طرابلس اليوم

الأحد، 29 يوليو 2018

شبكة “عارف النايض” الإعلامية.. سخاء بالدولار وأهداف محدده

,

بقلم – أدم محمد – كاتب ليبي

عارف النايض الشخصية المتعددة للصفات والمواهب وله علاقات مريبة، فقد كان سفيرا ليبيا في أبوظبي سابقا بطلب من الإمارات، ويوصف بأنه رجل محمد بن زايد  في ليبيا، ترأس أيضا إدارة نادي الأهلي بنغازي في الأعوام الأربعة الماضية، إضافة إلى توليه رئاسة مؤسسة كلام، ومجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، ورئيسا لرابطة علماء ليبيا ذات التوجه الصوفي، ولكن الرابطة تنازعه الرئاسة والتوجه.

ويملك رجل الأعمال عارف النايض عدد من الشركات المحلية والأجنبية، ولديه عمالة ولكن دون أي أعمال، وشغل منصب مسؤول ملف إعادة الاستقرار للعاصمة طرابلس بعد سقوط نظام القذافي نهاية أغسطس 2011 دون أن يقدم شيئا لاستقرارها، ويرأس حاليا مجلس إدارة قناة ليبيا روحها الوطن، ويملك صحيفة المرصد الليبية الإلكترونية التي تنشر التقارير الكاذبة وتعيد القناة نشرها بنسبتها إلى صحيفة مستقلة وهو مالكها.

كل هذه الصفات والإمكانية جعلت تضخم الذات لديه، وأصابته بحلة جنوح للسلطة أقرب للمرض، وقد استطاع إقناع محمد بن زايد أن يكون رجلهم القوى في مستقبل ليبيا وبديلا للعجوز المريض، في مقابل أن يكون للأمارات تواجد عسكري وهيمنة اقتصادية بليبيا، إضافة إلى تأمين المناطق الحرة للإمارات مثل (جبل أبوعلي وميناء إمارة دبي)، المنافسة التي قد تسببها لمناطق ميناء المريسة ببنغازي والمنطقتين الحرتين بمينائي مصراتة وزواره والمنطقة الحرة بمطار تمنهنت “50 كيلومتر شمال شرق سبها”، والأهم غض الطرف عن أموال استثمارات الدولة الليبية وأموال قيادات النظام السابق في الإمارات حيث تقدر بالمليارات من الدولارات.

ولن يجدوا أبناء بن زايد شخصية ليبية مثل النايض يحقق لهم هذه الأهداف، ومن أجل أن يكون لهم موطأ قدم في ليبيا، وسمح بن زايد باستخدام أموال الشعب الليبي المنهوبة لتمويل خطط النايض للوصول للسلطة.

وحاولت دولة الإمارات مرارا إيصال النايض إلى السلطة، عبر استخدام القوة خاصة في العاصمة طرابلس ولكنها فشلت عديد المرات، ثم كررت المحاولة عبر اتفاق الصخيرات من خلال تقديم رشوة للمبعوث الأممي لدى ليبيا السابق برناردينو ليون بوظيفة ذات راتب عالي ولكنها فشلت، فلجئت إلى إقناع الأطراف الليبية بأهمية تعديل الاتفاق السياسي منتصف العام الماضي 2017، وذلك باستحداث منصب رئيس وزراء منفصل على المجلس الرئاسي.

وبعد أن أعلن المبعوث الأممي الحالي غسان سلامة عن خطته لأنهاء الأجسام الناتجة عن اتفاق الصخيرات بانتخاب رئيسا للدولة ومجلس نواب جديد نهاية عام 2018، عمل النايض بجد عبر ماكينته الإعلامية  للاستعجال في انتخاب الرئيس، حيث يعتقد أن له حظوظا كبيرة بالفوز خصوصا أن حملته سيغدق عليها أبناء بن زايد مئات الملايين من الدولارات، ولن يكون للمنافسين حظا أمام هذه الإمكانيات المالية الضخمة، فضلا إلى تجهزه لمشروع انتخابي تحت مسمى “إحياء ليبيا – رؤية 2023”.

