حذرت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية، من خطر التلوث البيئي بسبب انتشار جثث المهاجرين غير الشرعيين على طول السواحل الليبية، وفق ما نشر مكتب الإعلام الأمني بالوزارة في بيان له أمس الأحد.
وأكدت الوزارة، أن ليبيا التي تدفع ثمناً باهظاً، بدأت تعاني من التلوث البيئي بسبب الهجرة غير النظامية، والتي باتت تسبب قلقاً، وذلك بسبب ما تحمله هذه الجماعات المتدفقة من آفات وأمراض، من شأنها أن تعرض الكثير من سكان شمال إفريقيا، لأعراض بيئية سيئة.
وأشارت الوزارة، إلى أن ليبيا من الدول المتضررة من هذه الظاهرة، خاصة وأنها تعتبر بلد عبور لهذه الجماعات، موضحة أنها تعاني الأمرين، بسبب التدفق الهائل للمهاجرين والأمراض التي يحملونها من ناحية، والتلوث البيئي للبحر المتوسط الذي يسلكه هؤلاء المهاجرين قاصدين الشاطئ الشمالي للبحر من ناحية ثانية، حسب تعبيرها.
وقالت الوزارة، إن هذا الطريق يحصد الكثير من الأرواح، مما يسبب تلوث بيئي خطير على الشواطئ الجنوبية للبحر، من بينها شواطئ ليبيا التي تقوم بانتشال عديد الجثث التي تقذفها الأمواج مسببة تلوث غير مسبوق، مؤكدة أن هذه الظاهرة أصبحت تقلق السلطات الليبية، خوفاً من تفشي الأمراض المستعصية والخطيرة، نتيجة للجثث المتحللة.
وجددت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، رفضها لإنشاء مراكز جديدة لتوطين المهاجرين، مؤكدة على عدم المساس بسيادتها الوطنية، وعلى استعدادها للتعاون مع كافة المنظمات والهيئات الدولية ذات العلاقة ودول الاتحاد الأوروبي، للعمل على حماية الحدود الليبية الجنوبية، ومكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر.
وطالبت وزارة الداخلية، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذه الظاهرة، والضغط على دول جوار ليبيا لضبط الحدود، وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين هذه الدول في هذا الشأن، بحسب ما ذكر بيان مكتب الإعلام الأمني بالوزارة.
ونقل البيان، إشادة وشكر وزير الداخلية المفوض عبدالسلام عاشور، لجهود منتسبي جهاز الإسعاف والطوارئ، وجمعية الهلال الأحمر الليبي، وذلك لما يقومون به من أعمال في انتشال الجثث التي تخص المهاجرين غير الشرعيين، إلى جانب كافة الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة، بعد أن أضحت هذه الظاهرة مصدر قلق يهدد الأمن الوطني للبلاد، على حد قوله.
وقد أكد عاشور، خلال اجتماعه بمقر الوزارة بطرابلس، مع وكيل وزارة الداخلية لشؤون الهجرة، وعدد من مدراء الإدارات بالوزارة ، ومدراء الأمن بالمنطقة الغربية، وعمداء المناطق عدة، وجهاز الإسعاف والطوارئ، وجمعية الهلال الأحمر الليبي، على ضرورة طرح وجهات النظر الخاصة في هذا الشأن، وكيفية دور كل جهاز وإدارة، حتى يتم التنسيق فيما بينها، للقيام بالعمل المطلوب، وانتشال الجثث التي انتشرت نتيجة الهجرة.
وتسعى وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني عبر أجهزتها الأمنية، بكل قوة إلى توفير أقصى الإمكانيات والخدمات الإنسانية، وإيجاد الحلول وتقديم الخدمات لكل المهجرين في مراكز الإيواء، وبذل كل الجهود للمحافظة على الاستقرار البيئي، وتعد ليبيا التي يمتد ساحلها على البحر المتوسط بنحو ألفي كيلومتر، دولة عبور وليست هدف في حد ذاته في رحلة زمنية يقوم بها المهاجر من بلاده مروراً بليبيا.
وتستمر حوادث غرق المهاجرين قبالة السواحل الليبية، بين الحين والآخر، فقد أكدت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة، وفاة 2832 مهاجراً العام الماضي خلال محاولتهم الوصول إلى إيطاليا من شمال إفريقيا، مقابل 4581 في عام 2016، بينما أعلنت عن وصول أكثر من 119 ألف من الوصول إلى إيطاليا في العام 2017، مقابل وصول أكثر من 181 ألف في 2016، وفق تقرير المنظمة الذي نشرته بداية العام الجاري.
التدوينة داخلية الوفاق تحذر من تلوث بيئي بسبب انتشار جثث المهاجرين على السواحل الليبية ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.