طرابلس اليوم

السبت، 23 سبتمبر 2017

سلامة: الهوية الوطنية غائبة في ليبيا ولا يوجد أحد يتكلم باسم الوطن أو يفكر فيه

,

رأى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة، أن الهوية الوطنية شبه غائبة في ليبيا، ولا يوجد أحد يتكلم باسم الوطن تقريباً، على حد قوله.

وأوضح سلامة في مقابلة له مع جريدة “الحياة”، أنه زار مدناً ليبية عدة والتقى كل شرائح المجتمع وكلٌّ يتحدث باسم مدينته أو قبيلته أو منطقته، ويسعى كل الفرقاء لنيل حصة من عائدات النفط، والمؤسسات السياسية، مؤكدا أنه يصعب حالياً العثور بين السياسيين على مَن يفكر بالوطن الليبي الجامع.

وقال سلامة: “ما نشهده في ليبيا ليس انقسام البلاد إلى منطقتين أو عدة مناطق بل عملية تشظي إلى عشرات الشظايا المحلية، وأن هناك خلافات أو مساومات أو تفاهمات محلية، لذلك ما يغلب حالياً على السياسة والأمن في ليبيا هو الطابع المحلي، وانعدام الخطاب الوطني”.

وأشار سلامة إلى أن التفكك في ليبيا يؤدي إلى زيادة التدخلات الخارجية، إما بهدف دعم فريق محلي، أو بهدف القضاء على التنظيمات “الإرهابية” مثل تنظيم الدولة والقاعدة، أو بهدف وقف تدفق المهاجرين عبر البلاد، وفق ما ذكر خلال مقابلته مع الجريدة.

وشدد المبعوث الأممي إلى ليبيا، على ضرورة عودة الدولة، لأن الحلول المطبقة حالياً من قبل الدول المتدخِلة كلها قصيرة المدى “كحبات الأسبيرين”، حسب وصفه، مؤكدا أن الحل الوحيد يكمن في إعادة قيام سلطة موحدة شرعية مقبولة من الجميع تقدم الخدمات لليبيين، حسب تعبيره.

وأضاف غسان سلامة، أنه منذ وصوله إلى ليبيا في الخامس من أغسطس الماضي، قرر أن أولى مهماته هي الاستماع إلى أكبر عدد من الليبيين، فذهب إلى كل مكان تيسر له أن يتوجه إليه، وتكونت لديه تدريجياً أفكار عما يريده الليبيون، وفق قوله.

وتابع سلامة قائلا: “إذا كان هناك غضب شعبي واسع في ليبيا فسببه أن السياسيين الذين كُلفوا بإدارة شؤون البلاد لا يقدموا ما عليهم تقديمه من خدمات للناس، من اقتصاد وخدمات اجتماعية وتربوية”.

أما على الصعيد الأمني، فلحظ سلامة اختلاف الأوضاع بين منطقة وأخرى، مبينا “أنه في المنطقة الشرقية هناك إلى حد كبير ما يمكن تسميته بالأمن المفروض بوجود قوة مسلحة بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لا سيما بعد انتصارها على الحركات المتطرفة في بنغازي”.

ورأى غسان سلامة، أن في غرب البلاد فيسود في بعض الأماكن، ما يمكن تسميته بالأمن المتفاوض عليه، “أي سياسيون ورجال أعمال يتفاوضون مع مجموعات مسلحة لكي لا تتقاتل في ما بينها وتحافظ على قدر معيّن من الأمن”، مبينا أنه يسود في الغرب نوع من الأمن “الهش المؤمَّن” من خلال التفاوض الدائم شبه اليومي مع المجموعات المسلحة، حسب قوله.

ونوه سلامة، إلى أن هناك نواة لحرس جمهوري ونواة جيش في الغرب، كما هناك جيش في الشرق ونواة لإعادة إحياء حرس الشواطئ وحرس حدود، موضحا في الوقت ذاته أنها مازالت غير كافية.

وعن الأوضاع الأمنية في المنطقة الجنوبية في ليبيا، أكد المبعوث الأممي، أن الأمن في جنوب البلاد غير موجود تقريباً، وأن الحدود غير مؤمّنة، مما يسمح بنمو عمليات الهجرة وتجارة البشر، منوها إلى أن الوضع الأمني في البلاد ليس على ما يرام.

وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة، قد زار منذ تسلمه مهامه في البلاد في بداية أغسطس الماضي، مدن طرابلس ومصراتة وبنغازي وطبرق، والتقى خلال هذه الزيارات العديد من الشخصيات والمسؤولين.

 

التدوينة سلامة: الهوية الوطنية غائبة في ليبيا ولا يوجد أحد يتكلم باسم الوطن أو يفكر فيه ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “سلامة: الهوية الوطنية غائبة في ليبيا ولا يوجد أحد يتكلم باسم الوطن أو يفكر فيه”

إرسال تعليق