ولكن الرياح جاءت بماء لا يشتهى عارف النايض، فقد اعتمد مشروع الدستور نهاية يوليو 2017، والذي نص على شروط الترشح لمنصب رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة والمناصب القيادية أن لا يكون من مزدوجي الجنسية، مما تتعارض على شروط مع طموحات النايض الذي يحمل الجنسية الكندية كما صرح بهذا عبر وسائل الإعلام سنة 2013.

وقد منح مشروع الدستور فرصة للمرشح للرئاسة بالتخلي عن الجنسية الأخرى، إلا أن النايض رفض التفريط في الجنسية الكندية، أو أنه يخشى أن يكون قد فقد الجنسية الليبية بمجرد حصوله على جنسية أخرى دون موافقة السلطات الليبية كما ينص القانون.

وبدأ عارف النايض في إنشاء شبكة من العلاقات الإعلامية متنوعة التوجهات، وكانت البداية بعقد صفقة مع ابن قبيلته ومالك قناة “ليبيا 24” والقيادي باللجان الثورية صالح إبراهيم، وكذلك أقام علاقة مع قناتي “ليبيا اليوم”، و”الجماهيرية” عبر القيادي البارز في نظام القذافي الطيب الصافي، رغم أن هذه القنوات تختلف مع النايض في دعمه لعملية الكرامة وقائدها خليفة حفتر، الذي يعتبروه بأنه جسر لهم لكسر خصومهم من الثوار إلا أنهم يصفوه بـ”خائن وعميل”.

كما يقوم النايض بدعم صحيفة المتوسط وتأسيس تلفزيونها بإدارة عبدالباسط بن هامل، وكذلك بوابة إفريقيا الإخبارية، تعبر كل هذه المؤسسات الإعلامية عن وجهة نظر أنصار القذافي وتدعم مواقفهم.

وبالرغم من أن النايض هو أحد نتائج فبراير والمشاركين في ثورتها التي أطاحت بالقذافي ونظامه، إلا أن أهداف الوصول للسلطة وحدتهم، وبإمكان ملاحظة هذا التنسيق عبر كيفية نشر والصيغة المشتركة للأخبار وتوحيد المصطلحات والشخصية والمدن المستهدفة بالتشويه في جميع هذه المؤسسات الإعلامية، وخاصة من خلال المقارنة بين شريط أخبار قنوات “ليبيا روحها الوطن” و”ليبيا 24″ و”الجماهيرية”، وبين مواقع “بوابة إفريقيا الإخبارية” و”المرصد الليبية”، وسيبين مؤشر واضح للأخبار وكيفية توظيفه من مصدر واحد.

وأكد مصدر مطلّع، أن النايض تلقى وعودا بالعودة وتقلد مناصب في الدولة الليبية، والانتقام من قيادات الثوار في مصراتة ومدن الغرب وعلى رأسهم محمود جبريل وعبدالرحمن شلقم وعلي الصلابي وإبراهيم الدباشي وعلي دبيبة وخليفة حفتر وعبدالحفيظ غوقة، وإن استطاعوا لانتقموا من اللواء الراحل عبدالفتاح يونس.

ولن تجد عند رصد هذه المؤسسات الإعلامية أي نقد لعارف النايض ودوره بالثورة، وفي المقابل انتقادا مفرطا لجميع خصوم النايض المفترضين وتخونهم، وبمن فيهم خليفة حفتر الذي يعد حليفا للنايض لم يسلم أيضا من ساهم الانتقاد عبر هذه القنوات.

وتركز قناة “ليبيا 24” وعبر برنامج سهام العدالة وبشكل مستمر على الانتهاكات الحقوقية التي يقوم بها أبناء حفتر وقياداته العسكرية، وفي برنامج أجندة ليبيا يتم التهجم على حفتر بشكل ساخر، وتصف قناتي “ليبيا اليوم” و”الجماهيرية” حفتر بـ”الخائن والعميل للأمريكان والصهيونية”.

