طرابلس اليوم

الاثنين، 25 سبتمبر 2017

هل يؤثر الأمن على الطاقة الكهربائية في ليبيا

,

يعاني الموطن الليبي منذ ما يزيد عن ستة أعوام، من عبء طرح الأحمال الكهربائية، الذي أثر على جميع جوانب الحياة، حيث تصل ساعات طرح الأحمال إلى 8 ساعات يوميا، نتيجة عجز في الإنتاج.

واتفقت شركة العامة للكهرباء قبل ثورة السابع عشر من فبراير، مع عدة شركات أجنية، لإنشاء محطات كهربائية لتغطي العجز الحاصل في الإنتاج، من بينها محطة أوباري، ومحطة الزويتينة ومشروع محطة خليج سرت الذي اكتملت منه المرحلة الأولى فقط .

ووصلت ساعات طرح الأحمال قبل الثورة إلى ساعتين أو ثلاث في بعض الأحيان لكنها لم تكن بنفس الوتيرة بعد الثورة، مما يطرح الكثير من التساؤلات عن السبب الحقيقي في أزمة الكهرباء بليبيا.

الاشتباكات المسلحة

عانت شركة الكهرباء أثناء الثورة وبعدها من أضرار لحقت بمنشآت ومحطات تابعة لها، جراء وقوعها بمناطق الاشتباكات، أثرت تأثيرا مباشرا في عمل الشركة، وسببت في مرات عديدة إظلاما تاما للشبكة في مختلف مناطق ليبيا.

وتأثرت محطة خليج سرت على سبيل المثال لا الحصر إحدى المنشآت الحيوية، بوقوعها بمناطق الاشتباكات، حيث أكد مسؤول بالشركة العامة للكهرباء، منتصف يونيو عام 2015، توقُّف توليد الكهرباء بمحطة خليج سرت البخارية بعد أن سيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة.

وقالت مصادر مسؤولة بالمحطة إن توقف الإنتاج بمحطة سرت البخارية لتوليد الكهرباء سيؤثر على خطوط نقل التيار الكهربائي للمناطق الواقعة في الوسط الليبي والمناطق الغربية.

وأضاف أن الشبكة العامة للكهرباء مترابطة فيما بينها من شرق ليبيا إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، مؤكداً أن توقف توليد الكهرباء بأي محطة لتوليد الكهرباء يكون تأثيره على كل المناطق الليبية لا على المنطقة التي توجد بها المحطة فقط وفق قوله.

السرقة والتخريب

وتعرضت أبراج ومحطات تابعة للشركة إلى عمليات سرقة وعبث وتخريب بعدة مناطق ليبية، بحسب ما أعلنت الشركة في مرات عديدة، حيث راجت تجارة كوابل النحاس خاصة بتهريبها خارج البلاد.

ففي أواخر أكتوبر من العام الماضي، أعلنت الشركة العامة للكهرباء في المنطقة الجنوبية، خسارة الشركة نحو 49 مليون دينار؛ بسبب سرقة وتخريب الكبلات في أبراج الكهرباء، بخط ربط الجهد العالي الـ400، الذي يربط محطة سبها بمحطة النهر الصناعي.

وقال مدير مكتب الإعلام بالشركة في المنطقة الجنوبية آدم المبروك في تصريح صحفي: إن التخريب شمل 163 برجا، وأكثر من 242 كيلو متر من الكبلات الكهربائية في هذا الخط الجديد، والذي تعوّل عليه الشركة لتحسين الطاقة الكهربائية في الجنوب الليبي، موضحا أنه لم يحتسب خسائر سرقة محطة الأريل الكهربائية التي فاقت المليون دينار من ضمن الخسائر السابقة.

ودعا المكتب الإعلامي لشركة الكهرباء بالمنطقة الجنوبية أكثر من مرة البلديات والأجهزة الأمنية إلى إنشاء قوة لحماية جميع منشآت الشركة في مناطق شمال وادي الشاطئ وجنوب منطقة الشويرف، التي تتكرر فيها الاعتداءات، حسب المبروك.

