طرابلس اليوم

الأحد، 28 مايو 2017

درنة تدفع ضريبة هجوم المنيا وتتعرض للقصف المصري، واستنكار محلي واسع

,

ألقى الهجوم الذي نفذه مسلحون الجمعة الماضية واستهدف حافلة للأقباط في محافظة المنيا جنوب مصر، بضلاله على مدينة درنة شرق ليبيا بعد أن تلقت ضربات جوية من السلاح الجوي المصري، لتدفع المدينة ضريبة هذا الهجوم ظلما وبهتانا.

وقال سلاح الجو المصري إنه قد شن نحو ست غارات على ما سماها معسكرات “إرهابية” في ليبيا، وأضاف أن الغارات دمرت المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة.

قصف مواقع مدنية

وأفادت مصادر عسكرية بمجلس شورى مجاهدي درنة، أن طائرات حربية يُعتقد أنها أجنبية موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، قصفت منطقة الفتايح شرق درنة، بحسب ما نشر موقع الجزيرة نت.

ونقل الموقع، نفي المتحدث باسم مجلس شورى مجاهدي درنة محمد المنصوري، أن يكون القصف قد استهدف مواقع تابعة للمجلس، مؤكدا أن القصف استهدف مواقع مدنية آهلة بالسكان وألحق أضرارا مادية بمنازل وسيارات ومزارع لمواطنين، على حد قوله.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال في كلمة متلفزة أمس الجمعة، إن قوات الجيش وجهت ضربة عسكرية لما أسماها بالمعسكرات التي تم التدريب فيها لاستهداف مصر.

السيسي يتواعد وينفذ

وأكد السيسي عزم بلاده على ملاحقة المسؤولين عن هجوم المنيا وتوعد بضرب ما وصفها بمعسكرات الإرهابيين بالداخل والخارج، مضيفا أنه يجب معاقبة الدول التي تدعم الإرهاب وتقدم له المال والسلاح “من دون مجاملة أو مصالحة”.

وقد بثت وزارة الدفاع المصرية صورا لطائرات حربية وقت الإقلاع في إحدى القواعد الجوية قالت إنها وجهت ضربة إلى ما سمتها معسكرات إرهابية في مدينة درنة شرق ليبيا، التي تبعد عن مصر نحو 1500 كيلومتر.

استهجان ليبي

واستهجن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني قصف الطيران المصري لمدينة درنة شرق ليبيا، دون التنسيق مع ما وصفها بالسلطات الشرعية ممثلة في حكومة الوفاق المعترف بيها عربيا وإفريقيا ودوليا.

وأعرب المجلس الرئاسي في بيانه أمس الجمعة عقب الضربات المصرية لمواقع في درنة، عن رفضه لأي عمل ينتهك سيادة الأراضي الليبية مهما كانت المبررات.

واستنكر المجلس الرئاسي، الهجوم الذي استهدف مواطنين أقباط في المنيا بصعيد مصر، مقدما التعازي للشعب المصري وأهالي الضحايا، مؤكدا على تعاونه مع الدول الشقيقة والصديقة في حربها على “الإرهاب”.

وعبر المجلس المحلي درنة، عن تفاجئه بهذا الاعتداء “الغاشم” الذي قامت به الطائرات الجيش المصري والذي لم يكن الأول من نوعه على المدينة حيث تكرر من قبل مرات عدة، حسب قوله.

وأدان واستنكر المجلس المحلي درنة في بيانه أمس السبت، بشدة ما جرى يوم الجمعة من ترويع الآمنين، الذي اعتبره اعتداء صارخا على السيادة الوطنية وانتهاكا لحرمة التراب الليبي.

رعايا مصريين في درنة

وذكّر محلي درنة، الحكومة المصرية أن رعاياها من العمالة الذين يعيشون بينهم يتمتعون بالأمن والأمان أسوة بسكان مدينة درنة رغم ما تعانيه المدينة من حصار جائر ظلما وبهتانا، وفق بيانها.

وحمل محلي درنة، المجلس الرئاسي والحكومات المختلفة في ليبيا المسؤولية الكاملة على ما حدث للمدينة، مطالبا بتوضيح موقفهم جراء هذه الاعتداءات وكذلك إدانته، كما حملها المسؤولية كاملة على سلامة سكان درنة ومنع هذه المغامرات المخابراتية اللامسؤولة.

انتهاك للسيادة الليبية

واستنكر حزب العدالة والبناء الليبي، الاعتداء الذي قام به الطيران المصري على مدينة درنة الجمعة الماضية، مطالبا الدولة المصرية بالكف عن انتهاك سيادة الأراضي الليبية، كما طالب حكومة الوفاق الوطني بالعمل على حماية السيادة الليبية من الانتهاكات الخارجية.

وقال الحزب في بيان له، إن هذا الاعتداء يدل على محاولة غير لائقة لتصدير الفشل الأمني إلى ليبيا وتحقيق نصر وهمي على أشلاء الشعب الليبي بدلا من الكشف عن الإرهابيين الذين قاموا بهذا العمل الإجرامي الإرهابي داخل مصر.

وقد لاقى هذا الاعتداء المصري على مدينة درنة شرق ليبيا، استنكارا واسعا من من نشطاء ليبيين على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، و”تويتر”، وقد عبروا عن غضبهم بشأن هذا الاعتداء على السيادة الليبية، حسب وصف البعض منهم.

ليس الأول من نوعه

ويعتبر هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، بل سبق وأن قصفت الطائرات مصرية أحياء سكنية في مدينة درنة، في شهر فبراير عام 2015، أود بحياة مدنيين، وذلك ردا على إعدام تنظيم الدولة لواحد وعشرين قبطيا مصريا في مدينة سرت وسط ليبيا.

وتعد مصر من أبرز الدول الداعمة لقائد عملية الكرامة خليفة حفتر إلى جانب دولة الإمارات، وقد قامت الدولتين بدعم حفتر بالمال والسلاح في عمليته العسكرية، إضافة إلى توجه دولتي مصر والإمارات ضربات جوية عديدة في بنغازي ودرنة والهلال النفطي والجفرة، وغيرها من المناطق الليبية.

يشار إلى أن السلطات المصرية أعلنت أن الهجوم الذي استهدف أمس حافلة للأقباط في محافظة المنيا نفذه مسلحون كانوا يستقلون سيارات دفع رباعي على الطريق الصحراوي قرب مدينة العُدوة، وقد تبنى تنظيم الدولة الهجوم الذي أوقع 28 قتيلا.

 

التدوينة درنة تدفع ضريبة هجوم المنيا وتتعرض للقصف المصري، واستنكار محلي واسع ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “درنة تدفع ضريبة هجوم المنيا وتتعرض للقصف المصري، واستنكار محلي واسع”

إرسال تعليق