طرابلس اليوم

السبت، 30 سبتمبر 2017

أميركا تقتفي أثر تنظيم الدولة في صحراء ليبيا

,

الجزيرة نت وديان عبد الوهاب

نفذت طائرات أميركية في الفترة الأخيرة سلسلة من الضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الليبية، مما أثار تساؤلات عن حجم ما بقي من قوة التنظيم بعد طرده من مدينة سرت، وطبيعة الدور الأميركي في محاربته.

ويرى الخبير العسكري عادل عبد الكافي أن أهمية الضربات الجوية الأميركية تكمن في دعمها للقوات المحلية التابعة لحكومة الوفاق الليبية التي تفتقد لسلاح جو حديث قادر على التحليق لساعات فوق المناطق الوعرة ورصد التحركات بكفاءة عالية.

وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) إنها نفذت ضربات دقيقة بالتنسيق مع حكومة الوفاق يوم الثلاثاء الماضي في منطقة تبعد مئة كيلومتر جنوب مدينة سرت، مما أدى لسقوط عدد من القتلى بصفوف تنظيم الدولة.

وأعلنت القوات الأميركية يوم الأحد الماضي أنها شنت ست ضربات جوية ضد معسكر للتنظيم في الصحراء الليبية على مسافة 240 كيلومترا جنوب شرق سرت، أدت إلى مقتل 17 مسلحا وتدمير ثلاث مركبات.

مواقع التنظيم

وقال المتحدث باسم وزارة دفاع حكومة الوفاق العميد محمد الغصري إن عناصر تنظيم الدولة يوجدون الآن في منطقة النوفلية الواقعة على بعد تسعين كيلومترا شرق سرت، ويتجولون أحيانا في مناطق الوسط بالقرب من منطقة ودّان وفي وادي اللود ووادي بيّ.

وذكر الغصري لمراسل الجزيرة أن قوات عملية البنيان المرصوص رصدت تحركات لعناصر التنظيم جنوب شرق مدينة بني وليد بمنطقة قرزة الواقعة على بعد ستين كيلومترا عن بوابة السدادة بمحيط مدينة سرت.

وأوضح المتحدث أن خلايا التنظيم تتحرك ضمن مجموعات، وتقيم نقاط تفتيش وتستوقف المواطنين ثم تنسحب لتختفي في الصحراء، كما أشار إلى ورود معلومات عن وجود خلايا نائمة بمدن عدة أبرزها مصراتة وطرابلس والخمس وزليتن.

ورأى الغصري أن ذلك يرجع إلى الصراع السياسي الحاصل في البلاد وعدم قدرة المؤسسة العسكرية على السيطرة على تحركات التنظيم.

دعم عسكري

ويطالب الخبير العسكري عادل عبد الكافي بتقديم مزيد من الدعم لقوات الاستطلاع البرية التابعة لحكومة الوفاق حتى تتمكن من مواجهة عناصر التنظيم، الذي وسّع رقعة وجوده بالمناطق الواقعة تحت سيطرة ما تعرف بعملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، فضلا عن وجود خطوط دعم لوجستي وتعاون بين الطرفين، حسب قوله.

ويعتقد عبد الكافي أن خطورة وجود تنظيم الدولة في ليبيا لا تهدد الوضع الأمني فقط، بل تنعكس على المشهد السياسي أيضا، فالتنظيم يتحرك بالتزامن مع أي تغيير أو حراك سياسي، حسب رأيه.

انقسام سياسي

ويرى المحلل السياسي محمود إسماعيل أنه ما لم ينته الانقسام السياسي “الذي سيقطع الطريق على مشروع حفتر العسكري ومطامعه في السلطة والسيطرة على البلاد”، فإن الحديث عن القضاء على تنظيم الدولة غير واقعي.

ويقول إسماعيل إن انتهاء المعارك في سرت لا يعنى انتهاء كافة جيوب التنظيم في ليبيا، بل يزيد من نشاط الخلايا النائمة التي تعيد تجميع ذاتها في ظل عدم اعتماد المجلس الرئاسي للخطة التي قدمتها غرفة عمليات البنيان المرصوص الخاصة بمحاربة التنظيم إثر طرده من سرت.

ويضيف المحلل أن عناصر التنظيم يحسنون عمليات الكر والفر في رقعة جغرافية شاسعة ووعرة، ولذلك فالضربات الجوية التي تنفذها أفريكوم نتائجها محدودة جدا، في رأيه.

ويتخوف إسماعيل من تكرار سيناريو أفغانستان والعراق في ليبيا نتيجة تحرك عناصر التنظيم بالمناطق المحاذية لمنابع النفط بالبلاد وخطوط نقله إلى موانئ التصدير.

وتقول أفريكوم إنها “ملتزمة بمواصلة الضغط على شبكات الإرهاب ومنعها من إقامة ملاذ آمن بالمناطق غير الخاضعة لرقابة الحكومة وتجنيد مقاتلين أجانب وتسهيل حركتهم وتحويل الأموال لدعم عملياتهم”.

التدوينة أميركا تقتفي أثر تنظيم الدولة في صحراء ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “أميركا تقتفي أثر تنظيم الدولة في صحراء ليبيا”

إرسال تعليق