طرابلس اليوم

الجمعة، 22 سبتمبر 2017

السراج يطالب بخارطة طريق واضحة، ويحذر من التعامل مع كيانات موازية لحكومته

,

أثنى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، الأربعاء، على جهود مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامة، من أجل إيجاد حلول عملية وسريعة للأزمة في ليبيا، خلال كلمته، في الاجتماع رفيع المستوى حول ليبيا في نيويورك.

وقال فائز السراج في كلمته: إننا بعد قيام ثورة تستهدف التغيير إلى الأفضل، نطمح لبناء دولة مدنية وديمقراطية حديثة تنعم بالأمن والأمان، تراعى فيها كرامة المواطن وتكفل حقوقه، وتضمن عدم عودة الدكتاتورية والتسلط وحكم الفرد، دون إقصاء وتهميش.

وأضاف السراج أن حل الأزمة الراهنة يكمن في الوفاق والتوافق وأن يتحلى أبناء ليبيا بالمسؤولية الوطنية، كما يتطلب توقف التدخلات الخارجية السلبية، التي ما فتأت تؤجج الصراع.

وأوضح فائز السراج أن المجلس الرئاسي نتاج حوار دام قرابة عامين وهو نتيجة تسوية سياسية، ليمهد الأرضية للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لإنهاء الاستحقاق الدستوري، “فهو ليس طرفا في الصراع بل طرفا في إيجاد الحل.”

وترحم السراج في كلمته، على الشهداء الذين سقطوا في معارك تحرير سرت وبنغازي، من كافة المدن الليبية، الذين صنعوا ملحمة فداء رغم قلة الإمكانيات في مواجهة تنظيم الدولة.

ووجه السراج شكره للدول التي قدمت المساعدة في مواجهة التنظيم وخص بالذكر أمريكيا وإيطاليا، مشيرا إلى “وجود بؤر أخرى لفلول تنظيم الدولة تتطلب القضاء عليها واقتلاعها من جذورها”.

وأضاف السراج أن الحرب على الإرهاب قضية دولية يحشد لها المجتمع الدولي بإمكانيات عسكرية هائلة، لذلك نطالب المجتمع الدولي برفع قرار حظر استيراد الأسلحة من أجل مواجهة هذا الخطر الذي يهدد الجميع.

ووصف السراج الوضع السياسي في ليبيا بالمأزوم، الذي لم يعد فيه مجالا للتسويف والمساومات لأن الشعب لن يحتمل المزيد من المعاناة، مما دفعه في يوليو الماضي، إلى طرح خارطة طريق لتحريك الجمود وفتح ثغرة في الأفق السياسي المسدود.

وطالب السراج الجميع بدعم الرؤية الإيجابية التي تم تأكيدها خلال لقاء باريس، ليحتكم الشعب لصناديق الاقتراع وعلينا جميعا احترام إرادته، ووجه شكره إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على رعاية للاتفاق.

وأضاف السراج أن هذا الحل الذي طرحته، قد وجد تجاوبا وقبولا لدى فعاليات سياسية واجتماعية، إلا أن هناك من يخشى على فقدان نفوذه ومكاسبه إذا جرت الانتخابات، لذا يعمل لعرقلة الاتفاق وافتعال الخلافات والمشاكل.

وأشار السراج إلى أن آخرون يتذرعون بالوضع الأمني، رغم تحسنه في جل المدن، وهو ليس أسوء من الظروف الأمنية في انتخابات عام 2014، مؤكدا أن الوضع الأمني في طرابلس مستتب بعد مواجهة حاسمة ضد بعض مثيري القلاقل، ولقد عادت السفارات للعمل من العاصمة، والبعثة الأممية وسفارات أخرى ستعود قريبا للعمل من طرابلس.

بيّن السراج أن الإنجاز الذي حققوه في الملف الأمني لا يستهان به، وهو نتيجة عمل متواصل لأشهر طويلة، بحكمة وصبر، فقد راعينا أن نعمل على إخراج البلد من هذه المعضلة، دون إراقة دماء أو تدمير منشآت الشعب أو ممتلكات المواطنين، والتي بدورها ستترك أثار سلبية من أحقاد وثارات موقوتة تؤثر على مستقبل البلاد.

وأضاف السراج أن حل الحاسم لأزمة الهجرة يكمن في تحقيق الاستقرار في ليبيا، فعند توفر الإمكانيات نستطيع تأمين الحدود، واستيعاب مئات الآلاف من العمالة الأفريقية ودول الجوار بصورة شرعية ووفقا لقوانين العمل، موضحا أن الدعم المقدم من الأصدقاء الأوربيين في ملف الهجرة لا يعتبر إلا مسكنات للوجع.

ورحب السراج في كلمته بكل المساعي والمبادرات الإيجابية لحل الأزمة في ليبيا، وشكر مصر على استضافتها العديد من الاجتماعات بين الفرقاء، وكان آخرها لقاءات بين قيادات عسكرية من مختلف مناطق ليبيا، وأثنى على الدور التونسي ودور الجامعة العربية، ودور الاتحاد الأفريقي الذي جمع مؤخرا لجان حوار من مجلسي النواب والدولة ببرازفيل.

ودعم السراج في كلمته جهود الأمم المتحدة في حل الأزمة الليبية وتحقيق الاستقرار، محذرا أن أي مبادرة مهما كانت منصفة ستجد من يسعى لعرقلتها لأسباب تتعدد، ليس من ضمنها مصلحة الوطن.

وأضاف السراج أننا بدأنا نسمع أصواتا نشاز تزعم أن الاتفاق السياسي ينتهي في ديسمبر المقبل، آملين أن يخلقوا فراغا سياسيا ودستوريا، لإيجاد فرصة للقفز على السلطة، لذلك نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالحزم في هذا الشأن وعدم إعطاء أي فرصة للمعرقلين وإلا سيصبح الحال أكثر سوءً.

ودعا السراج المجتمعين إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في ليبيا، لنكون جاهزين بالخطط والدراسات والمشاريع لتتحول البلاد إلى ورشة عمل بدلا من ساحة صراع واشتباكات، وربط بداية الاستقرار الأمني في البلاد بدعم المجتمع الدولي لاقتصادها.

ودعا السراج في ختام كلمته، الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي لدى ليبيا، لتقديم خطة عمل بإطار زمني واضح لمسار سياسي عملي يمكننا تنفيذه، يشمل توحيد مؤسسات الدولة السياسية، وأن تتضمن الخطة البدائل اللازمة في حال تعذر تنفيذ خارطة الطريق المقترحة.

وطالب السراج المجتمع الدولي بإرسال رسالة واضحة للمعرقلين بأنه لا مكان للحل العسكري وأنه جاد في تسوية الأزمة في ليبيا، وأن التعامل مع أي كيانات موازية لحكومة الوفاق الوطني هو مخالف لقرارات مجلس الأمن، ولن نسمح أن يكون مصير البلاد تحت رحمة أقلية ذات مصالح شخصية ضيقة.

التدوينة السراج يطالب بخارطة طريق واضحة، ويحذر من التعامل مع كيانات موازية لحكومته ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “السراج يطالب بخارطة طريق واضحة، ويحذر من التعامل مع كيانات موازية لحكومته”

إرسال تعليق