طرابلس اليوم

الخميس، 12 يوليو 2018

هل تخطط روسيا لتوسيع قاعدتها العسكرية في ليبيا؟

,

الكاتب: بيل غيرتز / صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية

 تراقب وكالات الاستخبارات الأمريكية عن كثب الأنشطة العسكرية الروسية في ليبيا، بحثا عن مؤشرات تدل على إمكانية بناء موسكو لقاعدة عسكرية في هذه الدولة التي تعاني من الانقسامات.

تشير التقارير الاستخباراتية إلى أن روسيا تخطط لتوسيع قواعدها العسكرية في طرطوس وحميميم لتبلغ ليبيا. ويعتبر الانتقال الروسي المحتمل إلى ليبيا أحدث إخفاقات سياسات الرئيس أوباما، التي دعمت المتمردين الإسلاميين الذين أطاحوا بالرجل الليبي القوي معمر القذافي وقتلوه سنة 2011. ولعل ذلك ما أكده أوباما بنفسه، حيث قال إن الفشل في الاستعداد لما بعد الإطاحة بنظام القذافي كان أسوأ خطأ في إدارته. كما تعرضت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للانتقادات لأنها فشلت في توفير الأمن للأمريكيين الذين تعرضوا للهجوم والقتل في بنغازي بعد سقوط القذافي.

يسعى اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي الذي يسيطر على شرق ليبيا، إلى تعزيز الوجود العسكري الروسي في البلاد. وتنشط القوات العسكرية الخاصة الروسية في شرق ليبيا منذ آذار/ مارس من سنة 2017، بما في ذلك مجموعة “آر إس بي” التي قامت بنشر العشرات من المرتزقة المسلحين للقتال إلى جانب ميليشيات حفتر.

ومؤخرا، ذكرت تقارير إخبارية واردة من ليبيا أن المرتزقة التابعين لمجموعة “آر إس بي” يشاركون في أعمال عسكرية متقدمة، ويستكشفون مواقع ملائمة للقاعدة العسكرية الروسية في طبرق أو بنغازي. بالإضافة إلى “آر إس بي”، تنشط مجموعة “فاغنر” من المرتزقة الروس سيئة الصيت في شرق ليبيا، حيث يقال إنها تعمل على توفير الأسلحة الروسية للجنرال حفتر، كما تساعده على إنشاء شبكة استخباراتية.

لقد دعمت ليبيا في عهد القذافي الإرهاب الدولي، بما في ذلك تفجير الرحلة الجوية بان أم 103 سنة 1988 فوق لوكيربي في إسكتلندا، الذي أسفر عن مقتل 259 شخصًا. وخلال سنة 2003، بعد الغزو الأمريكي للعراق، قرر القذافي التعاون مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من خلال التخلي عن برنامجه للأسلحة النووية مقابل توطيد العلاقات التجارية والدبلوماسية مع الغرب.

سقط نظام القذافي سنة 2011 نتيجة سياسات إدارة أوباما، التي عارضت حكومة القذافي ودعمت المتمردين الإسلاميين، ومن ثم تحولت البلاد إلى “دولة فاشلة”. ومنذ سنة 2014، تم تقسيم البلاد بين مجلسين هما مجلس النواب الذي يتخذ من طبرق مقرا له، والمؤتمر الوطني العام الذي يتمركز في طرابلس. ولا تزال بعض المناطق في البلاد التي تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط تحت سيطرة العديد من الميليشيات الإسلامية.

في مقابلة مع قناة العربية بتاريخ 27 حزيران/ يونيو، أفاد رئيس الحكومة الليبية في طبرق، رئيس الوزراء عبد الله الثني، بأن الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا “أعداء الشعب الليبي”، لأنهم دعموا القوى التي تروج للإسلام السياسي. ويقول المراقبون إنه على الولايات المتحدة أن تدعم الجنرال حفتر لمنع روسيا من السيطرة على ليبيا.

الحرب السياسية الصينية

وفق إحدى الدراسات البحثية، انخرطت الصين في عهد الرئيس شي جين بينغ في حرب سياسية ضد الولايات المتحدة. وحسب ما ورد في تقرير عن الإكراه السياسي الذي أعده مركز التقييمات الإستراتيجية وتقييمات الميزانية، فإنه في ظل شي، الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، تركزت السلطة في يده وتم إنشاء هياكل جديدة للقيام بعمليات الحرب السياسية.

اقتبس التقرير عن أحد أقرب حلفاء شي السياسيين، وهو نائب الرئيس وانغ كيشان، قوله إن الزعيم الصيني لديه رسالة واحدة التي تتمثل في “ضمان الدور القيادي للحزب الشيوعي في جميع جوانب الحياة، الحزب والحكومة والجيش والمجتمع والتعليم، وفي الشمال والجنوب والشرق والغرب؛ فالحزب يقود كل شيء”. ونتيجة لذلك، يحكم الصين اليوم دكتاتور شيوعي يتمتع بسلطة غير عادية، تعززت من خلال تكريس إيديولوجيته السياسية في الدستور. كما ينظر اليوم إلى أن فكرة تطور الصين إلى نظام أكثر ديمقراطية أمر بعيد المنال.