وتقوم هذه القنوات أيضا بهجوم ممنهج على رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل، ونائب رئيس المجلس الانتقالي سابقا عبد الحفيظ غوقة السياسي، وممثل ليبيا في الأمم المتحدة في نظام القذافي عبدالرحمن شلقم، وقيادات الإسلام، إضافة إلى رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي ووزراء بحكومة الوفاق الوطني، والسياسي عبدالباسط أقطيط الذين لم يسلموا من سبهم وسخريتهم.

ويستعد سفير ليبيا لدى الإمارات سابق عارف النايض، لأطلاق قناة المرصد الليبية من العاصمة الأردنية، ويسعى إلى شراء إذاعة “راديو FM” في مدن طرابلس وبنغازي وسبها.

كما أنه يقوم بتأسيس عشرات الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في “الفيس بوك” و”توتير” ضمن خطة تعرف إعلاميا “بالذباب الإلكتروني”، وسيكون هدفهم مهاجمة وتشويه أي مجموعة أو حزب أو شخصية منافسة للنايض، ومحاربة مشروع الدستور الذي يمنعه من الترشح، وذلك بالتشويش على التصويت على مشروع قانون الاستفتاء على مشروع الدستور.

ويعد هذا الأمر معروفا للجميع، حتى لموظفي بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا؛ ففي حوار مع أحد الموظفين بالبعثة حول رؤيتهم بشأن الاستفتاء طرح عليّ سؤلا قائلا: “لماذا لا تعمل حملة مضادة لحملة عارف النايض ضد مشروع الدستور؟، أو اقنعوا أعضاء الهيئة لتعديل مشروع الدستور بإسقاط شرط منع مزدوجي الجنسية من تقلد مناصب بالدولة الليبية”، فأجبته قائلا: “إذا تحقق هدف النايض بأجراء انتخابات رئاسية بدون دستور وبإعلان دستوري هش، فلا ريب أن التاريخ سيسجل أن الرئيس المنتخب، والذي سيبقى في الحكم للأبد وإلى أن ينقل إلى المقبرة، وبذلك يكون الدكتاتور الذي جاء بصندوق الانتخابات وبمساعدة المبعوث الأممي”.

انحصار الدعم على هذه القنوات وحرمان العديد من الإعلاميين النشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي، سبب في موجة غضب لدى العديد منهم، وبدأ بعضهم بحملة ضد النايض، ومن أمثال هؤلاء الصحفي محمود حسان المصراتي، رئيس صحيفة الحدث الليبية المتوقفة، منذ سنتين بسبب توقف دعمها من حكومة عبدالله الثني، وهذا ديدن المصراتي لحصوله على الدعم، الذي قام بشن حملة على النايض، وأعتقد أن النايض سيستجيب لهذا الضغط، لأنه لا يتحمل لأي نقد، حتى وإن كان بسيط ما بلك بحملة من خبير تشهير وافتراء مثل محمود المصراتي.

وأثارت أيضا هذه “الياغمة” حفيظة الصحفيين عبدالحكيم معتوق وفتحي بن عيسى والسياسي عزالدين عقيل وغيرهم، ومن المحتمل أن تشهد الساحة الإعلامية في الأيام القادمة تفوقا وعلو كعب لهذه الشبكة الإعلامية وسط تخبط قنوات ومؤسسات إعلامية للتيارات السياسية الأخرى، فالكثرة تغلب الشجاعة والقلة المنظمة تحقق مكاسب أكثر من أغلبية مشتتة، كما هو معروف.

التدوينة شبكة “عارف النايض” الإعلامية.. سخاء بالدولار وأهداف محدده ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “شبكة “عارف النايض” الإعلامية.. سخاء بالدولار وأهداف محدده”

إرسال تعليق