طرابلس اليوم

الاثنين، 18 سبتمبر 2017

جنود لتأمين البعثة لا قوة حفظ السلام

,

عبد القادر الاجطل/ كاتب وصحفي ليبي

وصول 200 عنصر تابعين لقوات الأمم المتحدة إلى طرابلس يوم 27 من سبتمبر الجاري سيكون إيذانا بعودة فعلية لوفد البعثة التابعة للأمم المتحدة إلى ليبيا

الجنود القادمون يحملون الجنسية النيبالية بحسب مصادر مطلعة ويصطحبون معهم خمسة كلاب لها مهام محددة في حماية وتأمين المقرات الأممية في طرابلس

من جهتها أكدت الناطق باسم البعثة سوسن غوشة أن الجنود القادمين هم موظفون لهم مهمة تتعلق فقط بتأمين المقر والشخصيات التابعة للبعثة ولا علاقة لهم بأمن العاصمة طرابلس ولا بما يدور فيها مشيرة إلى أن استجلاب عناصر أمنية هو إجراء روتيني معمول به في كل الدول التي فيها بعثات للأمم المتحدة لافتة إلى أن دخول قوات حفظ سلام لبلد من البلدان لا بد له من قرار من مجلس الأمن وهو ما لا يتعلق بمهمة البعثة في ليبيا ذات الطابع السياسي ولا يدخل ضمن ولايتها التي حددها مجلس الأمن الدولي في القرار 2009 لسنة 2000 م

مهمة هذه القوة الصغيرة القادمة إلى طرابلس ليست الأولى من نوعها فقد زرت مع صديق لي خبير في تقنية المعلومات -في مهمة فنية ليس لها علاقة بالبعثة التي تشغل المكان- موقعا دوليا قبل عدة سنوات وتفاجأت بالإجراءات الأمنية المشددة وغير الاعتيادية التي تحيط بالمبنى الفخم الرابض في إحدى ضواحي مدينة طرابلس في ذلك الوقت

المكان كان مراقبا تماما بالكاميرات ومطوقا بالعبوات الرملية التي وضعت في مكعبات من الشبكات المعدنية التي يصل ارتفاعها إلى المترين وعرضها يقارب المتر ورصت وراء بعضها بطريقة تجعل اختراقها ضرب من المحال، المبنى كانت له مداخل محدودة محروسة بعناية والدخول إليه فقط كان عبر باب واحد يقف أمامه الذي يريد الدخول ليُفحص بالكاميرات ثم يُعطى الإذن بالدخول ويستلم رجال الأمن تعريفه الشخصي وينتظر حتى يُمنح الإذن بالدخول ويحضر شخص من الداخل لاصطحابه إلى داخل المبنى

رجال الأمن المحليون العاملون في الحراسة لهم مهمة محددة ومحدودة في تأمين المقر إذ أن الدور الأهم هو لمرافقي البعثة الدولية من رجال الأمن المحترفين الذين يمتازون بالبنية البدنية الرياضية والعضلات المفتولة ويحملون الأسلحة الشخصية الحديثة وينتشرون في المكان بطريقة كثيفة ومنظمة لا تلفت الانتباه بينما تُتابع الكاميرات كل ما يدور على مدار الساعة

تأمين مقر بعثة الأمم المتحدة الذي ستعود إليه قريبا والمقرات المخصصة للهيئات الأممية التابعة للأمم المتحدة التي أعلن غسان سلامة عن قرب عودتها إلى ليبيا هو التحدي الأول الذي سيواجه سلامة في تحقيق وعوده بالعودة التدريجية إلى طرابلس التي أطلقها في مستهل أول زيارة له إلى ليبيا في الخامس من أغسطس الماضي بعد تسلمه مهام منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كما سيواجه نفس التحدي هذه القوة من جنود حفظ السلام في تيسير عمل البعثة وحماية كل الدبلوماسيين الأمميين في عملهم من داخل طرابلس وليس من تونس التي ألجأتهم إليها الضرورة مرارا نتيجة توتر الأوضاع الأمنية منذ عام 2014

المهمة لا تبدو سهلة في ظل استمرار الضبابية في أوضاع العاصمة وتكرر الاختراقات والاشتباكات بين الفينة والأخرى في أنحاء متفرقة منها كما أن استهداف موكب البعثة لدى مروره بالمدخل الغربي لمدينة الزاوية في 28 من يونيو الماضي أثناء عودتهم من مدينة صرمان حيث كانوا في زيارة لأحد مراكز إيواء المهاجرين غير الشرعيين بها ترك أثرا في نفوس موظفي البعثة الذين عايشوا الحادثة وزملائهم الآخرين ليس من السهل تجاوزه

ولكن تبقى مهمة البعثة في ليبيا وفعالية دورها في تنسيق الجهود الدولية لحلحلة الأزمة وحشد الدعم للحلول السياسية الناجعة رهين بنجاحها في العودة إلى طرابلس وكسب ثقة الليبيين والعمل لتحقيق مصالحهم دون انحياز لطرف دون طرف ولا انصياع لإملاءات الدول المتدخلة في ليبيا أقليميا ودوليا.

التدوينة جنود لتأمين البعثة لا قوة حفظ السلام ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “جنود لتأمين البعثة لا قوة حفظ السلام”

إرسال تعليق