طرابلس اليوم

الجمعة، 26 مايو 2017

سلمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر.. حياته وسيرته

,

تصدر الليبي سلمان العبيدي عناوين معظم الصحف العالمية خلال اليومين الماضيين، بعد الاشتباه به في تنفيذ العملية الانتحارية التي وقعت في مدينة مانشستر البريطانية، وأودت بحياة 22 قتيلا، في الهجوم الأقوى منذ 12 عامًا.

حياته

ولد سلمان العبيدي البالغ من العمر 22 عامًا في مدينة مانشستر شمال غرب إنجلترا، وترتيبه الثاني بين إخوته وله أخان وأخت وحيدة يبلغ عمرها 18 عامًا. ينحدر والداه من قبيلة العبيدات إحدى أكبر القبائل الليبية وتنتشر شرق ليبيا، لكنهما قضيا أغلب فترات حياتهما في العاصمة طرابلس، بحسب تقرير نشرته “دوتشي فيلله” الألمانية.

وقد عمل والده رمضان عبيدي، المُلقب بأبي إسماعيل نسبة إلى ابنه الأكبر إسماعيل، ضابط أمن سابق، وطلب اللجوء مع زوجته سامية الطبال البالغة من العمر 50 عامًا، إلى بريطانيا هربًا من نظام معمر القذافي الذي كان يُعارضه.

وأقامت أسرة رمضان العبيدي في السنوات الأولى في العاصمة لندن قبل أن تشد الرحال إلى مانشستر، وتستقر في إحدى ضواحيها “فولوفيلد”، المعروفة بوجود جالية ليبية كبيرة كانت مُعارضة للقذافي.

وعُرف عن الأسرة ورعها وارتباطها بمسجد “ديدسبري” بضاحية فولوفيلد بمدينة مانشستر، إذ كان الأب يِؤذن فيه أحيانًا، وكان أيضًا موضع احترام الجالية الليبية هناك، فيما عمل الابن الأكبر إسماعيل كمدرس في المدرسة القرآنية التابعة للمسجد نفسه، وبعد سقوط نظام معمر القذافي عاد الوالدين إلى ليبيا فيما استمر باقي أفراد الأسرة في العيش بمانشستر.

كيف عرف سلمان؟

عُرف عن أسرة العبيدي أنها أقامت في مناطق مختلفة بمدينة مانشستر، لكن سلمان ترعرع في منطقة “والي رانج”، وتصدرت هذه المنطقة عناوين الصحف الإنجليزية العام 2015، إذ تتواجد بها المدرسة الثانوية المحلية للبنات التي غادرها التَوأَمُ زهراء وسلمى للالتحاق بتنظيم الدولة في سورية.

وتدرج سلمان العبيدي في مختلف المراحل الدراسية حتى بلغ التعليم الجامعي عام 2014، حيث التحق بجامعة “سالفورد” ليدرس تخصص إدارة الأعمال، غير أنه انقطع عن الدراسة الجامعية بشكل نهائي في 2016، وعمل بعدها في مخبز.

وأجمع زملاء سلمان، من الذين درسوا معه أو كانوا يعرفونه، أنه كان شخصًا عاديًا ولاعب كرة قدم جيدًا وعاشقًا لفريق مانشستر يونايتد، بالإضافة إلى حبه تدخين مخدر “الحشيش”، وفق ما ذكر التقرير.

ونقلت جريدة “لوفيغارو” الفرنسية، عن راشيل هاردينغ أحد جيران سلمان العبيدي قوله: إنه كان غير معروف في الحي، ولست متأكدًا حتى كيف كان يبدو صراحة، كنت ألتقيه ربما يوميًا ولا أعرفه، وأنه كان شابًا متحفظًا جدًا، وفي نظري كان محترمًا دائمًا.

ميوله إلى التطرف

وأفادت تقارير بريطانية، أن سلمان العبيدي بدأ يميل إلى التطرف منذ سنوات حيث كان يزور أبويه في بلده الأصلي ليبيا، ومن المفترض أنه التقى هناك بمجموعات إرهابية تابعة لتنظيم الدولة.

وقالت جريدة “ذا صن” البريطانية، إن العبيدي تدرب على يد إرهابيين في ليبيا أثناء زيارته لأهله وانعكس ذلك على سلوكه لدى عودته إلى مانشستر.

وأوضح محمد سعيد السعيتي، إمام مسجد “ديدسبري” الذي كان يتردد إليه المتهم، في حوار مع صحيفة “ديلي تيلغراف” البريطانية، قائلا: “إنه أظهر شيئًا من الامتعاض بعد خطبة لي عن تنظيم الدولة، وكان معتادًا على إظهار كراهيته وأستطيع القول إن هذا الشخص لم يكن يحبني ولا يثير هذا دهشتي”.

وكان مسجد “ديدسبري” في السابق كنيسة صغيرة في ضاحية “فولوفيلد” بمانشستر، قبل أن يشتريها عدد من المتبرعين السوريين عام 1967.

وذكر تقرير وزارة الداخلية البريطانية ونظيرتها الفرنسية، أن العبيدي ضلّ يتردد على ليبيا حيث كانت آخر زيارة له قبل ثلاثة أسابيع من تنفيذه العملية الانتحارية في 21 مايو، كما زار على الأرجح أيضًا سورية.

وقالت الفتاة لينا أحمد ابنة الـ21 عامًا، وهي جارة لسلمان العبيدي في حوارها مع صحيفة “ديلي تيلغراف”، إنه بدأ يتصرف بغرابة في الأسابيع الأخيرة، وكان يردد باللغة العربية أناشيد إسلامية في الشارع وبصوت مرتفع”.

وكان سلمان العبيدي معروفاً لدى السلطات الأمنية البريطانية نظرًا لعلاقة زمالة كانت تجمعه برافاييل هوسي، المنحدر من مدينة مانشستر، والتي غادرها العام 2016 إلى سورية من أجل القتال مع تنظيم الدولة.

ولقي سلمان العبيدي مصرعه في الهجوم الانتحاري الذي نفذه الإثنين في مدينة مانشستر ببريطانيا، وراح ضحيته 22 شخصا، وأصيب 59 آخرين، أثناء تفجير قاعة مانشستر أرينا التي يقام فيها حفلا موسيقيا لمغنية أمريكية، وقد تبنى تنظيم الدولة ذلك الهجوم.

منطقة المرفقات

التدوينة سلمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر.. حياته وسيرته ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “سلمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر.. حياته وسيرته”

إرسال تعليق