كما ورد في هذا التقرير “أنه بينما يوجه شي جين بينغ عمليات الحرب السياسية ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها، فإن المقاومة لا تكاد تذكر داخل الحزب أو في أي جهة أخرى في الصين”. وتهدف الحرب السياسية الصينية ضد الولايات المتحدة إلى التأثير على الصينيين المغتربين لقبول سياسات بكين وعزلهم عما تعتبره السلطة “التأثير الفاسد للديمقراطيات الغربية”.

يعتبر كبار قادة الولايات المتحدة، في السياسة والحكومة والإعلام والأعمال التجارية والمؤسسات التعليمية وهياكل تفعيل القانون والدفاع، أهدافا رئيسية لجهود الحرب السياسية في الصين. كما ينخرط الصينيون في عمليات تسعى إلى تشكيل سياسات الولايات المتحدة من خلال التأثير على الحكومة ووسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية وغيرها من المنظمات؛ من أجل تقبل وجهة نظر بكين العالمية ودعمها.

كما أشار التقرير إلى أنه “من بين المواضيع النموذجية، صعود الصين وتمكنها من السيطرة على منطقة المحيط الهادي الهندي وتجاهلها للولايات المتحدة، مما يعني أنه من الصعب على السكان المحليين المقاومة. ومن خلال جميع عمليات الحرب السياسية، تسعى الوكالات الصينية إلى نشر رواية إيديولوجية ماركسية لينينية”.

شملت العمليات الحربية السياسية الرئيسية تعبئة الصينيين المغتربين لمعارضة وجهات النظر المناهضة لبكين، وتمويل الجماعات والمؤسسات الصينية المؤيدة للصين بمئات الملايين من الدولارات، فضلا عن توفير الأموال للمسؤولين الأجانب وغيرهم من الأشخاص ذوي النفوذ الذين يستطيعون دعم سياسات بكين. ومن بين الجهود الرئيسية الأخرى، تنظيم عمليات إعلامية واسعة النطاق لاكتساب تأثير داخل المنظمات الإعلامية الغربية.

يقوم الصينيون بعمليات تجارية واستثمارية قسرية مصممة للتأثير على سياسات الولايات المتحدة. وترمي العمليات الحربية السياسية الصينية الأخرى إلى تطبيق القانون الشيوعي الصيني داخل الولايات المتحدة، فضلا عن اختراق معاهد البحوث لسرقة أحدث التقنيات وتنفيذ العمليات الإلكترونية المتطورة.

وقد خلص التقرير إلى أن “عمليات الحرب السياسية التي تشنها الصين منظمة بإحكام ويقع تنسيقها من قبل الحزب الشيوعي الصيني في بكين”. ومن جهة أخرى، سعت الصين إلى الوصول إلى خطط شركة أبل العملاقة السرية الخاصة بالسيارات ذاتية القيادة، وذلك وفقاً لشكوى جنائية فيدرالية. وقد اعتقل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي مهندس أجهزة أبل الذي تم فصله، شياو تشانغ، بينما كان يحاول الصعود إلى طائرة ركاب متجهة نحو الصين في السابع من يوليو/ تموز في سان خوسيه، كاليفورنيا. وقد اتُهم بالتجسس الاقتصادي وسرقة أسرار أبل التجارية.

ورد في شكوى مكتب التحقيقات الفيدرالي، التي تم الكشف عنها يوم الاثنين، أنه خلال إجازة الأبوة في شهر نيسان/ أبريل، قام السيد تشانغ بتنزيل عدد من البيانات السرية التابعة لشركة أبل المتعلقة بتطوير المركبات ذاتية القيادة، وأعلن بعد فترة قصيرة أنه سيستقيل بعد سنتين من العمل في شركة كاليفورنيا. وقد عمل المهندس على تصميم واختبار لوحات الدوائر وتحليل بيانات المستشعرات لمشروع سيارة أبل.

أثناء الإجازة التي امتدت من غرة نيسان/ أبريل إلى 28  من الشهر ذاته، سافر السيد تشانغ إلى الصين. وعند عودته، صرح للمشرف عنه في شركة أبل أنه كان في الصين وسيعمل في شركة صينية لصناعة السيارات المستقلة. وقد شملت المعلومات التي قام بتنزيلها مخططات هندسية وتقارير فنية، يعتقد المحققون أنه زود بها شركة “شياو بنغ موتورز” الصينية ومقرها قوانغتشو، المتخصصة في تطوير سيارة كهربائية مستقلة. لذلك، شك مسؤولو الأمن في شركة أبل في أن السيد تشانغ قد سرق أسرارا تجارية من مشروع الشركة وقاموا باستدعاء مكتب التحقيقات الفيدرالي.

خلال التحقيقات، اعترف السيد تشانغ بأخذ ملفات أبل وتخزينها في الكمبيوتر المحمول الخاص بزوجته. وأثناء عملية المراقبة، علم مكتب التحقيقات الفيدرالي أن السيد تشانغ قد اشترى تذكرة طيران إلى بكين، فألقى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض عليه بعد أن مر عبر الأمن في مطار سان خوسيه الدولي.

التدوينة هل تخطط روسيا لتوسيع قاعدتها العسكرية في ليبيا؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “هل تخطط روسيا لتوسيع قاعدتها العسكرية في ليبيا؟”

إرسال تعليق