طرابلس اليوم

الأحد، 24 سبتمبر 2017

الشرق الأوسط: عمر حميدان يشكك في إمكانية نجاح خارطة غسان سلامة

,

شكك عضو المؤتمر الوطني العام عمر حميدان والناطق الرسمي باسمه، في إمكانية نجاح “خطة العمل الجديدة من أجل ليبيا” التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة، لحل الأزمة السياسية في ليبيا المستمر منذ قرابة ثلاثة أعوام.

ورأى حميدان في تصريحه لجريدة الشرق الأوسط، أن خطة سلامة تتجاهل الواقع الحالي المتدهور ولا تراعيه، وإن هذه الجماعات والأجسام الحالية لا تستطيع أن تنتج مشروعا وطنيا مثل الذي يتحدث عنه سلامة، منوها إلى تشظي المؤسسات وهيمنة كل جماعة سياسية ومحلية على بعض المؤسسات، واختطافها لعرض قوتها وإظهار نفسها كجسم وشريك سياسي، وفق قوله.

وقال حميدان – الذي كان يتحدث من المغرب حيث يقوم بزيارة غير معلنة – “أعتقد أن كل ذلك ضرب من العبث… ولعل هذا يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة تماما عن حل الأزمة الليبية، وذلك بسبب التوازنات التي تحكم مجلس الأمن الدولي، وبالتالي فهو معطل تماما في الملف الليبي، وربما الأفضل هو سحب البعثة الأممية الخاصة من ليبيا، أو أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته فيها”.

وتحدث حميدان عن الحلول الممكنة للأزمة الليبية، موضحا: “ما نراه هو أن أقرب الطرق الممكنة هو الإعلان عن الاستفتاء على الدستور، وانتخاب البرلمان ورئيس الدولة، وأن يصدر هذا الأمر من السلطة التي اعترف بها مجلس الأمن، وهي المجلس الرئاسي ويعلن موعدا لذلك، ثم يدعم مجلس الأمن هذا الموقف على أن تهيئ بعثة الأمم المتحدة لإجراء الاستفتاء، ويتم تعبئة الشارع وإعلاء خطاب وطني بضرورة الاستفتاء والانتخابات، هذا هو الموقف الذي كان سيقبل من الأمم المتحدة،.. أما ما قدمه سلامة فهو مد لأمد المعاناة، والدخول في نفق مظلم غير مأمون”، على حد تعبيره.

وأكد عمر حميدان، أن المؤتمر الوطني لا يزال طرفا في العملية السياسية بحكم وجوده وقوته على الأرض، وهذا واقع ينبغي الاعتراف به، رغم إنكار المجلس الرئاسي برئاسة فائز السراج وحزب العدالة والبناء لهذا الواقع، كونه يضعف من حجمهم الذي يدعونه، ويقلل من نصيبهم من الكعكة، حسب وصفه.

وفي سياق حديثه عن وجود المؤتمر الوطني من عدمه حاليا على الساحة السياسية، قال حميدان: “حالنا تماما مثل حال الجماعة الأخرى”، في إشارة إلى حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج التي تحظى بدعم من بعثة الأمم المتحدة، وتساءل: هل هناك من جهة أو أحد في هذا الوقت يمارس عمله أو يقدم شيئا؟.. وأجاب عن نفسه “الكل متقوقع”، وفق ما نقلت جريدة الشرق الأوسط.

وأوضح عضو المؤتمر الوطني العام والناطق الرسمي باسمه، أن المؤتمر ما زال صاحب الشرعية، وما زال لديه أتباع؛ ولكنه أبعد عن المشهد ومنع من ممارسة مهامه وصلاحياته من قبل الذين استحوذوا على السلطة، لكنه يملك بما تأتى له من شرعية أن يمنحها أو يفوض بها من شاء، على حد قوله.

وبخصوص حراك 25 سبتمبر المثير للجدل، الذي يطرحه المرشح السابق لرئاسة الوزراء عبد الباسط أقطيط، قال حميدان: “نحن نراقب الآن، وهذا أمر لا نرى فيه بأسا، ونحن نرى في الآلية التي اعتمدها الآن أكثر ديمقراطية من غيره، فالمجلس الرئاسي لحكومة السراج جمد الدستور، وجند الميليشيات واقتحم المؤسسات والإدارات، وهو يباشر الآن بلا شرعية ولا أداء يمين، بينما أقطيط يطرح مشروعه بشكل ديمقراطي”.

وأكد عمر حميدان أن الأزمة في ليبيا لن تنتهي، لافتا إلى أن مجلس الأمن معطل بخصوص ليبيا، والجماعات الداخلية ليس من بينها من يملك مشروعا وطنيا، معتبرا أن كل المشاريع المطروحة والتي ستطرح مشاريع سياسية مفصلة لخدمة أصحابها لوصولهم أو بقائهم في السلطة، وكل هذه الجماعات لها ولاءاتها الخارجية ولا مجموعة تثق في الأخرى، بحسب ما ذكر لجريدة الشرق الأوسط.

وتتضمن المرحلة الأولى من خطة العمل التي أعلنها سلامة، تعديل الاتفاق السياسي الليبي، موضحا أنه سيعقد اجتماعا خلال الأسبوع المقبل – وفقا للمادة (12) من الاتفاق السياسي – في مكاتب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للجنة صياغة، لوضع هذه التعديلات، بحسب ما نشرت البعثة الأممية على صفحتها في “فيسبوك”.

وكان غسان سلامة، قد أعلن عن خارطة طريق لحل الأزمة في البلاد يوم الأربعاء الماضي، خلال انعقاد جلسة للأمم المتحدة حول ليبيا في نيويورك برئاسة الأمين العام أنطونيو غوتيريس، وتتكون هذه الخطة من ثلاث مراحل.

وتشمل المرحلة الثانية من الخطة عقد مؤتمر وطني تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة يهدف إلى فتح الباب أمام أولئك الذين جرى استبعادهم، وأولئك الذين همشوا أنفسهم، وتلك الأطراف التي تحجم عن الانضمام إلى العملية السياسية، ويجمع المؤتمر أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة وغيرهم كثير ممن تمثيلهم ضعيف أو غير ممثلين على الإطلاق في هاتين الهيئتين، وسيجري خلاله تحديد واختيار أعضاء المؤسسات التنفيذية التي أعيد تشكيلها في البلاد على أساس توافقي، وبعده، يتعين على مجلس النواب وهيئة صياغة مشروع الدستور العمل بصورة متوازية.

فيما تنص المرحلة الأخيرة من “خطة العمل من أجل ليبيا” التي طرحها غسان سلامة، على أنه “في غضون سنة من الآن، يجب الوصول إلى المراحل النهائية للعملية، ويشمل ذلك إجراء استفتاء لاعتماد الدستور، يلي ذلك وفي إطار الدستور، انتخاب رئيس وبرلمان، ويكون ذلك نهاية المرحلة الانتقالية”.

 

التدوينة الشرق الأوسط: عمر حميدان يشكك في إمكانية نجاح خارطة غسان سلامة ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “الشرق الأوسط: عمر حميدان يشكك في إمكانية نجاح خارطة غسان سلامة”

إرسال تعليق