هجرة الكوادر الأجنبية

وتعتمد الشركة العامة للكهرباء على الكوادر الأجنبية في بعض عمليات الصيانة المهمة والدورية، بالإضافة لتعاقدها مع شركات أجنبية في إنشاء عدة محطات إنتاج  في البلاد.

وبعد الانفلات الأمني واندلاع الاشتباكات المسلحة في عدة مناطق في ليبيا، توقفت الشركات عن العمل، بالإضافة إلى الصعوبة التي واجهت فرق الصيانة في ظل قلة الإمكانيات وضعف التدريب.

وبدأ العمل في مشروع إنشاء محطة الزويتينة عام 2010 بهدف توليد 250 ميغاوات من الكهرباء من خلال وحدتي توليد وأنجز ما نسبته 70 بالمائة ، إلا أنه توقف العمل عقب اندلاع الثورة.

بينما في يناير من عام 2014، توقفت أعمال تنفيذ المحطة الغازية لتوليد الكهرباء في أوباري، والتي تولد 650 ميغا وات، بعد الاضطرابات الأمنية التي شهدتها مدينة سبها جراء اندلاع اشتباكات ذات طابع قبلي بين قبيلتي أولاد سليمان،والتبو في سبها، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

جهود

وبذلت الشركة جهدا أكبر في التواصل مع الشركات الأجنبية من أجل إقناعها بالعودة للعمل واستكمال المشاريع المتعثرة، ففي أوائل مايو الماضي، وصل مدينة أوباري جنوبي ليبيا، 160 مهندسا وفنيا تابعين لشركة (اينكا تكنيك) التركية لاستكمال الأعمال المتبقية من مشروع محطة أوباري الغازية الذي توقف العمل به منذ سنتين بسبب توتر الوضع الأمني في البلاد.

وبحسب عضو إدارة الشركة العامة للكهرباء غيث علي، فإن “الجدول الزمني للأعمال يسير على حسب الخطة المتفق عليها مع الشركة المنفذة التركية”.

وفي السياق ذاته،اتفقت أواخر أغسطس الماضي، إدارة الشركة مع شركة “داوو” الكورية الجنوبية، على استكمال الأعمال المتوقفة والمتعاقد عليها سابقا بمحطة الزويتينة، خلال اجتماع لها مع ممثلين عن الشركة.

ترشيد الاستهلاك

وحاولت الشركة العامة للكهرباء المدة الماضية، حل الأزمة في عجز الإنتاج بشتى الوسائل، فاستخدمت في سبيل ذلك حملات إعلامية لترشيد الإستهلاك، مطالبة المواطنين من خلالها بتغيير أنواع المصابيح للاقتصادية والتي تستهلك طاقة أقل من الأنواع الأخرى، وإيقاف تشغيل السخانات من أجل المحافظة على الشبكة.

إلا ان هذه الدعوات لم تؤخذ بالحسبان ولم تلق رواجا كبير بين المواطنين، بينما يرى مراقبون أن أسعار الكهرباء الزهيدة هي السبب الرئيسي في استهلاك الكهرباء بصورة كبيرة في ليبيا، لافتين إلى أن الاستهلاك سينخفض بشكل كبير في حالة ارتفاع سعرالكهرباء كما يحدث في الدولة المجاورة.

ورغم المحاولات التي قامت بها الشركة العامة للكهرباء، وجهات مسؤولة في البلاد إلا أن أزمة العجز في إنتاج الكهرباء لازلت قائمة، لارتباطها الوثيق بالوضع الأمني في البلاد والذي أثر سلبا على عمل الحكومات المتعاقبة والمؤسسات التابعة لها.

التدوينة هل يؤثر الأمن على الطاقة الكهربائية في ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “هل يؤثر الأمن على الطاقة الكهربائية في ليبيا”

إرسال تعليق