري على مدينة درنة يوم الجمعة الماضي، عن خسائر مادية في ممتلكات المواطنين وعدد من المرافق العامة، دون تسجيل خسائر في الأرواح.

وقال سلاح الجو المصري إنه قد شن غارات على ما سماها معسكرات “إرهابية” في ليبيا، مضيفا أن الغارات دمرت المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة.

تبرير مصري

وبرر الجيش المصري هذه الغارات بأنها جاءت كرد على الجماعات الإرهابية التي شاركت في التخطيط والإعداد لهجوم المنيا بمصر والذي راح ضحيته أكثر من 30 قتيلا، من الأقباط المصريين.

وبدوره نفى مجلس شورى مجاهدي درنة مشاركة أي من عناصرهم بأي شكل من الأشكال في حادثة محافظة المنيا جنوب مصر.

استغلال الحادثة

وقال مسؤول الإعلام في مجلس الشورى محمد المنصوري لموقع ليبيا الخبر: إن مصر استغلت حادثة المنيا في توجيه ضربات بطلب مسبق من قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لمواقع مختلفة بالمدينة، إلا أن القصف الجوي وبحسب المنصوري لم يسفر عن أي خسائر في صفوفهم.

من جهته أدان المجلس المحلي لمدينة درنة القصف الجوي ووصفه بالاعتداء الصارخ على سيادة الوطن، داعيا الجهات المسؤولة في البلاد للتدخل لوقف هذه الخروقات.

كما أدانت رابطة مؤسسات المجتمع المدني بمدينة درنة القصف الجوي، داعية إلى تنظيم احتجاجات محلية تنديدا بالقصف المصري.

غارات مصرية سابقة

ولم يكن القصف الجوي الذي استهدف درنة هو الأول من نوعه، ففي فبراير/شباط عام 2015، قتل نحو تسعة أشخاص من بينهم 3 أطفال وامرأتين، وجرح أكثر من 30 شخصا في غارات جوية مصرية على المدينة، التي جاءت ردا على إعدام 20 مصريا من الأقباط على يد تنظيم الدولة في سرت.

واستهدفت المقاتلات الحربية المصرية وقتها، موقعا لمجلس شورى مجاهدي درنة، وموقعا آخر لتنظيم الدولة، إلا أن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا، بينما تسببت غارتين جويتين على حي باب شيحا المكتظ بالسكان عن خسائر بشرية.

وفي فبراير 2016 شنت طائرات حربية غارتين جويتين على حي باب طبرق بدرنة، واستهدفت الغارات مناطق آهلة بالسكان، إلا أن مصادر إعلامية بالمدينة أكدت أن المستهدف بالقصف كان مجلس الشورى إذ لم تبعد مقراته عن المواقع المستهدفة سوى أمتار معدودة.

وخلال هذا القصف كانت مدينة درنة تشهد اقتتالا مع تنظيم الدولة، بعد أن أطلق مجلس شورى درنة في يونيو/حزيران 2015 معركة لطرد التنظيم من مدينتهم، ونجح المجلس في أبريل/نيسان 2016 من تحرير مدينتهم من قبضة التنظيم.

وفي مايو 2017 جددت مصر قصفها على مدينة درنة، على خلاف الغارات السابقة، وشنت الطائرات المصرية نحو ثمان غارات استهدفت بصورة واضحة مواقع عشوائية داخل المدينة ومحيطها، دون أن توقع خسائر في الأرواح.

توعد واستمرار الحصار

وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في خطابه عن استمرار إدارته شن المزيد من الغارات على أي مواقع تهدد الأمن القومي المصري في أي مكان، الأمر الذي أثار تساؤلات عن بدء عملية عسكرية برية لقوات حفتر تشارك فيها مصر بطائرات حربية.

وبعد يوم واحد من هذه الغارات أعلنت مجموعة عمليات المختار التابعة لعملية الكرامة، عن تجديد واستمرار الحصار على مدينة درنة، ودعت المواطنين إلي إخلاء المواقع المشبوهة بالأحياء المدنية، دون أن تحدد أي منها، وبحسب عمليات المختار فإن تلك المواقع ستكون عرضة للقصف الجوي خلال أيام.

ردود فعل درناوية

وأطلق مغردون من درنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاق (#السيسي_يقصف_درنة)، أدانوا من خلاله القصف الجوي الذي طال مواقع مختلفة بالمدينة وأثار موجة استياء لدي المواطنين.

وعلى الجانب الأخر رحب عدد من المواطنين بالمناطق المجاورة لمدينة درنة، القصف الجوي الذي استهدف المدينة الليبية التي تبعد عن مصر نحو 1500 كيلو متر، وقد دشن إعلاميين مواليين لعملية الكرامة هاشتاق (#درنة_ويو)، تهكموا من خلاله عن مشروع المصالحة الوطنية، وهددوا بمصير وصفوه بالمروع لأهالي المدينة.

نفض غبار الحرب

ومنذ إخراج تنظيم الدولة في شهر أبريل من العام الماضي، تحاول مدينة درنة أن تنفض غبار الحرب عنها، إلا أن استمرار إصرار قوات عملية الكرامة في السيطرة على المدينة يجعل ذلك مستحيلا.

ودعت شبكة مؤسسات المجتمع المدني في درنة إلى خروج الجالية المصرية في المدينة من المسلمين والأقباط ليؤكد أنهم يعيشون بسلام في درنة، دون أن يتعرض لهم أحد بأي أذى.

وفي ظل استمرار مخاوف أهالي مدينة درنة من رمضان آخر يهل عليهم بمزيد من العنف، أطلق ناشطون حملة تدعوا إلى تكثيف جهود الحملات المدنية لإظهار المدينة بالشكل الذي يحمل رسالة السلام، ورفض العنف والاقتتال.

يشار إلى أن السلطات المصرية أعلنت أن الهجوم الذي استهدف أمس حافلة للأقباط في محافظة المنيا نفذه مسلحون كانوا يستقلون سيارات دفع رباعي على الطريق الصحراوي قرب مدينة العُدوة، وقد تبنى تنظيم الدولة الهجوم الذي أوقع 28 قتيلا.

 

التدوينة القصف المصري على درنة.. خسائر مادية وجراح متجددة ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “القصف المصري على درنة.. خسائر مادية وجراح متجددة”

إرسال تعليق